نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
لحظة التفجير لا أنساها، أصبت بسكتة دماغية، لم أع ما يحصل، تراءى لي سقف الغرفة يطبق على صدري الضيق و يدي تلوّح من بعيد ، إنني هنا أرفل بين أكوام ركن المطبخ الدافئ أما قطعة من ساقي اليمنى تناثرت مع الشظايا، الغريب أن لطخة كبيرة من كبدي تبعتها في حنوّ و اندفاع.
تعالى صراخ شعيرات مفرقي تتقافز في...
سعينا على هذه الأرض المنداحة محسوب بدقة يتراوح بين التخيير والتسيير، لكل منا ورده وله مريد يجثو على ركبتيه بين يديه امتثالا، وكلنا يختار مريده على قدر علو همته، هذا هو الميزان الذي به نقاس، من بني جلدتنا صقور مستنفرة تجول بعيونها الثاقبة على الخريطة تجري مسحة على تلك الحواضر التي سطرت أمجادا...
عدت إلى مجلة ألوان ، بعد أن طلبت منى علياء عدم التخلى عنها وعن مصالح ابنتها ، ابنة صديقى الراحل أدهم ، علمت بخبر مذهل ، لقد تم زواج زيزى وهى لازالت حامل فى شهرها الرابع من ممدوح ، الذى كان فى استقبالى وهو فى غاية القلق .
جأتنى زيزى ، رحبت بى كثيراً ، طمأنتها على مصير زوجها ، قلت لها : اطمئنى...
حملتُ ذراعي المبتورة وركضتُ نحو الركام
كان الليلُ أبيضَ وكنتُ في فستانٍ سُكَرِيٍّ
أمي تحملُ حفيدها اليتيم راكضةً نحو المشفى تمدُّ يدها:
- عودي يا روان!
أنا لن أعود يا أمي لأني نسيتُ صندوق الأسرار الخشبي في الدار
أنا سأعود إلى الدار..
ماذا حلَّ بنا يا حبيبي الأسمر يا ذا العين العسلية والشعر...
أسير في الطريق المعتاد للمنزل.. كل شيء مختلف.. الطريق الواسع أصبح صغيرا ضيقا.. أشعر بالغربة.. أين ذهبت الأشجار و العصافير التي كانت تغرد لي وتستقر على كتفي وتنقر الشريط الأحمر في نهاية ضفيرتي الطويلة؟
و هذه البحيرة.. متى ظهرت ومن أين؟! الماء لزج وله رائحة ثقيلة.. كيف أعبر؟ سأسير على الحافة...
يرّن صدى صوتها الرقيق في قلبي، وأنا أقف في حديقة البيت، أسحق قرص دواء في يدي.. ماما، حلمتُ بأنّ امرأة ملاكاً هبطت من السماء إلى سريري، وقالت لي إنها ستنقذني من مشكلتي. ثم نظرتُ إلى شباك الغرفة، ورأيتُ ضباباً في الخارج، انقشع، وظهرت أشجار خضر.
كان صباحاً جميلاً، بعيداً، داعبت فيه شمس الأمل حمائم...
لم تنم نجمة ليلة الجمعة كما كانت تنام في سابقاتها من الليالي، كانت طوال الوقت تفكّر فيما عساها تفعله كي تضع خطوتها الاولى على طريق المجد الطويل، تجربتها السابقة مع ذاك الذي لا يتسمّى علّمتها درسًا لا يمكن أن تنساه في الحذر والانتباه، فقد أقام لها معرضًا فنيًا في جالريه الخاص.. كما أرادت، إلا أنه...
وضع (س.س) يده في جيب سترته العميق ليخرج المفتاح كالعادة، لكنه لم يجده في الجانب الأيمن، قال:
ـ لقد تعودت أن أضعه هنا. أسند عصاه التي بدأ يتوكأ عليها منذ عدة أشهر، بعد أن تزايدت عليه آلام الظهر، في الركن القريب من الباب، وأمسك بالصحف التي كانت في يسراه، وراح يبحث بيده الفارغة في جيبه الآخر، بين...
* تنويه:
نقلت هذه الرواية الى اللغة الإنكليزية
وصدرت عن دار الصافي سياتيل – الولايات المتحدة الامريكية 2013م،
ولم تصدر طبعتها العربية الاولى.حتى يومنا هذا..
أرجو:
أن تغفروا ليَ كلّ هذا الخيال،
وأن لا تلوموني،
عن عدم التشابه، أو التطابق...
حيث لا تُقارن الحَصاةُبأختِها..!!
• التأريخُ...
انتشر خبرها كشرارة في هشيم..
- "المرأة تركتهُ جثة مهشمة الراس ملقاة في ساقية احدى البساتين القصية".!!
رأيتُ في الامر من اهمية ان لا ينسى، وان لا يكون بينه وبين ما يحدث من احداث كثيرة قريبة الشبه، أي نسيان، فيعبر كفعل عابر، يحدث بين الاحداث الجسيمة، المتشابهة في زمن تكررت فيه الافعال الجسيمة...
إن بى يقين أن لى معك قصة حب قديمة قدم الأولين !!
ترى ماذا كانت تفاصيل علاقتى بك فى تلك الحقبة من الزمن ؟
هل يمكننى أن أتطهر من سطوتك ؟
أن أتخلص منك ؟!
أن أبتعد عنك ؟
وصرت أخشى الليل الطويل ، أخاف الوحدة ، أرجف منها فزعاً وألماً .
أهرب من نفسى إلى الناس والشوارع والضوضاء ، أتجنب لقائى بنفسى ،...
-1-
لأنه كان قد مر بتجارب عديدة مريرة لم يكن يتصور أنه بالإمكان أن يعيش هذه اللحظات التي ظن أنها انتهت من العالم، لم يكن يصدق أن ما يهزه الآن هو محض ما يسمونه الحب، هكذا، بهذه البساطة، وهو عائد من لقائها يحس أن روحه ترفرف بعيدا، وأنه سعيد، سعيد حقا، وأن هذا هو الحب بالفعل، وأنه، حين قال لها...
كان سامي وأخته سلوى يجلسان في حالة ملل بعد أن خرج والداهما للتعزية في وفاة زميل له مات إثر إصابته بالجمرة الخبيثة، ولم يكن لديهما ما يفعلانه، خاصة وأن والدهما كان قد وقع عليهما عقابا منذ الأمس، فوضع جهاز التليفزيون في كارتونة أغلقها بأشرطة بلاستيكية ليس من السهل فتحها، ورفع الكارتونة (وبها؟؟...
(غيْبة) عجوز ناحلة لا ترتدي لوناً زاهياً، ولا تشتري ثوباً تطير حوله الفراشات، أو تحط عليه الورود، فتلك علامات مزعجة تجعل نظرات الناس ترتطم بها، وتنتزع سطوراً من روحها لا تريد لأحد أن يراها.. أخذت الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث طارئ في حديقتها، أو دخول لص إلى بيتها، فمدت الأسلاك الشائكة فوق جدرانه،...
دلف الفكر يتسلق جدرا
الذاكرة، يتلمس بداخلة عبق شذاها، يسترجع معها لقائه الأول بها عندما رأها للمرة الأولى فى أحد أفراح أقاربه، تمر من أمامه، تتهادى كالنسيم، بقوام فاره ممشوق، وجمال أخاذ.
فى قاعة الأفراح وقف بعيداً، يسند جذعه على الحائط، شارد الذهن
زائغ العينين، ينظر هنا وهناك، نظرات حائرة، فى...