شعر

لم أكن يوما سليل تيه غير أني اليوم أفتش عني..أنا حرف أبجدية قزحي الطيف ، ضاع من معلمة الصف الاول! أفتش عني، يدور في خلدي أني في مقلمة تلميذ شقي مستلقيا على ظهري كقلم رصاص يمتص العتمة قبل أن تمتصه الممحاة .. أو كأقلام ملونة أنهكتها منجرة حصة التلوين على السراب .. المنجرة نفسها اعتلى الصدأ...
قبّلني... قبلني قبل أن تذبُل الزهرة في حوض الجسد. قبّلني بشغف ولا تقف هكذا حائراً في صمت يأخذك إلى الجحيم. اشعل دمي ببروق الرغبة. لا تتهالك في أرض الصمت. قبّلني بأصابعك المعجونة شهوة منذ بدء الخلق، منذ اتقاد الجمرة السرية. ازرعْ أقماراً في جسدي بأصابعك التي نامت في شعر امرأة أخرى وأخرى، سنوات...
الساعة الخامسة تماما.. عندها .. تدس انفك في كثافة شعري وتشهق رائحة السجائر.. أتخيل ان المطر ينهمر خارجي لتقطر خصلات شعري لونها على صدرك .. عندها أيضا .. فكرت اول مرة بالانتحار.. ومازالت يدي اليمنى تحتفظ بالندبة الجميلة .. وعندها أحبك واشتاقك .. وعندها اتخلص من يوم كامل واشعر بالراحة لاني ابتعدت...
برخام القبيلة أرسم سنبلة في ذرى معصمي لا أدين الحدائق في كل حال وأعشق شمس الخريف للون ضفائرها من صباح جميل تدلّت غصون المدينة نحو مينائها بينما البحر ما زال في غفوة والنوارس مالت إلى الشط تسأله عن فهارسَ للموج كيف توفَّق في حفظها أمسِ حين صار يحل الدجى في الطريق وجدت رياحا تسير إلى المصطلى...
كنت أشياء أخرى قبل أن تفقس رأسي وتنسل منها كلّ هذه المدن... كنت صورة رجل وسيم تحتفظ بها شابّة داخل محفظة أوراقها وتنتظر أن يعود الجنود من المقابر الجماعيّة و من نساء كنّ على رصيف الحرب يبعن لهم ما يشبه قبلات حبيباتهن وأسرارا صغيرة عن كيف يمارس جنود الأعداء الجنس والحزن !! هذا الصّباح، أَضَعْتُ...
من أينَ أملأُ مهجتي بالعطرِ أغزلُ أمنياتي يومَ تندبني الشّوارعُ يوم تلقيني البلادُ كصخرةٍ نادمتُ كأساً من رياءْ من أين تنبتُ في العروقِ زّنابقٌ من أين ألقاهُ الضياء من أينَ أقطفُ ضحكةً أوغيمةً رسمت بماء قل كيفَ نقضي فرضنا وكما الضحيّة لم نزلْ بخريطةٍ وتمزّقت صارت هباء في أي عطرٍ نرتحلْ قيد...
سأمحو ما كان قَبلاً إذ وجدتني على مفترقٍ بين الوهمِ والغبطةِ ألملمُ شتاتي وأصحو على أغنيةٍ كانت لأسطورةٍ فيما مضى سأكترثُ لأن أنسى ما كان قَبلاً بين غيبوبةٍ وسَعي بين كمالٍ ونقصان سأمحو ما كان لأتذكرَ أني الآن هنا من أجل أن أسكنَ احتمالاً وأكترثَ لنداءٍ في وداعة الظل وألتفتَ لبرعمٍ هوى في يدي...
لم أعد أراكِ.. في منافذ الريح، ومتسعات اللغة.. كبُرنا على نظرة في الوداع.. وعلى خطوة في دروب المتاه.. غزلتُ لكِ من وبَر ظلي.. مايليق بخطوكِ المشمخرّ.. وما يزيّن مطالعكِ البهية.. كنتِ كمثرى المعابر.. وسلّما إلى براري الأفق.. ومجدافا لزوارق العمر.. وعصا للدروب ، التي في عثرة الذكريات.. وحصانا...
