شعر

في ربوع دمي دبت الريح غِبّاً وراء حشود الفراشات والسنبل الفوضويُّ الجهير، لقد دُكَّتِ الأرض دكا وفاء إلى ظله أول الوقتِ كنت أراقب ودْقاً وأزجي خلاسيَّهُ نحو غيم الصباح حلمتُ بأن الفراغ له عدد يظهر الرقم في بابه قيصرا يحكم الجبر لكنْ يضلُّ الطريق إلى الهندسةْ وتحاصرني رقَصات الردى وأحاصرها...
كان الدَوْرُ اليومَ على جِلْدِهِ ليتقمص دور المُعَلِّم، يحقِنُ طاقةً سحريةً في الخلايا لتمزق نفسها وهي تبتسم ثم تحضنهُ و تسقيهِ على مَهَلٍ: كيف أن نظرة عينيها أخطر من خَمْشات النمر الأرقط.. في نفس الوقت، كانت رغبتها تعصف بها، تجعلها تلفُّ وتدورُ في الكهفِ و ذكرى اللبؤة الجريحة تتبعها كظِلِّها،...
حائط الصبيّ الذي ربط التاريخ من ذيله وراح يجرُهُ كعربةٍ زائدةٍ عن الحاجة أو يكوّره؛ ليصبح "كُرة شرَاب" يلهو بها مع رفاقه تصّاعد من رأسه الأحلام بهيئة طائراتٍ ورقيّة وحيتان زرق وتنفتح رأسُه نافورةً من الأمنيات وكؤوسًا للمونديال. البنايات الضخمة وسط المدينة تعرف أنَّه لن يعيش طويلًا كلُّ سربٍ...
وأنت ترى ما لا تبصرُ وتصغي لصخبِ رؤاك وتكتبُ الماءَ بالماء تمسحكَ يدٌ بالطيب تنشلكَ من عمق المحيط وتذيبُ فيكَ حرقةَ الجليد وأنتَ ترى ما لا يُرى تشربُ ذراتِ الأثير ولا ترتوي إلا بالينابيع ندى الحاج
هسيس مارد النّهايات التّترى الّتي تطير في موسم الحصاد لم تنتظر الشّعانين ولم تتريّث حتى يلد النّخيل الببّغاء ويستظلّ المتعبون بفيء ما تطاير من طلْع هنا خطوه، همُسه، شكواه قلمه وعنوانها هنا هنا جيوب الذنوب والرزايا والخوذات هنا حفرَ الخنادق ليخبّئ الأحراش من التّنّين والغزلانَ من قيظ الوحشة...
تحكي جارة القمر... عن اللاأشياء اللامعة عن أقراط لا تصدأ وعِقد... كلما تحرش بجيدها صار أضيق عن أشعار المساء وهي ترسم بلون الحناء مشاتل ورد لا يذبل وهي تسحل النجوم على جبين الليل تحكي... عن وهجٍ زار قلبها خلسة حين احتست نبيذ العشق دفعة واحدة... حين كانت تلهو في حضن القصيدة كأنها النيزك يعيد...
كَانَ الْمَسَاءُ يَنْفُضُ الْفَرَاشَاتِ عَنْ قُبَّعَتِهْ ، وَكَانَ هَذَيَانُ أَجْرَاسِ الْجَدَاجِدِ يُوقِظُ أَسْرَابَ الْيَاسَمِينْ ، وَالصُّقُورُ تَنْسُجُ فِي الْفَرَاغِ سَمَاءً أُخْرَى أَقَلَّ ضَرَاوَةً . وَبيْنَ قَارَّتَيْنِ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عِظَامْ ، مَدَّتِ السَّلاحِفُ أَرَاجِيحَ...
