قصة قصيرة

أعمل مصلّحاً للأجهزة الكهربائية الدقيقة في مدينة أور ، تعلمت من زوربا حب الحياة ، وكنت كجيفارا متمرداً ، كنت معوزاً للفرح ، لابتسامات الناس ، للربيع يلامس قلبي ، للبياض ، لرؤية الألوان الفاتنة تطرز حياة الناس ، لأجواء السعادة تشرق على الناس مثلما أشرقت شمس تموز صباح اليوم الجمعة ، أشرقت فوق...
كان السائر في طرقات القرية يسترعي انتباهه ذلك الحديث الهامس بين الجالسين على المصاطب وبين السائرين في الطريق!! ذلك الحديث الذي يدور حول طاهر أفندي. وما كان من عادة أهل القرية أن يتحدثوا عنه بذلك الاهتمام لولا ما حدث اليوم في منزله؛ ففي الصباح الباكر حضر لديه طباخ من المدينة القريبة وما زال...
وأخيراً تحققت أُمنيتي بالسكنى في ضاحية (مصر الجديدة). كنت قد زرتها مرة وأُعجبت بأبنيتها المتشابهة الطراز والألوان، وسحرت بشوارعها النظيفة الهادئة. وتلك صفات لا تتوفر في (باب اللوق) الذي أقطن فيه. قصدت إلى (مكتب السماسرة) وعرضت على الموظف المختص شروطي. نقر الموظف على المنضدة متأملاً، ودس قلم...
(إلى صاحب القلب الكبير الذي كتب (من وراء الأبد). . . إلى صديقي الأستاذ أنور المعداوي أهدي هذه القصة). عزيزي. . . حين تصلك رسالتي أكون قد غادرت أرض الكنانة ميمماً شطر وطني. . . وبين جوانحي قلب مضطرب، ونفس مغممة بشتى الأحاسيس. . . قلب جريح تجرع كؤوس الأسى مترعة، ونفس عصفت بها رياح صارمة فخلفت...
كانت تشدني إلى رفيق علام صداقة مخلصة وثقت أواصرها خمسة أعوام تلازمنا فيها تلازم الظل وصاحبه، فلم يكن عجباً أن أدرك من شأن رفيق، ويدرك هو من شأني، مثل الذي يتاح للأخ من أخيه. وقد كانت طبيعة عملنا التجاري الواحد، وتجاورنا في السوق بيسر أن لنا اللقاء، كلما وجدنا من وقتنا سانحة. وكنا إلى ذلك نتواعد...
في البدء " للمدينة وجه رجل وللقرية وجه أنثى وللخيانة وجه قرد " " رحيل امرأة يوازي رحيل عشرة رجال " " نذهب إلى الطبيب ليعالجنا ولا ندري أننا نعالجه " *** طريق الهفوف الدمام ساخن ومكتظ , شمس مراقة وإسفلت يمور, ناقلات عملاقة تربض فوقها صهاريج معبأة بكبريت أصفر مسال ينقط على الطريق أو ببنزين يتكثف...
الأفكار الشريرة تطّن في رأسه كذبابة مزعجة; لم تفلح الريح التي صفقت النافذة في طردها. يفصله عن تجرع طعم المرارة غصة وقفت في حلقه. كلمات أمه المواسية ( أنسها يا ولدي; غدا سأجد لك أجمل منها). تزيد من حنقه على الدنيا. لماذا تفعل الحياة هكذا معي؟ يتساءل و الأحاديث القديمة التي كان يسمعها وهو صغير...
مضى عليًّ وقت طويل وانا أقرأ مستلقيا على كومة من التبن في البيدر . وعلى حين غرة تملكتني موجة من السخط على نفسي . ها أنا أقرأ مرة اخرى منذ الصباح الباكر . مرة اخرى الكتاب لا يفارق يدي . وهكذا يوماً بعد يوم منذ طفولتي . أمضيت نصف عمري في عالم وهمي بين أناس لم يكن لهم وجود قط . أناس أشاطرهم مصائرهم...
لم يكن الفتى "أشجع" مبالياً بخطورة بعض الألعاب المثيرة التي يؤديها ويستعرض بها قوته و"شجاعته" المزعومة أمام أصدقائه ومعارفه. كان يردد أمام أصدقائه من حين لآخر أنه أشجع من غيره من الفتيان الذين هم في مثل سنه، لأنهم يخشون القيام بما يقوم به من أعمال، بل يصف نفسه بأنه (أشجع الشجعان)، فهو لا يهاب...
" و لكن ما الذي يمنعكِ من ممارسةِ الجنس معي؟ أنتِ عاهرة بكلِّ الأحوال! " كانَ بإمكاني أن أشرح لها في تلكَ اللحظة أنَّي عاهرة و لكنّي مازلتُ بشرية و لستُ آلةً معدةً لممارسة الجنسِ في أي وقتٍ و مع أي كان و لكنَّي اخترتْ الانصياع لرغبتها. كانت تلاحظ بوضوح اشمئزازي من كلِّ ما يحدث بيننا و لكنّها لم...
عند الساعة الرابعة عصراً ، الزمهرير يكشرُ عن أنيابه ، يجلسُ هاشم بائع الأحذية على الرصيف إلى جانب صديقه سعدي ، تُلوّن أشعة الشمس الناعسة المدى بخيوط فاترة ، ترسمُ خلف الغيوم ألواناً متثائبة ، و بائع الأحذية المُستعملة يستلقي داخل ذاكرته ، أمامه أكوام من الأحذية المتعانقة ، مرصوفة بشكلٍ هرمي ،...
كانا في حيرة من أمرهما .. وكنت أسائل نفسي وأسائل الناس كيف يستطيعان التفاهم ؟ وأية سخرية من سخريات القدر ألقت بأحدهما في طريق الآخر ، وأرغمتهما على رفقة العمر ، وشركة الحياة؟! وأعجب ما في الأمر .. ذلك الحب العنيف بينهما .. فلقد كنت أفهم أن زواجهما – برغم ما فيه من تناقض يبعث على الدهشة – قد...
تدور الصحراء حولي، تقهقه.. كعاهرة ثملة ترقص الريح، تكشف سوءتها، بغزارة ينهمر المطر، من جحره، بأنياب مجوّفة منحنية، يخرج ثعبان أسود.. أركض، بمكرٍ تسحب الفيفى بساطها من تحت قدميّ، أسقط، أشعر بالرمل حارقاً، ناعماً حدّ انسياب النار في جسد الموت، أصرخ، أستيقظ.... يلفّعني الليل، تجتاحني برودة...
لم أتردد لحظةً واحدةً في الموافقةِ على طلبِ كريم الزَّواج مني ليس لأنَّه من عائلةٍ ثرية و لكن لأنَّه يحبني. خلالَ فترةِ خطوبتنا ظهرتْ في حياته سيدة جميلة اسمها ليلى رأيتها تتأملهُ في جميعِ المناسباتِ التي حضرناها معاً, كانت تجلس دائماً على مسافةٍ منه و تتأملهُ بصمت. تزوجنا في منتصفِ تموز و...
فتح حارس المقبرة الباب، رائحة الموت كادت تعيدهم للمقهى مَرَّة أخرى، فللأموات كرامة و الوقت ليل، و لكن عناد خلف و إصراره على أن يستمر ( الهزار ) قلبها جد و مجلسهم: غاية الانسجام والأنس ككل يوم على المقهى المواجه للمقبرة، حَتَّى أنَّ المارة يحسبونهم سكاري، لأنَّ قهقهاتهم تصل لجدران القبور. وما...
أعلى