مختارات الأنطولوجيا

وقف بباب مجحره منتصب الاذنين نشط الانف وشمل المكان بنظرة ثاقبة من عينيه اللامعتين. كان الهدوء شاملاً إلا من انفاس منتظمة مالوفة طالما اصاخ اليها بشغف ولذة. ونقر قوي سريع على الواح شفافة بيضاء ألفه في هذا الفصل وفي الشتاء الماضي عندما كان يسعى وئيداً في طلب غذائه بعد ان ذهبت امه في رحلة غامضة...
المقدمة يمتلك الفيلسوف الأندلسي أبو الوليد بن رشد المعروف بابن رشد الحفيد، (المولود بقرطبة سنة 1126م, والمتوفى 1198م في مراكش) أهمية كبيرة في التاريخ الثقافي والمعرفي في العالم، فقد تجاوزت شهرته الأندلس ليصبح بوابة المعرفة والتنوير العالمي ولاسيما في أوربا، فقد تنوعت مجالات إشتغالاته الفكرية بين...
من الثيمات المفقودة في سرديتنا العراقية الثيمةُ السياسية، التي طال افتقادها منذ ظهورها الأول في قصص محمود أحمد السيد وذي النون أيوب وعبد الرزاق الشيخ علي، في الربع الأول من القرن العشرين، ثم اشتدادها وسيادتها في روايات فاضل العزاوي وياسين حسين وعبد الرحمن الربيعي وفؤاد التكرلي، في منتصف ستينيات...
عطية عامر واحد من الرجال القلائل الذين أحبهم وأحترمهم في آن. أغلب الظن أنني سمعت اسمه للمرة الأولى سنة 1978 إن لم تخني الذاكرة. كان ذلك من خلال ما أسرّته لى أستاذتى الدكتورة سهير القلماوي، وكانت رئيسة قسم اللغة العربية الذي كنت أعمل فيه أستاذًا مساعدًا في ذلك الزمان البعيد. وأخبرتنى أنها كانت في...
قام هذا العنوان على تساؤل وليس على مسلّمة، وذلك من أجل أن يكتسب طابعه الاستكشافي والإشكالي في آن واحد. وهو إذ ينهض على السؤال فإنه يروم الاشتغال على المعطيات والسياقات والأطاريح التي عُنيت بالمثّقف واستدراجها إلى المراجعة والمناقشة. ولمّا اختار المقال عنوان «المثقف العضوي» لتطل على تجربة رصيف...
… آه يا تيموتينا لابينيت! اليومَ، وقد ألبسوني الرداءَ المقدّس، يطيبُ لي أن أتذكّر الهوى الفاترَ الآنَ والذي يرقد تحت الجبّة، هوايَ الذي كانَ، في العام الفائت، قد جعلَ قلبيَ الفتيَّ يخفق تحتَ معطفي، معطف التّلميذ في مدرسة الرّهبان!…. الأوّل من نوّار، ألف وثمانمائة و…………(1) ….. هوَذا الرّبيع...
في دمعتي الأخيرة واريت حبا مات في وهج الظهيرة . رويت حزن القلب دمعا دافئ النبض . ومسحت عن وجهي أشتات جرح نز في الشفتين ، والأعراق نارا . ثم انتهى غدرا وعارا . قد شحت الأشجار بالثمر اللذيذ فليس غير الحنظل المر ، وسوى خطى الصمت ، وصدى هديل يقرع البابا ...
إني وقفتُ بين كل الذين تسابقُوا عندما إليها وَصلُوا سَعَتْ إليّ الجازية ولئن لم تلتقِ البحرَ يومًا إلاّ أنها ظلّتْ من بعيدٍ تراهُ بَدْؤُهُ مَداهُ… مراكبُ تمضي وتبقَي الضّفافُ تخافُ إلى عُشِّهِ ، عند الرّبيع لايعودُ الخُطافُ مع الرّيحِ ريحِ الصَّبَا والصّبَابَاتِ يأتي الهُتافُ *** ـ بُـنَيَّ ...
“شغوف بالبياض بانبجاس المطر من رحم الغيم باليمام خارج السرب بندف البرَد ومكعبات السكر شغوف بالتقاء البياض بالبياض” “مبارك العامري” ليت العنوان الذي كتبته فوق هذه السطور حقيقة وليس أضغاث أحلام، لكن يبدو أن الذي جعل عقلي الباطن يتمادى في عرض هذا الحلم البعيد الخبر الآتي: “أطلقت أمانة محافظة...
قد يبدو هذا الحديث نشازا في جو الانسجام البارز بين حركتنا الأدبية هنا وبين الكتٌاب الذين أولوها جل ما لديهم من إمكانيات ووسائل النشر والتعميم علي مساحة الأرض العربية الواسعة. لقد كان من حق حركتنا الأدبية، بما تمثله من صراع ناسها مع واقعهم الخشن، أن تفرح وتعتز بالمكانة الطيبة التي احتلتها في...
تشاهد وجهك فى البئر ثم ترانا ونحن نصلى على الغائب المتبقى لنا وكأنك بعد المكان تقول أنا أعرف الكلمات وأنسى الكلام تقول أنا فى وجودى، ولست هنا لا أريد الملقن فى القبر يأتيك شيخ ضرير ويعطيك ماءك تبقى قليلا، وتدرك صاحب موتك عند الممر سلام هى الروح حتى نرى ما وعدنا به فانتظرنا دقائق حتى نعيد العهود...
(المثقف) هذا المصطلح المطاطي الذي يضم تحت عباءته نماذج وتصنيفات عديدة تختلف باختلاف المفاهيم والأفكار التي يحملها كل نموذج وأيضاً باختلاف الدور الذي يلعبه، مما يدفعنا للتعامل مع المثقفين ليس كمجموعة واحدة بل وفقاً لمثل تلك التصنيفات، فما بين تصنيف عام لمثقف أكاديمي ومثقف غير أكاديمي، مثقف الشعب...
سأسكب شمسك في قدحي أتأمل رَغْوَ صفائِكْ حتى إذا انبجس النور بين الحبيبات أشعل بهْوَ سمائكْ واضطرب الودْقُ واحتدمَ العشقُ وانعتقَ السُكْرُ في خمر مائكْ سيمطر سقُفُ بهائك مَنَّ السكينةِ سلوى الطمأْنينة البِكْرِ تنشطرَ الكأسُ نصفين يَلْصِفُ بلُّورُها من ضيائكْ نِصْفٌ، فأسمو به للمعارجِ صوب علاك...
أنت أيها الرجـل أمام الآلـة ، والرجـل في المشغـل : إذا أمروك غـداً أن لا تصنع المزيد من أنابيب المياه وقدور الطهو ، بل خوذاتٍ فولاذية وبنادق رشاشة ، فهناك حل واحد فقط : قل لا ! أنت أيتها الفتاة خلف حاجز المتجر ، والفتاة في المكتب ، إذا أمروك غداً أن تعبئي القنابل ، وأن تركبي مواسير التهديف...
امسح بورودِكَ السمراءِ .....عرَقَ كلماتي ضمِّدْ نزيفَ خُطاي أسعِفْ إجهادَ صمتي لألوذَ بصوتِكَ ......من أنّاتي اسحبْ من دفاتري تعبَ النوارسِ لأجذِّفَ في بحرِ القصيدةِ ...... وعلى شطآنِ ِ حروفِ اسمِكَ ...... .. أرمي مرساتي اعبر زقاقَ العَتمَةِ بنورٍ من نافذةِ بوحِكَ طوّقْني...
أعلى