شعر

سوف يأتي الذي يشرق الطين في دمه ويمد المتاه القريب بوردته يطلق الطير خلف المدينة يصعد للماء ليحنيَ دائرةً للظمأْ في صباح كريمٍ وقد فرح النخلُ وفْقَ تقاليده بالبياض المنيفِ رأيت الرياح على حجر يتدفق بالاشتعالِ تحذّر صقراً من السلّم المرتمي ببساط الرمالِ ومن قفصٍ يتحدر من معدن صاخب يجلس القرفصاء...
ويحدثُ أن نحبَّ وأن نموتَ وأن نقولَ لمن سيأتي إننا صورٌ من الماضي وأولُ من تعلقَ بالوفاءِ وأغلقَ البابَ المؤدي للفراغِ وغادرَ المدنَ القديمةَ كلها حتى انتهينا في معاني ربما لا تختفي فيها انطباعاتي عن الشهواتِ والأنباءِ في الكتبِ النبيلةِ والبعيدةِ عن نهاياتٍ نرتبها ونفتحها كصندوقٍ من الحلوى...
ثمَّةَ مطرٌ خصوصيٌّ في قلبي لا يشبهُ هذا المطرَ وقصةٌ لن تُروى إلاَّ على ضوءِ دمعةٍ من رخامٍ ثمَّةَ شاعرٌ ينظرُ في صندوقِ قلبهِ فلا يرى سوى وردةٍ من دخانٍ ثمَّةَ عاشقانِ يجلسانِ في مقهى على البحرِ ولا يتبادلانِ سوى الابتساماتِ الغامضةِ ثمَّةَ بحرٌ يهدرُ في صورةٍ على الجدارِ لا يعرفُ كيفَ يخرجُ...
الآن أنا أرسم نافذة للشجر المورق في جبته أشعل ضفته ولعا بالحدآتِ أرتب في سبل الرعب بياضي المتزن الهادئ ما وجهته هذ الوجع الناتئ من حجر الأمداء؟ وكيف أصوم الاثنين القادم ثم أؤدي طقس الحكمة تحت صنوبرة صامتةٍ؟ هذا الولد الأخضر كان رمادا كان غديرَ أغانٍ ضاربة في عمق الماءِ وها هوذا يحمل آيته اليوم...
تهنا بعيدًا كان يغوينا القمرْ صرنا على عتباتِ قومٍ آخرينَ فمرَّ طيرٌ قال إنَّ الحبَّ يختزلُ الحقيقةَ ثمَّ سرنا في دروبٍ في قرىً مهجورةٍ وأمامَ بيتٍ ما وقفنا حائرين فقد رجعنا للبدايةِ هل قطعنا الأرضَ بين عشيةٍ وضحىً وهل هذي نهايةُ رحلةٍ بتنا نرتبها وفاءً للطريقِ وللمكانِ وما زرعنا في فيافي...
أَبْحَثُ عن أرض بلا دمع عن قطرة حبور وإنِ استطعْتَ.. ابْحَثْ معي أيّها الظلّ عن نبع بلا مصبّ وسْطَ البساتينِ المَبْثُورةِ الظلّ ابْحَثْ معي عن الذَّنَبِ الأبيض بين الذّئاب ابْحث معي عن الحرْف الصحيح قبل أن يُولد عِلّة في قصيدة منسية.. ابْحثْ معي وَ لوْ عنْ بصيصِ ضوْءٍ يُنيرُ الأزقّةَ...
أقول : لذئبك الحزين يا ريتا ذئبك الذي يلتهم شياه كلماتي -سأفترس الغيوم وأعبر الجسر إلى ريتا -أنا طائرك يا ريتا جئت من أصقاع السحر والأسطورة لأشحذ نهرك المتجمد بالشمس والموسيقى. أقول لفراشة ترتج في الهواء : مأخوذة بتويجات الزهر -أرأيت ريتا؟ في ثوب فراشة حزينة تلاحقها عتمة خفيفة من الضجر -أسمعت...
وانكسر الطيف على يد شجرٍ عالٍ وصديقي كان يلائم بين حصى النهرِ وبين مشيئتهِ قلت له: لا تتعبْ وارتَقِ سهْوَك كل الأبواب تؤدي لجذوع الماءِ وأغلبها ينام على لجج امرأة فاتنةٍ وأصابعنا في الطرق الأخرى ما أسطعها! كان لها البدء نقايضها بالبجع الموشوم على جسد الوقت نحايث غفلتها ثم نجيز لها الأغصانَ ونقصي...
