قصة قصيرة

" آل ربّاع " صار" آل منّاع ".. لا يهم .. المهم من يجلس ليستمع .. ويتعظ .. ولا يطير , ولا يفر .. ولا يقول : .. ــ " خلصنا يا عم الشيخ .. ورانا مصالح " ستة اشهر , وأنا فيهم .. أخطب .. وأتكلم .. وأقول " قال الله .. وقال الرسول ".. فَرَّغتُ نفسي تماماً من أجلهم ,أذهب إليهم كل يوم .. في الشتاءِ...
مدخل " أحيانا نري العالم ولا يرانا " في صباح اليوم التالي لجأت إلي الانزواء . اخترت فيما اخترت الهبوط إلي الذات, لاستدراك الهموم الذاتية. ويجب أن أعترف هنا أن المواجهات حقيقية تستبد بي، لكنها تعذبني بشراهة. وحين انزويت وهبطت أدركني الاستياء. وحدي في مكان قصي بالمقهى المفتوح علي شارع عمر...
يضع يده على فمه.. يُكلمها .. ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء .. وهي ترد عليه .. يبلع ريقه بصعوبة .. يضغط على نظارته المقعرة .. يُثبتها .. ويواصل كلامه معها .. وهى تومئ له برأسها وتبتسم .. يضع قدمه في وجه الجالس أمامه.. يمد يده , يشير إلى شيء ما , خارج النافذة .. وهو يهمس في أُذنها .. تضحك ...
كل ما يستطيع قوله هو أن نظرته اليه كانت نظرة استخفاف.. استخفاف حيواني خالص، استخفاف يمتد نحوه عبر الأمتار القليلة مع برد الفجر من وقفته، المتفرسة، الجانبية، الكالحة، الصنمية. فهمه... تفاهما، وكل في عالمه المتوحد، بتلك النظرة المخيفة التي كان يوجهها اليه، بسماجة الغريزة وثبات الوحشية. كان ضبعا...
تمثلاتي عن الطائرة لم تكن ودية على الاطلاق. بل و استطيع القول من غير مبالغة أنها كانت عدائية حتى وان لم يكن ذلك من تجربة لعلاقة مباشرة معها. لقد ترسب في ذهني منذ الطفولة انطلاقا مما كان يحكيه الاهالي، ان ظهور طيارة في السماء هو دليل شؤم. و يسوقون عن ذلك مثال "الطيارة الحمراء" التي لم يجلب...
أمران كانا يشغلان بال الناس تلك الظهيرة . الكلمات القوية التي كانت تبث من مسجد القرية عبر المكبر , و السرعة الجنونية التي كانت سيارة الدرك تقطع بها الشارع المحفر . لكن الزمن لم يكن وحده ما جمع بين الحدثين و ذلك أن الشاب المكبل داخل السيارة كان نقطة تقاطع أخرى بين من صنع الحدثين . وربما لهذا...
على مهل راح يحدق في العالم المنتصب قبالة القضبان .ومن ثنايا تفرعات تؤجج توقده الداخلي , امتدت بسائط نسجت رحابها السنون , و أحلام وردية قادته كي يشق الطريق التي انتهت به الى حيث هو الآن . أكانت رغنته حقا الطاقة التي شحنت قواه ودفعته بلا هوادة كي يسلك ذلك المسار , أم أن انغلاق الأبواب في وجهه...
باستعجاله المعهود انطلق "السي علي"بعد ان أغلق باب الادارة, وانطلق سالكا الطريق الظليل المنحدر الذي يفضي الى ساحة المدرسة . كان سؤال محير يقلقه .اذ طيلة السنوات التي أدار فيها شؤون المدرسة , لم يراها فارغة مثلما كان يراها تك اللحظة..ذلك ان كل التلاميذ بما في ذلك الذين يدرسون في الفروع المنتشرة...
حميد و جده يقطنان بالبيت الصّغير الذي يقع في آخر الحي ، يتكون من غرفتين ، غرفة الجد و غرفة الحفيد ، و المطبخ الذي لم يَعُدْ يُستعمل، والمرحاض الضيق أمامَهُ برميل الماء و السطل الصّغير ٠ الجد متقاعد تجاوز السبعين ، لكنه لا يزال قويا و نشيطاً ، يرفو الملابس العتيقة ، و يُصلح الأحذية المهترئة، و...
أطل بلال برأسه على الفِناء مرهفا السمع. أحس بالهواء المعتم المتخم بالأنفاس وروائح البيت الرطبة، يتصاعد ، يلفح أنفاسه دفقات، ويحيط برأسه كثيف الشعر، أشعثه، وينفلت في الفضاء مع كل نسمة. أصغى جيدا... لا شيء، لا صوت ينم عن أحد مستيقظ. لا بد له، إذا أراد النزول والذهاب الى الغرفة المجاورة التي تنام...
ما أن إلتفت حتى تيبست قسمات وجهه عن الحركة.. لم يشعر بمن حوله إلتصقت علامات إستغراب على كل من راودته نفسه بالإستمناء في خلوة بعيدا عن عيون ترقبه دون أن يشعر بها... يا إلهي!!! هل يمكن ان يكون هو؟ أم أني اتوهم صورته!؟ كيف يكون وقد ألبسته الموت كفنا أبديا!!؟ سار مع نفسه حتي دلف الى البعيد عمن...
كأس واحدة ستحملك إلى عالم آخر.. قرأت هذا الصباح في قصاصة ورق مهملة على طاولة المقهى، تمعنت في حروفها المنقوشة بعناية فائقة، وأنا أتساءل عن الكأس المقصودة، أتراها الكأس المقدسة في «شيفرة دافينشي»، أم تراها كأس العالم، أم مجرد كأس ماء بارد لتبديد حرارة الجو الخانقة. كؤوس كثيرة تتراقص في خيالي...
إلى د. نعيم عطية أمسِك أنفك من موضعه، وارفعه لبعيد. آلاف الروائح تقترب من بعيد. ومع ذلك أنت تستنشقها جميعًا معًا. بالطبع لن أتركك هكذا، أنزِل أصابعك بتأنٍّ -والتي تبدو كباليرينا تقوم بتمارين الإطالة. آسف على هذا اللهجة، لأنه يجب أن تنظر أمامك بهذه اللحظة التي انقلبت فيها السيارة. كانت معك...
في طفولتي المبكرة كان خالي السيد يداعبني فيناديني "المنسي" فلما تكرر منه هذا الأمر وأصبحت أتقبله راغما لا راضيا، سألت عن سبب وصفه لي بالمنسي، قالوا: لأننا نسيناك في الشارع حينما حللنا بالقرية فمشيت نحو خرارة عيسى وكدت تقع فيها. كان ذلك في العام 1962 ولم أكن أكملت عامين. في هذا العام انتقلت أسرة...
النص الاول : الخبز الابيض . ما كرهت في طفولتي شيئا كخبز الشعير . بل لم يكن الأمر مجرد كراهية , فقد اعتقدت طويلا أن مسألة الوسامة و بياض البشرة مردها الى الخبز الأبيض . و ان السواد و بشاعة الصورة مردها الى خبز الشعير وأن الافراط في تناول هذا الخبز يفضي حتما الى التهلكة. هكذا نشأ موقفي...
أعلى