سرد

يُحْشَرُ كُلَّ ليلةٍ في شقَّةٍ ضيقةٍ كعلبة السَّردين، يحاصره الحرُّ الغليظ؛ فيسارع إلى فتح النَّافذة الَّتي حرص-غالبًا- على أَنْ تبقى مغلقةً؛ مخافةَ تسلُّل الفئران، الَّتي تدخل في تبجُّحٍ، و لا تبالي على الإطلاق بما تتركه في قلبه و بدنه من التقزُّز و القشعريرة؛ فتجوس للحظاتٍ خلال شقَّةٍ شبه...
كنت أتأمل الوجوه الإفرنجية الشاحبة في تجوالي بين الطرقات المتجمدة.. كان الطرف الآخر من الأرض نقيضا في كل شيء تقريبا.. قالت تحت الأشعة الدافئة: - سنكون يوما زوجين، ونتذكر تلك الأيام ونضحك عليها كثيرا ثم أردفت تحكي أحلامنا معا.. كنت أدرك تماما مشاعري ناحيتها فنحن نعيد قصص الحب التاريخية...
استفتحت أضواء عيناي مخترقا ظلام الغرفة فوجدت الشمس أوشكت على البزوغ طالعتها من النافذة فوجدتها قرصا دافئا يظهر منه قوس يشق البحر و إذا بي ألمح وحوش البحر السوداء تزحف نحو شاطئ القرية .. سألت نفسي لماذا اليوم بالذات تقترب تلك الوحوش من بيوتنا هكذا ؟.. لقد دنت من قريتنا وتركت الافق الرحب ،...
السعادة تشبه ذلك العصفور الذى يطير فى كل الدنيا، ثم يتوقف فوق شجر الترقب أو فوق نافذة، هناك من يغلق شباكه فى وجهها، لأنه لم يقوي على النهوض من تحت الدثر تكاسلا، لايفعل ماتفعله البجع فى سعيها للرزق فى ثلج الفضاءات العاصف، ثلاثيني عمل فور تخرجه محاسبا فى مصانع عمه، أحب إبنة عمه وهى أحبت غيره،...
اليوم عطلتي الأسبوعية.. فاستحق ساعة نوم إضافية.. الذي أذكره أني وفي ليلة البارحة، وقبل منامي، قمت بتسريح شعري .. رفعت يداي للملمت شعري الطويل، لكني لم أجده.. لحظة جزع تجلُّ عن الوصف قد أصابتني، بل لم أجد رأسي بالكامل، يا إلهي!. أين أختفى رأسي؟! ضربت كفًا فوق كف.. لعلي في حلم، أو ربما هو...
في غابة القرود الكل يأكل الموز والكل يلقي بالقشر والكل يتزحلق عدا قرد واحد كان اسمه " سانجو " لم يأتِ تلك الخصال ، كان محباً للوحدة مُبجلاً للصمت غايته إذا استصرخه أنين الجوع يأكل أوراق الشجر ، وإذا ما لفحه البرد القارس استدفئ بأوراق الشجر ، إلا أنه وفي كل عام عند الخريف كان يسقط ورق...
شكلك عاشق. من سنين. هي الحبيبة وبعدها أمي وأمل. يربت على كتفه: مستعد؟ مستعد. جهز نفسك جاهز يا فندم. لحظة الصفر اقتربت تمام يا فندم. يمر فوقهم سرب من الطيور يضحك مصعب: سأصحبكم بعد قليل، من الآن صار لي جناحان مثلكم!، أنا مثلك أيها الصقر بل أفوقك لقد رسمنا جناحينا بدمائنا، وصنعناهما من حديد...
روى لي أحد الطائفين مرة أحجية ، التقيته صدفة حين أداء بعض المناسك وقد سرني لطفه و سمره : _ لا أحد ينكر القصة لكنــّه يتردّد في ذكر أدقّّ التفاصيل يا ولدي ، تشعَّبت الأحداث و تطوّرت دون توقفت منذ استيقظ الطمع يسيل لعابه على لحم طريّ شهيّ يتوضّأ خمس بماء عذب نقيّ . . . تتوسّط القاعة...
لم أنخرط في مسيرة تجوب شوارع المدينة منذ عشر سنوات على الأقل. واليوم فعلت. كان لابد أن أكون هناك استجابة لنداء المقاومة وأنصارها. مشيت نصف ساعة أو يزيد رأيت فيها وجوها قديمة من اصدقاء الماضي ووجوها أخرى لم أرها من قبل. هي وجوه فتيان وفتيات من طلاب الجامعات وتلاميذ المعاهد. بدت لي جميع الوجوه...
"رأیتُ في أضغاث الأحلام أنَّني أقتلك". فَرَدَت شَعْرَھا لا تُبالي. عدتُ وأشرتُ بأصابع یدي الملطَّخة بالشَّحم والسَّواد. تُبعثر خصلات شعرھا الغجريّ، تُعاود ذرَّ التراب على كاھلھا وتبكي. ضاحكن؛ غمّازاتھا وبیاض أسنان بانَ منھا نابٌ ھوليووديّ، ناصع الابتسامة... وفرَدَت طولھا تتغندر كفتاة مراھقة،...
وتنظرين إلى طويلاً ثم تهمسين فى خجل : . فى فترة غيابك إلتقيت بأدهم فى حديقة المنتزه - - أهو الذى طلب لقائك ؟ - بل أنا، لقد كنت فى حالة سيئة ، خاصة بعد مشاجرة حامية بينى وبين والدتى. . بالتأكيد حالتك هذه كانت فرصة كبيرة له - - أدهم وقتها اتهمنى بأننى فتاة لعوب ،وأننى سأسيء إلى سمعته ، وأنه...
تخطر في فستانها الوردي؛ فتضحك الشمس لشمس أخرى، ظهرت للتو في وجه البنت، الذي أشع منه الضوء، بينما راح شعرها الأسود الناعم يعلن عن وجوده بنشر العبير في أرجاء المكان. ثمة فناء واسع، يقع مباشرة أمام البيت المبني بالحجارة العتيقة، التي احتفظت بصلابتها رغم مرور السنين. للفناء سور عال...
خرجت ليلا ، أرتديت الملابس التي تقيني المطر مع المظلة، خرجت أبحث عن المسرات المخبوءة في زوايا الليل. تهطل الأمطار منذ الصباح حتى هذه الساعة قرابة منتصف الليل، خرجت في هذا الوقت، بالرغم من إنني اخاف كلاب الليل السائبة . منذ أن عضني كلب، عندما كنت في العاشرة من عمري في مدينتي الجنوبية، كنت قد خرجت...
في حوار تلفزيوني .. سألها الصحفي الأشقر عن قيمة قلمها اللامع المرصع بالفصوص الماسية، الذي تقلبه بين يديها .. لوت شفتاها لا مبالية.. ثم وضعته أمامه على الطاولة وقالت .. - لا شيء ..هذا القلم لا يساوي شيئا . إن كنت تسألني عن الثمن ، فهذه الفصوص مزيفة ، وإن كنت تسألني عن الحبر ..فقد جف. طالعها...
بعد يوم واحد ،جئتنى ، هادئة على غير المتوقع ، ثم ألقيت بورقة مطوية أمامى على المكتب ،وهممت بالانصراف دون أن تنبسى حتى بكلمة واحدة ، استوقفتك . - ما هذه ؟ - استقالتى . - لماذا ؟ - هذا أفضل للجميع . - شئ متوقع منك . - أنا لا أستطيع أن أنكر كل ماقدمته لى من رعاية ومساعدة ،فى كرم شديد لم يمارسه معى...
أعلى