كانت أمي تريد إبقائي بعيدا عن كل شئ .. عن الحب.. عن الغرباء.. عن الرجال.. عن القصائد.. عن كتب الفلسفة المثيرة للجدل عن السياسة لانها شأن الرجال .. عن كنتها التي لاتحبها .. عن ابن عمي الذي يطمع في القُرب.. عن بنات الجيران سيئات السمعة.. عن الأشياء السرية التي تحدث بين رجل و إمرأة .. عن التنورات...
حين كان الخراب ، ينسج خيوط الموت على الجماجم الهزيلة تلك الحالمة باللحم والانبعاث كانت القصائد ، على طاولة شاعر مشرد يجلس في حانة رديئة كانت تتبادل الشتائم مع الكأس ، وتتهم القهوة بالعهر لانها تُدخن المارجوانا في نواصي الضباب وتقذف رائحة الشبق على العابرين مُصادفة ، عبر بوابات الرحيل الموصدة...
مِن صَدع الغيّاب وهواء تبقّى خَواتم طَيف تَجيءُ الأغاني ، زَرقاءَ كومْض المَـوت تَتصاعدُ ،وتوقدُ شَمعةَ النسيَان سَكراتٌ تَتخطَّفكَ إلى برْق بَعيد وأنتَ كَشطْح الصَّمت ، كَوقْت أبيَض يَهذِي ، تَختطُّ بَصمَةً بينَ الشُّعلَة والصَّدى وتَجرحُ اللَّيل بأغْـنيّاتها لم يبقَ من الحُبِّ غيرَ الظِّلال...
أرى الواقفين على كتف الشارع استمرؤوا شمسهم وأرى العربات تمرّ وليست تبالي بهم فهْيَ إذ خرجت من مرائبها خرجت دون ذاكرةٍ... لكأني مكان أليف تريد الدوالي احتلال ملامحهِ لا أريد بروجا إليها أفيء فخلفي جدار من الظنِّ أقْرَبُه كي أثير وساوسه المنتقاة وأرسم فيها طموحي الثريّ بحبر البراءة... سيدتي...
(ليس الحب أن تخسر نفسك ولكن الحب أن تجدها) ومرة أخرى ها أنت في وضح الذبول تجيء نحاسيا كما الصدأ وبشبه حياد تلوك خيبة ما بينما يغرق ظلك في الرمل والانتظار (هذا البحر يتصبب عطشا) يمر نورس شفاف كما الحلم تسأله عن موعد الريح يرد: "الريح لا تراقص إلا الروح خفيفة.. خفيفة مثلها ضع عنك...
لقد جئتكِ من الفجوة التي تفصل صباحين لأحمل لكِ الخلاص - اتحمل الموت ؟ تسألني لا خلاص لامرأة تفهم انوثتها سوى أن تتلاشى البحر لم يعد يعوي كما كان والسفن التي حملتك الى البعيد ، كانت تتعمد امتصاص النداء الصامت لك اي خلاص لامرأة لها نهدين جففهما التنكر ، وافزعتهما مهنية الوجوه التي تختزلها للافواه...
يميل ُ القلب مع انحناءات فرشاة الأيام تدنوأصابعه برقة طفل.. على شَعره.. توزع البياض، قبلات تمسك بأيدي بعضها البعض.. كالثريا.. (أنا البعيدة في قبّة السماء مهما سحرته نجوم لامعة، متشبثة ب بُعدها الأسمى.... طفلة، عيناها مسافرتان نحو السماء، تعدّ النجوم بحرص الخوف من أساطير الثآليل في يديها... تحفظ...
الغيمةُ التي تفنى قطرات في جوف الأرض تعيش إلى الأبد في ذاكرة الأشجار ... ****** الليلُ الذي يكحل عيون المساء يراقب تشكل الحلم في ذاكرة اليقظة ... ****** الشمسُ التي ينتظرها الغروب مشغولة بإرسال ضفائرها إلى وكر طائر يحتضر في ذاكرة الصقيع ... ****** الصباحُ الذي يرافق...
أعلى