مختارات الأنطولوجيا

الخريميّ في رثاء بغــــداد وابن الرّوميّ في رثاء البصــرة: قراءة في قصيدتين الخريميّ: أبو يعقوب إسحاق بن حسّان قوهي الصّفديّ. شاعر عاش في العصر العباسيّ. اشتهر برائيّته الّتي وصف بها الفتنة بين الأمين والمأمون في 135 بيتا. ابن الرّوميّ: أبو الحسن عليّ بن العبّاس بن جريج. شاعر من العصر...
تنبني قصيدة الخريمي في رثاء بغداد من عدة لوحات تراكمية، تتفاوت من حيث الامتداد، والزمان ، والشخوص . ويمكن أن تندرج هذه القصيدة من حيث الأسلوب تحت باب (السرد القصصي) ،إذ يتخذ الشاعر جماعة من الناس يروون ويصفون ما حلّ ببغداد. وتتراوح بنية القصيدة بين جدليتي (الغياب والحضور) ، والقص الوصفي...
ذادَ عن مُقْلِتي لذيذَ المنامِ شُغلها عنهُ بالدموعِ السجامِ أيُّ نومِ من بعد ما حل بالبصْ رَةِ من تلكمُ الهناتِ العظام أيُّ نومٍ من بعد ما انتهك الزّنْ جُ جهاراً محارمَ الإسلام إنَّ هذا من الأمورِ لأمْرٌ كاد أن لا يقومَ في الأوهام لرأينا مُسْتَيْقظين أموراً حسبُنا أن تكونَ رُؤيا منام أقدم...
الناسُ أَخلاقُهُم شَتّى وَإِن جُبِلوا عَلى تَشابُهِ أَرواح وَأَجسادِ لِلخَير وَالشَرِّ أهلٌ وُكِّلوا بِهما كُلٌّ لَه مِن دَواعي نفسه هادي منهم خَليلُ صَفاءٍ ذو محافظة أَرسى الوَفاءُ أَواخيهِ بِأَوتاد وَمشعرُ الغدر مَحنيٌّ أُضالعه عَلى سَريرة غمر غِلُّها بادي مُشاكِسٌ خَدِعٌ جمُّ غَوائِلُه يُبدي...
ربما يأتي نشر هذه المقالة الأسبوعية متزامناً مع انعقاد “منتدى الاتحاد” الثالث، الذي تنظمه صحيفة “الاتحاد”. أما العنوان الذي يتصدر هذه المقالة فهو، بالأساس، أقرب إلى عنوان منتدى الاتحاد المذكور، والحق أن الإشكالية التي يتصدى لها ذلك الأخير، تمثل موضوع بحث عريق في قِدمه وفي طابعه الإشكالي المركّب...
زهرةٌ في الروض، قالَتْ للخميلهْ، قد ذوى الغصنُ، فما للزهر حيلهْ نُضْرتي ضاعَتْ، فساعاتي قليلهْ إنما الأحلام، ما زالت جميلهْ لونيَ الفتّانُ قد ولَّى وراحْ لم يعدْ يزهو علي خدِّ الـمِلاح بعد حينٍ، سوف تذروني الرياح وعُيوني لن ترى وَجْهَ الصباح فإذا أبصرْتِ في ظل النخيلْ بُلبلاً، دمعُ الهوى منه...
أهجريني ، خريفا ،حين تختبئ العصافير في صدري ،، و تهاجر النوارس من رأسي إلى قدماي .. اهجريني ،، حين تواريني سحابة بيضاء ، سماء ، عن عيناك .. و تخفيني أوراق بلون التراب أرضا ، عن خطاك .. أموت ،، أموت ،، و أترك الرياح تراود رماد صداك .. أهجريني ،، شتاء ، حين تنام في عيوني براكين شهوتك العذراء .. و...
