ميلدا، تلميذتي الأثيرة
ذات الشَّعرِ الذي يشبهُ حقولَ القمحِ
حين تكون متأهِّبةً للحصاد.
أمسِ، لم تأتِ إلى الدرسِ
عثرتْ في طريقِها على كلبٍ مُشرَّد،
فأخذته معها وقَفَلتْ راجعةً إلى البيت.
حمَّمتهُ، أطعمتهُ، وأطلقتْ عليه اسماً:
"ضميري"، هكذا بالعربيَّة!
أمسِ، ميلدا لم تأتِ إلى الدرسِ
وكانت على...
قالتْ وما قالتْ
أنا لكَ أيها الماءُ الجريءُ
وأيها الرغويُّ والساعي على
جسدِ الغوايةِ فاتحًا وجعَ التشقُّقِ
في جلودٍ لا تَمَسُّ ولا تُمَسُّ لكَ
ارتخيتُ وما اقترفتُ سوى اشتهاءاتي
وما ظنِّي بنفسي غير أني أُشْتَهَى
وتدافعتْ نحوي حشودُ تخيلاتي
من جهاتٍ بلَّلَتْني باتهماتٍ من العطشِ
الطويلِ وفارَقَتني...
منذُ بدء الخليقة
اعتاد الله على خلقي بشكلِ دفعات
المرَّة الأولى
وِجدتُ على هيئة شحّاذٍ
أجوب الأرض رافعاً رأسي المنحني
لأجمعَ قوت رمقي الأوّل
المرَّة الثّانية
كنتُ خيّاطاً
أرتّلُ على جثث البواكر
أفعال انتظارنا، مازجاً
الأحلامَ مع حفنةِ إيقونات ناضجةٍ
مودِّعاً رحيق شبابي مع بعضِ القبور.
ضمن الوجبة...
سألزم قصائدي
أن تقوم
بفحوصات منتظمة
سأخلع حذائي
وأُلزمها بانتعاله
حتى تتدرب على المشي
وحتى تتمكن من
التوجه إلى المستشفى
أثناء غيابي بمفردها..
كي أقنعها بهذا
أحتاج لسانا طويلا
وشرابا يجعلني أنسى
أن الشعر حديقة موبوءة ..
لم أكن أعرف
أني ألف ذراعي حول
قصائد بكبد صغير ..
هذا الأمر صار يقلقني...
وأنا أوَقـِّـع للخروج
تحدثتْ
صمتا
وألقتْ قبلة
مرقونة
هي في الخيال حقيقة
لكنها
في الخد
مفترَضهْ...
هي ثورة
لكنها
لم تصحُ إلا في الخرائط،
صورة
منصورةً
تجثو على الأزرار منتفِضهْ
هي قبلة
فيها المعاني كلها..
فيها أحبك
والشغفْ،
فيها أجدد ما سلفْ،
فيها قوافل صبوتي
تاتي لتجبر كبوتي
لكنها
في المنتصفْ...
في المقهى و أنا أشرب قهوتي
و أدخن بشراهة ،
يقول لي أحدهم :
لماذا أنت حزين ؟
فأضطر أن ابتسم
و أجيبه : أنا لست حزينا
أنا فقط أتمرن على الحزن
كي أتقن دوري في الفيلم الذي سأمثل فيه .
في المقهى أيضا و أنا ادخن بشراهة
و أشرب قهوتي ،
يقول لي النادل : معذرة أراك تفكر كثيرا ،
بماذا تفكر ؟
أجيبه : لا شيء...
لَستُ مَعنيا بهذا الصّراخ
و الهَلع الذي يَجثمُ حاليا
فوقَ صَدر العالم
مَارسوا مَخاوفَكم بَعيدًا عن قَلبي
أُريدُ أن أنعمَ بِبعضِ الهُدوء
و أَستمني ضَاحكًا
فَوقَكُم
اللّيل لُعبةٌ أَخيرة
مَارسناها بِغُموض
و جَلسنا نترقّبُ النّتيجة،
لكنّنا إبتُلينا بِخَساراتنا الفَادحة
أنتَ وحدكَ في حَجرك...
أَمشي قَلِقاً
دون أن أرفع رأسي،
بَاحثا عن خطواتكِ
بينما تُشاهدين الآن
وَثائقيا قصيرا عن النّسوِية
أعد خيباتي منذ آخر مرة
احتفلتُ بِال أُحبكَ
التي لم تقوليها بعد!
أن أتذكركِ
و أنت تبتسمين
يعني أنني وصلتُ
لوجهتي التي أقصد
كنتُ أريد أن أغلق عليكِ قصيدة
كلما هممتِ بالخروج
سجنتكِ ببيتٍ آخر
لم...