شعر

بعد أن انتهت الحرب عاد الجنود كلهم إلى بيوتهم ! كلا لم يعد الجنود كلهم ! عاد القليل منهم بل القليل حدا ... أما .... من لم يعد فتحول الى مجرد اضبارة قديمة كتبوا فيها .. اسمه ... وفي الفراغ المقابل لخانة الاسم عبارة (أخذته الحرب بعيدا ! ) لكن أمهات الجنود الذين عادوا تجمعن في الساحات يطالبن بعودة...
الرجلُ الذي كانَ ينسى مفتاحَهُ في قفلِ البابِ منَ الداخلِ في المراتِ القليلةِ التي يخرجُ فيها من بيتِهِ ، الرجلُ الذي كانَ يعاني منْ فراغٍ رهيبٍ و حزنٍ شديدٍ و مزاجٍ معكَرٍ على الدوامِ ، قالَ لي أنَّهُ مُذ شاهدني أساعدُ رجلاً مسناً على عبورِ الشارعِ ، تغيرتْ كلُّ حياتِهِ و أنَّهُ أصبحَ سعيداً...
يمكنني إرتكاب حماقات بأقل تكلفة : مثلا سأشنق قصائدي الخالية من الحب ..! سأعاقب ماتبقى لدي من خضروات بأن أتركها الليلة تنام خارج ثلاجتي..! سأشعل النار بهدوء في لفافات تبغي الرديء..! سأحبس بعض زجاجات خمري داخل صندوق مظلم حتى نهاية الأسبوع أو نهاية هذا الوباء ..! سألعن هذا الوقت الثقيل سألجمه...
خارِجَ تُخومِ الحُزنِ والفَقْدِ المُتواتِرِ الذي قَلَّ نَظيرُه ذَهَبتُ الى البَحرِ وجَدتُهُ جاثِماً يَتَوَسَّدُ المدى يَنْبُضُ أمواجاً وَيَزْفُرُ نَسَمات يُحملِقُ في مرآةِ السَّماءِ مُتَأَمِّلاً وَجْهَهُ دونَ مَلَلٍ كنرسيس* وَبِصَوْتٍ خَريرِيٍّ خَفيض كانَ يُرَدِّدُ ُأُنْشودَتَهُ الأبَدِيَّة...
حباحب القسم المضيئة فراشاتنا المشاكسة نحلاتنا التي بدونها لا يستخلص الرحيق حياتنا الماضية منثورة في عيونهم وبين اناملهم وفي همساتهم الماكرة إذ نغفل عنهم عقولهم براعم تنتظر القطر وقلوبهم زنابق الوقت التي لا تضوع إلا إذا دعونا الربيع يتارجحون بين الرهبة والرغبة وينوسون بين الجذل والوجل منقبضة...
1 خُلق الإنسان مُهَيْكَلاً، لذلك لا خوْف على قِطاعاته التي تؤدِّي وظيفتها البيولوجية بأمان، فالقلْب يحْميه القفص الصدري، والدماغ يفكِّر بحرية تحت الجمجمة وهلُمَّ هياكل عظامية تستند في تمفْصُلاتها إلى عمود فقري يشُدُّ الجسم من الأعلى إلى سُلاميات أصابع القدمين، فما أحْوج القِطاعات الاقتصادية غير...
توقفت عن الكتابة الآن الأحجار تنظر إلي في قيعان الآبار بددت مخيلتي في تذكر وجهكِ كل صباح ما كان علي أن أتفهم الغياب ما كان على جراحي القديمة أن تحج إلى طعناتها لتكفر عن ذنب الصبر الصبر البليد الصبر المرتجف مثل عشب يحيط بالفؤوس المرمية القاسية توقفت عن الكتابة الآن لا يمكن للغيوم أن تعرف في...
تقول: صباحُ الخير فيضحكُ الصّباح على شفتيها ويتناسخ الخير بعدد الناس والأشجار والكائنات. ما إن تصحو تفوحُ من جسدها عناصر الورد فتطيب رائحة العالم. لم تزل طفلة.. تفرحُ بالمفاجآت الحلوة ويغضبها انشغالي لأمر ما عند اللقاء تهمس في أذن الوقت فيتمدد الزمن على راحتيها كطفل موهوبة في اصطياد...