" كل إدارة مستبدة ، تسعى جهدها في اطفاء نور العلم ، وحصر الرعية في حالك الجهل . والعلماء الحكماء الذين يبنون احيانا ، في مضائق صخور الاستبداد ، يسعون جهدهم في تنوير افكار الناس" عبد الرحمن الكواكبي نفر البعض من جرأته في تناول موضوعات مثيرة في تاريخ الاسلام ، وفُتن آخرون بطاقته الباهرة على...
لم يتفق الناس إلى الآن على وسيلة يدفع المرء بها عنه ثقيلا يتصدى له، ويلح عليه بما لا يسعه أن يجيبه إليه، فالأمر متروك إلى صدق الروية، وسرعة الخاطر، وحسن البديهة، ولكل موقف ما يقتضيه، ويدفع إليه ويغري به، والذي يلهمه الواحد في موقف لا يلهمه واحد آخر في الموقف عينه؛ فإذا بدا لي أو لك ما لجأ إليه...
لعلَّ أطول عزلة فرضها شاعر على نفسه، هي عزلة أبي العلاء في بلدته معرة النعمان، حيث امتدت ما يقارب الخمسين عاماً، كتب فيها الشيخ الضرير أعظم ما كتب: لزوم مالا يلزم، وعبث الوليد، وغيرهما من الكتب الخالدة التي فقد منها الكثير!دخل أبو العلاء منزله، واعتزل الناس، لم يخرج إلا مرة واحدة. حين حمله قومه...
أَيَهــا التـــائهُ مــا بين الشَّجَـــــرْ ضـاع عُمُركْ بــين آمــــــالٍ وهَــــــــمٍّ وفكــــــرْ طــال عُمـركْ هـــذه الأعــوامُ مــرَّت كالسحابِ دون جــدوَى ما الذي ترجوهُ من باقي الشبابِ غيرَ بلــــوَى؟ هكــــذا العمرُ تقضَّـــى بالنَّصَبْ والشــــــــقاءْ بالتعِـــلاَّتِ تقضَّـــى...
أدباء عصر النهضة كثر! وعلى كثرتهم، جميعهم بلا استثناء، حجوا إلى بيت الأديبة النابغة، ودرة الزمان اليتيمة "الآنسة مي زيادة"، سواء كان البيت قديمًا في ١٤ شارع مظلوم عام ١٩١٣، أو في الطابق الخامس في ٢٨ شارع المغربي، قرب المعبد اليهودي بشارع عدلي عام ١٩١٤ أو صار بيتًا رحبًا فخمًا في ١ شارع علوي، خلف...
عرفتُها في عامها الواحد والعشرين وكنتُ قبل الأربعين كانت تقول إن خيطَ الشيبِ في الفَودينِ هالةٌ للتجربهْ والحب عند الأربعين قدرةٌ وموهبهْ كانت وديعةً كأنها براءتي التي فقدتُها خطيئتي التي أحببتها كانت جريئةً ذكية العينين والجسد كأنها باريسُ ليلةَ الأحدْ ترقص ليل الصيف وهْي عاريهْ وترتمي ولوعة...
كانت صديقتي الصبية ساعة اللعب تحشو بطنها بقطع الثوب ينتفخ بطنها تتدلل تصير اما أصير صغيرتها المطبعة أتبع اسراب صغار النمل اتقفى صوت التراب اركب ظهر أسئلة فتية يسقط الفرح و لا يسقط المنى .. الآن صارت صديقتي اما حقيقية و أنا أصبحت ريحا متمردا منكمشا في كف الحلم ريحا كانت...
اللّغة، أيّ لغة، دون نزاع، أوضحُ خصائص الجنس البشريّ، فهي مرآة العقل، وأداة الفكر، ووعاء المعرفة، وتاريخ أيّ لغةٍ هو تاريخ شعوبها، وازدهار أيّ حضارة مرتبط بازدهار لغتها، تسمو بسموّ المتكلّمين فيها، وتنحدر بانحدارهم.ولغتنا العربيّة أعرق اللّغات السّامية، وأغناها أصواتاً وصرفاً ومعجماً، وهي أجمل...
أعلى