شعر

أُلملمُ ما تساقطَ منكِ فيَّ من القصائدِ والحصى المهتاجِ غربَ دمي وشرقَ ربيعكِ المحكي وأذهبُ في سرابكِ عبرَ بوَّاباتِ سيدوري وقلبي مثلُ أجراسِ البنفسجِ يجمعُ النمشَ الـمُنوِّرَ أو دموعَ يمامةٍ سوداءَ لا مرئيَّةٍ تبكي وراءَ نحيبِ شَعرِكِ في يديَّ.. تفتِّحُ النارُ زنابقَ مقلتيكِ على عيوني.. يا...
أيها الهيكل العظمي.. الذي يزوره الأموات على دراجات رملية- أصدقاؤه الذين انقرضوا مثل دينصورات عاشبة.. ذكرياته التي تحولت إلى أغصان جافة.. مخيلته التي امتلأت بالديدان والسحليات.. عضوه الذكري الذي افترسته أفعى المامبا.. صوته المليئ بزئير الأشباح.. إرحل إرحل إرحل عد إلى ضريحك الكلاسيكي حيث ترقد...
في محل لبيع الأنتيكات رأيتُ خرطوشة مدفعٍ من بقايا الحرب العالمية الثانية معروضة للبيع. كان معدنها باهتاً كالموت. ذكّرني بصرخاتٍ، ودم ضاعت صورته بين الأنقاض بطيور مذعورة هربتْ من الدويّ وقطط بُترت سيقانها وكلاب تعوي في شوارع مهجورة تقتات على بقايا القتلى، وأعضاء بشرية مبتورة ضاع الجسد الذي كانت...
يثورُ بقاع خاطرةٍ سؤالُ، ويُنجي كلَّ سانحةٍ خيالُ ويُحيي جدبَها من ألف عينٍ يُفجِّرُها الجوابُ.. بـ «ما إخالُ!» وشكُّ الشكِّ دار على رَحاها، يُخلّد كُفرَهُ.. سِحرٌ حلالُ سيبدو في سَماك كألف نجمٍ، فأنتَ وشكُّكَ الأنقى اشتعالُ فتؤمنُ، ثمّ تكفر.. ثمّ تُسْوِي، دواليك التقلُّب والنضالُ وأطياف الحقيقة...
رجل كاسر لتوقّعهِ وسماء تكرّسُ سمعتها لقديم المياهِ خيامٌ لديها انحدار وثيقٌ خليةُ نحْلٍ تبالي بأعضائها والقطا حولها يتهجى ربيع الأعالي وغيم يرى الأفْق معتمرا للنجومِ فيمنح نيرانه للمدى إذ هناك يجوز التحاف البداهة أيضا هناك النساء يصلن الينابيعَ وفق المواعيدِ ثم يُرقْنَ الغوايةَ فوق خواصرهنَّ...
سأخبئ فِي قَمِيص ِاللاَّمُبالاَة وَبَيْن شُقُوق الْجُدْرَان وَعِنْد محاجر المعتوهين سِرِّي الْعَظِيم ( خِيَانَة وَطَن ) . . . لِأَفْتَح أزرارَ التَّارِيخ و أعيد نُبَاح الْأَسئلَة و أُقلبُ أجندات الْوَجَعِ مِنْ فُوَّهَة الضياع عِنْدَ آخَرَ كُرْسِيّ مَرْكُون فِي ذَاكِرَة الرِّيح أُصحِّحُ...
الحروبُ فاتنةٌ كالنساءِ الغَريبات لا مدىً لها الانتصارُ فيها خسارةٌ مريعةٌ والتيجانُ ملطَّخةٌ بالنجيعِ والغبار أيّةُ أقدارٍ تعبثُ بالناسِ وأيةٌ تخمةٍ ستصيبُ الوحشَ وكواسرِ السماء طالما وقفتُ حائرًا بينَ نبؤاتِ العرّافين وجدلِ المتكلمين والمؤولين كانَ صعبًا أن أغلقَ رأسي بفلينة الأساطيرِ فالتاريخ...
