ثقافة

14 - رسالة من حسن مطلك إلى فارس السردار فارس الصديق جداً. لقد ولدتني كلمة، ومضيت حياتي أعجن الفكرة لأحولها إلى شكل فأنفخ فيها فتصير كلمة، أنا أيضاً أحب الباذنجان كالقطيع، إنما لا يميتني شيء كالكلمة، الكلمة. كل شيء، كل عبث أحببته، كل تخريب ضد الضمير ـ الحصاة، الذي وهبني إياه الآخرون، كل الميتات...
“عزيزي شكري” بصراحة، لقد افتقدتك هذه الأيام. أعتقد أنني أنا الوحيد الذي يفهمك. ليس لأن لدي القدرة على فهم بعض الأشخاص فحسب، بل لأني مسخوط مثلك، أو لأني ملعون. نحن الملعونين نفهم بعضنا من غير مشكلة. لقد قرأت رسالتك بلهفة. اصمُد في وجه أبيك. أعني يجب ألا تنهار أمام حوادث من هذا النوع. أنا شخصياً...
* من محمد شكري... العزيز محمد... أكتب لك من فراشي. دخلت الي شقتي في الخامسة مساء، الساعة الآن التاسعة. تعشيت جزراً وبصلاً وخرشوفاً وزيتوناً وجبناً عربياً. أشرب ما تيسر، أستمع الي برامز. انتهيت منذ لحظة من مراجعة قصتي المستحيل . كتبتها عام 67 وأعدت كتابتها عام 70. أستمع الآن الي ليو فرّي. الفأر...
1 بسكنتا لبنان 28 ت 1958 عزيزي السيد عبد الكريم عليك مني أطيب السلام. وبعد فقد تلقيت رسالتك اللطيفة، وأسفت كثيرًا للأحداث في لبنان تحول دون تلاقينا في الصيف. ومما يزيد في الطين بلة أن حادثًا وقع لي في أواخر آب أقعدني عن العمل نحو ثلاثة شهور. وتراني، بسبب ذلك الحادث، قد هربت مؤخرًا من برد بسكنتا...
17 نوار 1953 سلام عليك وبعد فقد تصفحت النسخة التي تلطفت باهدائها الي من كتاب " العبير الملتهب " فسرني ان اطالع فيها بوادر النهضة الادبية في المغرب الاقصى ، فكانها ترجيع بعيد لانتفاضة " الرابطة القلمنية " ضد كل ما رث وبلي من تقاليدنا الادبية وموازيننا الروحية. ومن الجلي انك من الذين انشغفوا...
سان باولو 9 تشرين الثاني 1950 اخي الاديب اللامع الاستاذ محمد الصباغ حفظه الله تسلمت كتابك ومقالك القيمين . فحمدت الله على ان " عبقر " نالت رضا الادباء النوابغ امثالك ، واغتبطت لاخاء شدتنا به اواصر روحية لا تنفصم ، وشكرت لك عاطفتك المنبعثة من قلب كبير وخلق نبيل ، وفضلك الصادر عن ثقافة رحيبة...
من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس الان وقد هطلت الحجارة على هذه الصحراء فأصتصلحتها فاثمرت تينا وزيتونا ارى الى هذه الرسائل انها لم تكن مجرد قطرات دمع من عيون بخيلة بالدمع بل مشى حجلان كبيرة تسير بأمان عرض شارع معبدا بالزفت والقطران اراها ضجة العصافير شعرا فى سيمفونية فجائية تبشر...
- رسالة غير منشورة من نزار قباني إلى سميح القاسم الحبيب الغالي سميح، هزتني رسالتُك الرائعة.. القادمة من هناك، حيث تُعلمُنا الأيدي الصغيرة مبادئ القراءة والكتابة بعدما تحوّلنا جميعاً إلى أمّيين.. واخجلة الشعر يا سميح، من هؤلاء الأنبياء الذين كسروا بحجارتهم زُجاج أبجدياتنا.. واغتصبونا حرفاً...
صديقي الشاعر الكبير سميح القاسم بين المسافة والمسافة تتوهج وردة القصيدة .. تذكرتك وأنا أطالع اليوم آخر كتاب أهديته لي .. كنت أتتساءل بيني وبين نفسي كم من الوقت مضى على اللقاء الخير بيننا .. تصور يا صديقي كم هي مسرعة عجلة الأيام في دورانها .. كان هناك حديث طويل ، أذكر أن الدكتور عزمي بشارة قد...
هذا الصباح ( في الريف ) يخيم طقس رمادي و دافئ , اتألم ( لست أدري ما السبب ) , تراودني فكرة الانتحار , دون غيظ أو ابتزاز , الفكرة باهتة , لا تقطع شيئاً , لا تسكر شيئاً , تتناسب و لون هذا الصباح ( صمت و هجران ) . في يوم آخر تحت المطر , وفيما نحن ننتظر المركب على ضفة بحيرة , انتابتني نفحة الاضمحلال...
1- لو لم يكن لعينيكِ لون القمر، لون النهار بطينه وكده وناره لو لم تُخضعي خفة الهواء، ولم تشبهي اسبوعا من العنبر، لو لم تكوني اللحظة الصفراء التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي والخبز الذي يعجنه القمر العطِر حين ينزّه طحينه في السماء. آه، يا حبيبتي، لما احببتكِ! في عناقكِ اعانق كل الوجود: الرمل...
أيتها الجميلة: كما تشق المياه برقا عريضا من الزَبَد في وسط صخور النبع البارد، هكذا تفعل الابتسامة التي تضيء وجهكِ يا جميلة. . أيتها الجميلة: يا ذات اليدين الرقيقتين والقدمين الدقيقتين لكأنك مهر من فضة تمشين كزهرة الدنيا فهكذا أراكِ يا جميلة. . أيتها الجميلة: إن لكِ عشا نحاسيا مضفوراً حول رأسكِ...
امرأة مكتملة ، تفاحة لاحمة ، قمر شهواني رائحة عشب بحري زخمة ، طين وضوء في حفلة مساخر ، أي وضوح سرّي يتكشف بين عموديك ؟ أي ليل غابر يلمسه المرء بحواسّه ؟ آه ، الحب ارتحال في الماء والنجوم ، في الهواء الغريق وعواصف الطحين ؛ الحب صليل بروق ، جسدان مقهوران بعسل واحد . قبلةٌ قبلة أرتاد أبديتك...
جسدُ امرأةٍ، تلالٌ بيضاءُ، فخذانِ أبيضانِ، تبدينَ مثل عالَمٍ، مستلقيةً باستسلامٍ. جسدي القرويُّ الهائجُ يحفرُ فيكِ ويجعلُ الابنَ يثبُ من أعماقِ الأرضِ. كنتُ وحيداً مثل نَفَقٍ. فَرَّت مِنِّيَ العصافيرُ، وغمرني الليلُ باجتياحهِ المَاحِقِ. ولكي أنْجُو بنفسي شَكَّلتُكِ مثل سلاحٍ، مثل سهمٍ في...
أعلى