مختارات الأنطولوجيا

بِحَيث قُدودُ البيضِ سُمرٌ تَهزُّها شَمولُ الصِبا وَالدَّلِّ لا شَمأَلُ الصِبا خِفافٌ فَلَولا ثِقلُ كُثبٍ تَقصَّفَت لَعادَ لجدب الخصرِ رِدفٌ قَد أَخصَبا عَلَتها بدورٌ قَد سَفَرنَ فَما تَرى لَهُنَّ سِوى مِن حالِكِ الشَعر غَيهَبا
هُمُ الناسُ شَتّى في المَطالبِ لا تَرى أَخا همَّةٍ إِلا قَد اختارَ مَذهَبا فَمَن يَعتني بِالفِقهِ يَرأس إِذ يلي قَضاءً وَتَدريساً وَفُتيا وَمَنصِبا وَمَن كانَ ذا حَظٍّ مِن النَحو وَاللُغا يَرى أَنَّهُ أَسنى الفَضائلِ مَطلَبا وَيزهى عَلى هَذا الأَنام لِأَنَّهُ يَرى هَمَجا في الناس مَن لَيسَ...
تصبَّح بِوجهِ الراحِ وَالطائِر السَعدِ كميتاً وبعد المزجِ في صفةِ الوردِ تَضمَّنها زِقٌ أَزبُّ كَأَنَّهُ صَريعٌ مِن السودانِ ذو شَعرٍ جَعدِ وَلَمّا حَلَلنا رأسَهُ مِن رباطِهِ وَفاضَ دماً كالمِسكِ أَو عنبرِ الهندِ وَجَدناهُ في بعضِ الزَوايا كَأَنَّهُ أَخو قِرَّةٍ يَهتَزُّ مِن شِدَّةِ البَردِ أَخو...
نَدامى بَعدَ ثالِثَةٍ تَلاقوا يَضمُّهُم بِكوهْ زَيّانَ راحُ وَقَد باكَرتُها فَتَرَكتُ مِنها قَتيلاً ما أَصابَتني جِراحُ وَقالوا أَيُّها الخَمّارُ مَن ذا فَقالَ أَخٌ تخوَّنهُ اصطِباحُ ادارَ الراحَ حَتّى أَقعَصَتهُ فَخَرَّ كَأَنَّهُ عودٌ شناحُ فَقالَ هاتِ أَلحِقنا بِراحٍ بِهِ وَتَعللوا ثُمَّ...
لَمَّا سَمِعتُ الديكَ صاحَ بسحرةٍ وَتَوَسَّطَ النَسران بَطنَ العَقرَبِ وَتَتابعت عُصَب النُجومِ كَأَنَّها عُفرُ الظِّباءِ عَلى فُروعِ المرقَبِ وَبَدا سهيلٌ في السَماءِ كَأَنَّهُ ثورٌ وَعارضَه هِجانُ الرَبرَبِ نَبَّهتُ نَدماني فَقُلتُ لَهُ اِصطَبِح يا ابنَ الكرامِ مِنَ الشَرابِ الاصهَبِ صَفراءَ...
فأما أولى الخاصيتين، فهي ظاهرة الحب بل العشق، والحب ليس وقفا على الغزل الجنسي كا قد يظن، فلغته من الناحية النفسية هي المنفذ الصادق لكل شعور حار، ومن عجب أن يفطن نقاد العرب أنفسهم إلى هذه الحقيقة الكبيرة فيحسون بلغة العشق عند أكبر شعراء العرب الخطابيين نفسه، وهو المتنبي، فيقول الثعالبي في...
منذ شهور مضت... مات الدكتور محمد مندور... وبموته فقد العالم العربي –من محيطه إلى خليجه- أحد قادة الفكر الحر القديم والحديث... وبموته سقطت ورقة أخرى من تلك الشجرة الكبيرة البائعة، وبقمار النوابغ والعباقرة الدين خلدهم الزمان، وأثروا ومازالوا يؤثرون على تاريخ الفكر المعاصر بثمرات نتاجهم، وجهودهم...
كتب الأديب (إحسان) في مجلة (آخر ساعة) يروي عني أنني قلت له: (. . . يكفي أن يتمتع الإنسان بحريته ليعيش سعيداً حتى لو كان فقيراً، وأن أي نظام أو أية محاولة ترمي إلى إزالة الفوارق الاقتصادية بين الطبقات إنما هي ترمي في أساسها إلى تقيد حرية الفرد. . .) ثم سأل الأديب: (ولكن هل يملك الفقير حريته كما...
(( لاتتكلم ، إن التفسير يقلل من طرافة الموضوع ! )) اذهبي ، واعبري الصحارى إليه فإذا ما احتواك بين يديه ولمحت الأشواق في مقلتيه مائجات أشعةً وظلالا مفعمات ضراعةً وابتهالا فإذا الليل سفّ منه الجناح ومضت في انسراحها الأرواح...
شنَّ فرسان الدولة التي لم يُسقطها الانقلاب عام 1957 حملة عسكرية على القرية، فأطبقوا عليها من الجهات الأربع ،فاستقبلتهم كلاب الرعيان بالنباح وديوك العجائز بالصياح ، وتقدموا نحو أزقتها الضيقة وبيوتها الطينية المتلاصقة تهملج تحتهم البغال الضخمة تضرب حجارة تحتها بسنابك الحديد ، فخنس المخاتير ووجوه...
يا لظبي مرعاه في أحشائي ومراعي الظباء في البيداء كاسر المقلتين ظل فؤادي من جفاه مضرجا بالدماء مستهاماً متيماً يرتدي الحز ن شعاراً ذا مقلة وطفاء زارني في الظلام يختال تيهاً وغروراً في حلة دكناء فتوهمته لفرط سروري قمراً طالعاً بأفق السماء فتغنيت مطريا معه الفض ل الذي قد يجل عن إحصائي لست أنسى...
نهر الليل حبي المتواقد ينساب بين العدوتين ينساب في المساء الآمن الوديع المخيم على القريتين. وها هنا، على ضفة من ضفتيه يريح الربان مجذافيه منتشيا بالجمال الالهي ساجدا لرب العالمين مصباحه المتوقد يلقي بوميض أنواره المحتدمة التي تنتشر خيوطها على الأمواه المتموجة بسفح الغابة النعسان وها هي الصوامع...
كان في نيتي أن أكتب هذا المقال من عقود حتى أضع النقاط على الحروف، لكني تحفظت مرارا احتراما لهذه المؤسسة التي انتميت إليها من 1977، كطالب ثم كأستاذ، ولولا مغالاة بعض المحسوبين على الجامعة في الجهل والاستعلاء لما فعلت ذلك أبدا. لقد دفعني هؤلاء إلى الجهر بالحقيقة الصادمة لأتبرأ من هذا العمى. رؤساء...
صرح جيل دولوز ذات مرة معجباً بعبارة لتوينبي: «إن الرحّل هم المعمرون، إنهم رحّل لأنهم يرفضون أن يرحلوا بعيداً». الرحلة والخروج إذن، إقامة لا تنقطع. على هذا النحو ستكون علاقة المفكر الفرنسي بتاريخ الفلسفة، ستربطه بهذا التاريخ محاولات لا متناهية للـ"الخروج"، الخروج عن منطق تاريخ الفلسفة، وقلب...
أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمداً وَلا ذَمّا فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى لَكِ اللَهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصما أَحِنُّ إِلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت بِها وَأَهوى لِمَثواها...
أعلى