جئنا وكان النهرُ يجري مسرعًا جئنا وما زالت مروجُ الشمسِ واسعةً تنافسُ صورةَ القمرِ التي كشفتْ صفاء البحرِ كم جئنا لنقتسمَ المكانَ ونبعةً كانت تمنيني بعشبٍ تحته نهرٌ عميقٌ تحتهُ الأرواحُ تنعمُ بالمدى جئنا وكنا نطعمُ الدوريَّ قمحَ هوائنا المغسولَ أعرفُ أنني بدلتُ أسمائي بذاكرةٍ مؤقتةٍ وصارت غربتي...
عِطْرُ ( عتابا) 1 يَمْلأُ روحي، نَفَحاتُ ( النّايلِ)1 فاغمةٌ، أَدْرَكْتُ بِفِطْرَةِ ريفيٍّ يَتَعَتَّقُ في جَرّاتِ حنينٍ لا ينقُصُهُ بَذْلُ الوَقْتِ،...
شربنا من قربة عواد الرأس ، وكانت كرسيا عتيقا ، مخططا بحناء التاريخ ، وعبق غبار الغيوم العابرة ، وصلنا إلى التذييل ، وقعنا على الأعمام الثلاثة ، وما ادراك ما هو العم ، وكيف يمسك بدفة السفين ، ويقود الركب إلى عمق المحيط ، فإن كانوا ثلاثة تناوبوا وشرقوا ، وتاهوا في محيطات الظلام ، لكن نداء أميرة...
كانَ الروائيُّ الفرنسيُّ مارسيل بروست يهتمُّ بالتفاصيلِ الدقيقةِ جداً وبالجزئيات الصغيرةِ وهو في غمرةِ كتابةِ روايته الخالدةِ (البحث عن الزمن الضائع) حتى أنَّ بعضَ نقَّادِ الأدبِ الغربييِّنَ قالَ ما معناهُ أن بروستْ يستطيعُ أن يكتبَ صفحاتٍ كاملةً في وصفِ غرفةٍ أو حتى في وصفِ جزءٍ منها.. كذلكَ...
في جندوبة لم يَتَغَيّرْ شيءٌ كان أبي يستيقظُ في الفجرِ يُصَلّي في البيتِ بلا آيات وبلا سُوَرٍ وبلا رَكعاتٍ أو سَجْداتٍ وبلا سَجّادٍ كانَ يُصَلّي، كنتُ أصيخُ لهُ يستغفرُ ثمَّ يُعيدُ الاستغفارَ ويطلبُ عفوا عن ذنبٍ لا يعرفُهُ "يا رَبّي سِتْرِكْ وْعَفْوِكْ" يَدْعُو أنْ يَهْدِيَني اللهُ وأنْ يَهْدِيَ...
أعلق قصائد غير مكتملة لشعراء الصدفة تمائم للوقت بدل الضائع ارسم بخطوط كفي وجه أمي الغائب من المنفى للتراب أقتصد في فك شفرة الحضور المكتظ بالتسابيح أبحث عن معاني الغياب في الذاكرة وفي الساعة الرملية المترنحة على الجدار الأملس اكشف عن وجه البياض في بريق عين المريد وفي ابتسامة الغيمة وسخرية القمر...
الليل وحيدٌ هذي الليلة لا سُمّار ولا عشاق ولا أطفال شوارع غاب القمر وفارق صورته في النهر النهر حزين يتأرجح في العتمة محض خيوط سوداء ينسلها الريح ولا ينكسرُ الليل وحييييييييد هذي الليلة من ينتظرُ مرّ الليل الليلة مثل غريب فوق فِراشي لم يُوقظ قمصان النوم ولم تنتبه الغرفة حتى السترة فوق المشجب...
المساء... لم يولد مبهما جميلا إلا ليواعدني... ليشغلني... بأحجيات الصمت الهادر جميل أنت ونادر مثل متحف قديم هكذا أحبك...فلا تلمني لا تسألني عن فخاخ علق بها اسمي وأنا أسقط في عالم قذر يرقُبُني خلف نافذة زجاجُها جارح بينما تتجاهلني نشراتُ الحروب وأنا أقبض على ماتبقى مني بكثير من الصبر ولفيف...
أعلى