كم بارعٌ في كسرِ دائرةِ اهتمامي بارعٌ جدًا وتعرف كيف تجعلني أحبكَ دافىءٌ هذا الشعورُ وممتعٌ أنا نخوضُ الآنَ نهرًا واحدًا حقا ولا نجترُّ أحلامًا نسجناها معا سنعيدُ سيرتَنا ببطءٍ أو وفاءَ بقائها فينا وأيضًا باختصارٍ واقتناعٍ أننا لم نختلفْ حولَ الفراشةِ والمذاقِ العذبِ في قُبَلٍ وكأسٍ أترعتْ...
عُمْرِي وَهَذَا الْبَحْرُ مَمْدُودٌ مِنَ الْمِيلَاَدِ، لَا شَطَّا وَصَلْتُ وَلَا اسْتَرَحت، مِنْ إرتطام الْمَاءَ بِالْجَسَدِ المُدد، فَوْقَ سَارِّيَّتَيْنِ مِنْ ريحٍ وَمَاءْ هُنَا تَتَمَاثَلُ الْأَرْكَانُ، لَا أَحْتَاجُ بَوْصَلَةً لِأَمْضِي نَحْوَ خَاتِمَتِي، وَهَذَا الْبَحْرُ عَدْلٌ لَا...
لُغَةٌ كَـحَيِّ الْقَلْبِ فِي الْأَمْوَاتِ وَبِهَا خِطَابُ اللهِ فِي الصَّلَوَاتِ شَرُفَتْ بِأَسْرَارِ الْإِلَهِ بِذِكْرِهِ وَتَعَطَّرَتْ بِنَسَائِمِ الـْخَيْرَاتِ عِلْمُ الْبَلَاغَةِ لَا نظير لِغَيْرِهَا جُلُّ اللُّغَاتِ تَـحَارُ فِي الْغَايَاتِ وَبِهَدْيِهَا يَـحْلُو الْبَيَانُ وصفوه...
من قال إن السماء لا تسمع لا تُحِسُّ لا تتْعَبُ لا تشتاقُ لا تحْزَنُ لا تُحِبُّ من قال إنها لا تستيقِظُ على شوقٍ وعلى وَلَهٍ تنام؟ من قال إن صَدْرَها ليْسَ آهلا بغَصَّةِ الفِراق بهَديرِ الوداع من قال إن ليلها لم يعُدْ كنهارها: ليلٌ موجعٌ نهارٌ جريح تلك السماء شبيهتي، تلكَ أنا عاريا منكِ غالبا ما...
شيءٌ في الحلْقِ كأنما هو حسْرَةٌ أو سُؤال شيءٌ في القلبِ كأنما هو خوفٌ من مآل شيءٌ في الروحِ كأنما هو سِرٌّ لا يُقال شيءٌ لا أدْرِكُهُ لا أطمئنُّ إليهِ لي أن أهدَأَ الآن.. فثمَّةَ سماءٌ مُشْرَعَةٌ نهرٌ دافِقٌ وصحراءٌ تحْتفي بالسَّراب لي أن أحتفي بالسراب.. شيءٌ في الأفقِ أراهُ طالعا من فوهةِ...
إلى كم أرى عينيكَ يبلوهما الكسرُ .... وحتامَ يا غربيُّ ينهبك الفكرُ وحتام تزجيك المنى لمنازلٍ .... يفرُّ الفتى منها وينتابه الذعرُ مواردُ لو جازت على ذي شجاعةٍ .... لكان لها منه فرار ولا كرُّ أيا من سعى في محنتي بنصيحتي .... نصيحة مسلوب الحجا لهي الشرُّ بليت بسيف من مآقٍ فضرني .... ومن لكَ...
لا بدَّ من ماءٍ لآخرِ نجمةٍ نبتتْ كزهرِ الملحِ في ندَمِ الثرى لا بدَّ من عطرٍ سماويٍّ لكي يرمي على وجهي القميصَ لكي أرى لا بدَّ من نثرٍ تربَّى في يدٍ كحفيفِ أغنيةٍ وعاشَ على السُرى لا بدَّ للعنقاءِ في عينيَّ أن تخضرَّ ثانيةً وتُشعلَ مرمرا لا بُدَّ من صلصالِ (وردٍ) صُبَّ في كأسٍ ل (ديكِ الجنِّ)...
أعلى