سرد

✍️ كانت تُسرع مهرولة تلك الصغيرة بفستان ابيض من المفترض أن يكن الأمنية الجميلة لاى بنت ولكن لها كان كالكفن الابيض الذى سيدفن طفولتها تهرول هاربة من مصير تحتّم عليها ملاقته وهى لازالت صاحبة الثالث عشر عاما كانت تهرب دون أن تنظر اللى الخلف فهى لا تعلم ما سينتظرها إذا توقفت وصلت لمحطة القطار فى...
كل يوم يراها ، والكتب تحت إبطها وهى خارجة من الدرس . ينظر إليها بعينه اليمنى الزجاجية ، ويناديها : ياست الناظرة .. أتفضلى . تسير بخطوات بطيئة حذرة وهى تضحك : بخير الحمد لله . تقترب المسافة بينهما ، تنظر إلى عينه المصنوعة من الزجاج ، وتتعجب ، كيف يرى بها ؟ ينظر إليها بشكل واضح : والله نظرة...
كل يوم تحصي النجوم وتخاطب القمر، لا أحد يسألها عما تفعل وهى العاشقة، اليوم عيد ميلاد حبيبها، إبتاعت له ساعة فاخرة، مصحوبة بكارت معايدة كتبت فيه : إلى أجمل الأشياء التى صادفتني فى عمري، إلى مظلتى ومعطفي وقت المطر، شاعرة تفيض رقة وعذوبة، أحبته حين إلتقيا فى جماعة الأدب منذ السنوات الأولى وحتى...
غربت الشمس ناشرة ثوبها المعتم على المدينة، لتضيف عليها مزيدًا من الحزن والقلق.. أخذت المساجد تصدح عاليًا بصوت الأذان لتعلن ميلاد ليل آخر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد أن لا الله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. وهو يقف بين يدي ربه بكل خشوع، وبعد أن أغمض...
الشمس تشرق من شقائق خدها، تستقبل الصباح ببسمة حانية، مهوسان بالبحر مثل طائرين أليفين، فوق صخرة وحيدة عائمة فى بحر مضطرب، لا يشتهى وطن سواها، عيناه واسعتان سوداوان مشرقتان، تمنح الناظر لهما شعور بالسكينة والإطمئنان، روائح البلل والرطوبة تطوق الأماكن والملامح، يحاكيان البحر كل يوم، ويبحران فى...
وقفت على استعداد لمغادرة منزلنا الفقير، الرابض في سكون تلك الفيافي الريفية الهادئة ، قاصدا مدينة القيروان، لمواصلة الدراسة بمدرسة ترشيح المعلمين. مازلت أذكر ذلك الجو المثقل بالصمت، والجمود اللذين خيما على ملامح الحاضرين، في ذلك الصباح الخريفي الباهت، وصرنا واجمين، نحملق في فراغ كئيب مظلم، أحدثه...
على موعده الدائم "الخميس من كل أسبوع" تنتظره نساء قريتنا، ضعيف البنية، قصير، دقيق ملامح الوجه، له صوت جهوري، تتعجب حين تسمعه ، كيف لهذا الصوت أن يخرج من هذا البدن الهزيل! عباراته قاطعة لها قفلات محكمة، لو سمعت نداءه دون أن تراه لخيل إليك أنه قائد جيش ينادي على جنده ليتجمعوا في ساحة المعركة، تحول...
استدعانى أدهم إلى مكتبه ، كان غاضباً..... - لماذا قمت بفصل ممدوح ؟ - على مدير التحرير أن ينفذ سياسة رئيس التحرير وليس العكس ، أليست هذه أبجديات الصحافة ؟ - بلا ، ولكنه واحد من أنجح الصحفيين فى المجلة بل فى مصر كلها . - ممدوح ليس إلا إخوانياً عميلاً . - عميل لمن ؟! - عميل لكل من يتأمرون على...
كلما سمعت صوته المنفر أو رأيته بريشه الأسود تقبض صدري وضاق كأنما يصعد في السماء، الغراب الذي اقترن إسمه بالبين لا يورث في صدري إلا كل ألم وتوجس خيفة مما هو قادم، يكفي أن أراه أو أسمع صوته صباحا فأظل في حالة ترقب من قادم مجهول يقترب مني ولا أدركه. آدم وحواء افترقا دون تقصد أربعين سنة ثم إلتقيا...
” بس قلبى لسه خايف من الليالى ، وأنت عارف قد إيه ظلم الليالى “ كان صوت ( محمد الحلو ) وهو يشدو بهذه الأغنية العاطفية ، للفنان الراحل عبد الحليم حافظ صادقا ، ونابعا من القلب ، وإحساسه بكل كلمة أضاف إلى أداءه روعة على روعة صوته الصافى الحنون . كانت وهى صغيرة من عشاق صوت ( عبد الحليم حافظ ) وكانت...
أتعبته الحياة وحملته جراحات عميقة وهزائم، حتى أنه لم يعد بالقلب متسع لأحزان آخرى، عن سؤال الأصدقاء المتكرر والذى ألفه، فى عدم زواجه وهو الأربعيني الميسور والمأسور بعشق النساء ؟ يجيب أن الحب يرقق الحنين فى الأرواح ويجلي الحواس، أشبه بالأقمار والنجوم التى يتطلع إليها المرء، الزواج هو الحفرة...
بنو صهيون هذا الاسبوع يعودون، والفلسطينيون يُبادون و أمام اعين العالم يعانون ، في حين أن العرب والمسلمون من أيديهم وأفواههم مكبلون، ومن نخوتهم يُجردون ومن شرفهم يُخشفون. عاد بني صهيون يهجدون، يبغضون، يبلٌٍغون، ويخبرون أنهم على قوانين الإنسانية يدوسون و درب هرتزل، جابونينسكي، وايزمن و شارون...
مياه البحر المالحة لم تعد تتّسع لمزيد من الملوجة القادمة من قناته الدّمعية. لم يفهم حتى الساعة لماذا يصرّ أبواه على اصطحابه إلى الشاطئ ظنّاً منهما أن ذلك قد يفجّر بعض الحيوية في دواخله المحطّمة، فإذا بجلسات البحر هذه تنقلب إلى جلسات تعذيبٍ متكرّرة وكأنّ جلسته الأبدية على الكرسيّ المدولب لا تكفيه...
من أعلى نقطة في قصره الذي لا يخفي قِدَمَه كان يرى النهر. قادماً من مسافات بعيدة. كان يتابع النهر هذا، وهو ماض ٍ إلى مسافات بعيدة، إلى ما وراء الأفق المنظور. كان هذا دأبه مذ وعى نفسه. ليس هذا فحسب، إنما كان يسمع صوته وهو في غرفة نومه الخرافية بوساعتها وجدرانها السميكة وسقفها العالي، وشبابيبكها...
جلست عائشة تنتظر مسلسلها المفضل.. لم تصدق ما سمعته في الأخبار.. بقيت تحملق في شاشة التلفاز.. منظمة فلسطينية صغيرة تمتلك أسلحة بدائية، تفعل كل هذا بأقوى جيش في الشرق الأوسط.. الجيش الذي سمعت بأنه يحارب وهو نائم فوق الفراش، أو يشرب القهوة في الصالون، تقع له كل هذه البهدلة.. رغم ذلك لم تُخف...
أعلى