مُهداة إلى الشّاعرة السّوريّة المغتربة إباء إسماعيل ***** شاميّة ٌ مِنْ اِسْمِها : صيغَتْ سنابِكُ للْخيولْ مِنْ اِسْمِها : صَوتُ الصّوارمِ والطّبولْ الشّمْسُ فوْق جبينِها الْفتّانِ تغْزِلُ نسْجها أَلَقاً وضوْءا وَالشّرْقُ يولَدُ مِنْ رُضابِ حروفِها شهْدا ًودِفْءا حرْفاً يُرابِطُ خلْفَ...
هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: كانتْ مدللةً تحتمسُ لم يكن يُخفي محبَّتَهُ لها و ازداد في تكريمِهِ لجميلةٍ ليستْ كباقي مَنْ تزوَّجَ و ارتقتْ حتى غدتْ معبودةً و تقامُ في أنحاءِ مصرَ طقوسُ إجلالٍ لها وادي الملوك يعجُّ بالآثارِ لكنْ قبرُها لا شيءَ يشبههُ و يُعْرَفُ دونَ...
ماريا تمرَحُ فوق أرضِ الجزيرة وُتُحيلُ قصائدكَ مراكبَ من ورقٍ لِمساكينَ يعلمونَ فى البحرْ أنتَ ، وأنا ، وهُم وملكٌ وراءَهُم يأخذُ كلَّ سفينةٍ غَصبا الكلُّ سيذهبُ يا "عبدَالرحمن" الكلُّ إلى زوالْ.. إلّا المراكبُ يا صديقى.. وإلا الوطنْ الطيبون أيضًا يُلقون للبحرِ لاءَتهُم علّها تحملُ - بين اللامِ...
أُطِلُّ ولا أرَاكَ السوْدويّةُ يا حبيبي أن أطلَّ ولا أراكَ أنا وراء المشربيةِ يا حبيبي كم أطلُّ ولا أراكَ ولا أزالُ هناكَ أنتظر اقترابَك من وراء الأهلِ هل ستجيءُ أم سأظلُّ فوق السطحِ وحدي .. سوف أشكو للدجاجِ خيالَك الليلَيَّ "هان الودُّ" أم طيفُ المدينةِ شدَّ شعرَك كم أحبكَ لا أقولُ كما يقولُ...
حتى لا تغار الحوريات بعد أن أتم الخلق أقصد خلقك وقبل أن ينفخ في طينتك شيئا من روحه تمهل طويلا ليتأكد من انتصاب نهديك ونحافة خصرك ليتأكد من طولك حتى لا تحتاجين الى حذاء بكعب عال ربما يرهقك عند المشي ويحدد ايقاع الرقص وكان مهمتما برشاقتك وقد أمضى وقتا طويلا وهو يزيل ما تكاثر من حبات الطين وبمهارة...
الشوارعُ مصيدةٌ، فمٌ مثل مقبرةٍ، لا تشبع قذفتني اللحظةُ في رحمِ الليلِ، فشاخت كلّ خطواتيَ ـــ تلك المدينةُ مسلخٌ كبيرٌ كبيرٌ وماخور ـــ هناك، على ذلك الرصيفِ، كنتُ أخزّنُ الهواءَ في رئتي، أصبُّ على كلّ الجهاتِ أسئلتي، وما من جوابٍ، غير البصاقِ والركلاتِ وتمزيقِ الملابسِ، كنتُ أبكي، أبكي حدَّ...
تَأمَّلْتُ ذاتِي عَلى مَهَلِ، وَحِيـداً على لَحْنِ أَوْتـارِ هذا الصَّبـاحْ. تَبدَّى لِيَ الجِسْمُ سِجناً مَنِيـعاً: يُقيِّدني، ويُعامِلُنِي في جُحُـودْ. تَعَطَّل فِيَّ نَشاطُ النَّهـارِ!! أَزحْتُ انْفِرادِي الْكَئِيـبَ، وَكَبَّلتُهُ بِالحِبـالْ. وَأفْرَغتُ مَوْجَ الأَسَـى: فِي رِمالِ...
أعلى