سرد

-1- لم يستطع احد على وصف ذلك الوحش الكاسر الذي باغت الأرض فسلبها سكينتها واستقرارها، ودمرما عليها بعصفه العات. اذا طلق صرخة مدوية هزّت الأرض بقوة، كشفت عن ضراوة قوته التدميرية البالغة.وخلف بفعله العاصف هلعاً في قلوب الناس الآمنة، لن ينسى بعد أن هزم ارواحاً بريئة شر هزيمة. كأنما تصير بهيئة...
أُدير محرك السيارة لتنطلق بي إلى هناك .. إلى تلك الجنة التي فقدتها ذات يوم .. أضع ذاك الشريط الذي يثير فيّ الشجن كلما دار في جهاز التسجيل .. وينفرد بي الحزن .. يسقطني في أخاديد الذكرى العميقة .. ذكرى مؤلمة تعود منها النفس مهشمة على تلك الصخور الجارحة في تلك الأخاديد . تتزاحم الذكريات وتدور...
فراديس النبوءة شعر السيد المسلمى من أى فراديس الصبّار تجيئن إمرأة الروح وكيف لك النيل تهادى شبقا كيف تردين الخيل الجامحة لفردوس العشق وتريقين الروعة فى أغصان الوجع وتتخذين الشوق صباحا تتفجر فيه ينابيع قلوب أتلفها الإيقاع المرّ كأن الله أرادك رحما تتخلق فيه قلوب هرمت وتفحّم فيها الحب...
أتيت إلىَّ ...حزينة غاضبة !! - لما تعاملنى بهذه القسوة ؟ - لم تحدث منى لك أى إساءة ، بل إننى أعاملك مثلما أعامل أى شخص فى المجلة . - وهل أنا مثل أى شخص ؟! - أنت التى حددت طبيعة العلاقة بينى وبينك . - قلت لك لنكن أصدقاء . - أه ...أصدقاء ، كيف ؟ - الصداقة الحقيقية شئ سامى رفيع ، كيف لشخص...
بين غفوتي واستيقاظي الناعس تأخذني ذاكرتي المخدرة بالجليد إلى أقصى النقيض، هناك حيث شمس أفريقيا الحارقة هناك حيث ترقص حبات العرق اللؤلؤية على جبيني وتسيل على كل جسمي. بلادي التي يكون لنسيم الهواء فيها طعم فريد أتلذذ به وأفتح له رئتي إلى حد توسعها فيداعب النسيم قصيباتي و أسناخي المنتشية بشهيقي...
خيم الصمت على وجوه الحاضرين في صباح ذلك اليوم الخريفي الذي اصطبغت فيه السماء بلون رمادي حزين، وتناثرت أوراق الشجر مصفرة باهتة، وساد المكان جو ثقيل مشوب بالقلق وملتبس بالتوتر. وفجأة، علا صوت الضابط الفرنسي معلنا أسماء الشبان المجندين. وقف الأب ممتقع الوجه، مقطب الجبين، تائه النظرات، لايدري أين...
اختفى يوسف عن الأنظار سنوات طويلة.. بعد عودته أصبح يزور أصدقاءه القدامى بين الفينة والأخرى في المقهى. لقاءات حميمية يسترجعون فيها ذكريات الطفولة والشباب. علي وأحمد بحكم الصداقة القديمة، يتجرآن أكثر من غيرهما، ويطرحان معه الموضوع الذي أصبح مثل الطابو. يتبادلان الأدوار كممثلين بارعين، يدغدغان...
كفاكم قتلاً للأجساد فلن تستفيدوا شيئاً لن ينقص الزّحام في تلك الأرض المكتظّة تلك الأرض عنيدة ومعنّدة، وستُنبِت الأطفال الحاقدين رغماً عنكم والتربة تلك غنيّة بالبذور المدفونة على ضيم، لأنّ كل قتيل سيتمّ دفنه مع بذرته، والبذرة ستنتش، وتعود لتشقّ وجه الأرض كنباتٍ طفيليّ، رغماً عنكم. رغماً عنكم...
ليلى : أصحيح أنك ستتزوج قريباً ؟ - هذا شئ يخصنى وحدى . - أنسيت كل ما كان بيننا ؟ - كان ...كان فعل ماضى . - الماضى ... - نعم الماضى الذى بعته أنت بأبخس الأثمان . - و كل ما أقدمه لك الآن من مال ونجومية وشهرة...أليس هذا فعلاً مضارعاً ؟ أم أنك لا تتذكر سوى الماضى ؟ - دعينا نتطلع لما هو أهم . - ماذا...
وقفت أمام الشقة، الظلام يحتويها من كل جانب. لقد أقسم زوجها ألا تنام في شقته هذه الليلة. كانت ثائرة مثله، لا تدرى بماذا أجابته. لكنها تذكر جيدا أنها أشاحت بيدها وسارت نحو حجرتها. الجيران نائمون، مصابيحهم مطفئة. بيت أمها في آخر الشارع، تستطيع أن تسرع إليه، نعم، ستسرع إليه، بسملت، استعاذت بالله...
أطياف وخيالات قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر 1 موج البحر فى تدافعه وصخبه، يشعل طنينا فى أذنيه، يقتحم الوهن أيامه، تخبو شعلة فؤاده وتنكسر، يطل من شباك البحر، الطيور أشبه بالأشباح المتجمعة بين ثنايات السحب الداكنة، إختفت الشمس حجبتها غيوم ثقيلة، نفض عن معطفه ندف الثلج البللوري، وفوق...
لم يهن عليّ اقتلاعها ، رغم تأكدي بأنها قد يبست . وكلما وقعَ نظري عليها أترحم على تلك اليد التي وضعتها في هذا المكان . زرعها أَبي في ( سندانة ) كبيرة من الفخار ، ووضعها بقربِ باب المطبخ . لماذا ؟ لا أدري ! كانت النباتات مسؤوليته لذا لم يتدخل أحد من أفراد اسرتنا بتنظيم أمكنتها أو زراعتها أو حتى...
كل الذين أمامي أغراب. لا احد فيهم صديق أو رقيق. عيناي تجولان في كل اتجاه لعل صديقا أو رفيقا أو حتى واحدا ممن عرفته صدفة يمر أمامي. لا شيء في الصورة غير الأغراب. أحدهم استسمحني في الجلوس إلي. رفضت طلبه. رأيته يشمئز ثم رأيته ينسحب خاسئا. لابد أأنه يشتمني. هو حر. وأنا أيضا حر. الحربة مكفولة بموجب...
رأيت فجأة يدا صغيرة تمتد إلي، راحت تنقبض وتنبسط يائسة، كانت يد مستحيلة، تنتمي إلى الخيال، وأنا عادة لا أفرّق بين الخيال والواقع، كأنها تقصدني أنا بالذات، فكأن صاحبها يعرف أنني أراها رغم المسافة الشاسعة التي تفصل بيننا، تجمدت عيناي وأنا انظر بأسى ورهبة، بعدما قمت واقفا متطلعا إليها، كأني انظر عبر...
إلتقت نظراتهما فجأة أمام مدخل الجامعة. لم يكن بٱستطاعة "بسمة"،يومئذ، مقاومة ٱبتسامة "ماهر" الجميلة، ووسامته الفائقة، وتعامله الراقي.. نظرة، فٱبتسامة، فٱنبهار، فعلاقة حب توطدت، وتعمقت، ثم مالبثت أن ٱنتهت بهما إلى تحقيق حلمهما السعيد.. _ " سعيدة جدا بزواجنا يا "ماهر" ، وسعادتي، في هذا اليوم،...
أعلى