يَمامَةٌ في أُفقِنا! كلُّ النّواحي موصَدَة! والرّيحُ يُشقيها الغُبارْ مِن أينَ يَأتيني الصَّدى.. يَشُدُّني... أُصيخُ سَمعي للمَدى؟! فَالصّوتُ تَذروهُ الرّياحْ.. سَوادُ هَذا الغَيمِ قَد يَجلو الكَآبة؟ *** يَمامَةٌ في أُفقِنا! القَلبُ يَهفو للرُّؤى أَرضي يُناجيها النّدى الغَيمُ جلّاهُ الوَدَق...
[ قارئي أَعتَذِرُ مُسَبَّقًا مِنكَ "زهرةُ الحِبْرِ " نصٌّ طويلٌ لكِنَّهُ جَدِيرٌ بالقِرَاءِة ... إِنْ كنتُ تَهْوَى الشِّعْرَ إقرأْ وإلّا لا تُضَيِّعْ وَقَتَكَ سُدًى...
بعضُ النّساءِ للنّساءِ فخاخٌ.. لم ارتحْ لتلك المرأةِ وطريقةِ ترحيبها بي كلامها وطريقة ملامستها لي تشبه الرّجال. على مقربةٍ منها؛ اتصلتُ بالرجلِ الذي أحب الغيرة الظاهرة على وجهِ المرأة؛ أخافتني. غضبهُ وصوتهُ العالي أخافني أيضًا: حذاري أن تصطادكِ تلك المرأة كوني ناشفةً ووقحةً؛ حين تُحدثكِ صوتكِ...
الرّيحُ سيّدةُ العاصفةِ وشعرُها في اتّجاهِ الشّمالِ وعلى اليمينِ بابٌ. أسفل البابِ يدانِ غارقتانِ في بحرٍ من نارٍ يغازلُ دخانُهُ وجهها. إنّي شاهدتهم جميعا يضحكونَ ويرسمونَ الجمرَ على عرائسِ البحرِ الّتي هبّت تبحثُ عن الماءِ. الماءُ حكايتي الّتي زفّوها إلى النّارِ وشعرُ الّتي على يمينِ البابِ...
أقفُ قليلاً عند منحدراتِ اللّحظةِ سئمتُ دهشتي وافتتاني ليس لي أن أغادر حتى تخطفني المواعيد مرسلٌ كريحٍ لا تهادن على الشبابيك تركت أوقاتي تتلعثم أكثر من وقتٍ يمضي وأنا ألهث كحناءٍ على راحةِ يـدٍ غَضّة أقراني الذين تابوا من خيباتهم زرعوني شجرةً لنسيان تواريخهم العائمة قرأتُ تعاويذهم فلم يمسَسني...
جاء يجري إليك الأرقْ لم تنادِ الأعالي فهل في يديك غفا الناي أم هل وراءك كان مآل الغرقْ؟ ليس برجا وليس فؤادا فما كان يحضنه كان عاصفةً ترتدي لفحة الجمر منساتَه فتبيح له الرقص آن لنا أن نقيس شرود الرياح بحشد الديوك و نثني الأقاحي لكي لا ترائي بساتيننا من هنا أنا أدركت معنى الهشاشة لست أبالي إذا...
(إلى الشاعرة الصومالية وارسان شاير) الرحيل يَنْزِفُ الحَرْفُ عَلَى صدَرِ الدَّفَاتِرْ يُزْهِرُ الشَّوْقُ بِلَيْلَي أَلْفَ تَذكَارٍ وَمَا لِلَيْلِ آخِرْ يُولَدُ الخَوْفُ بِقَلْبِي ثُمَّ يَمْضِي فِي سَرَادِيبِ المَشَاعِرْ يُوَرِّقُ الحُزْن وَيَنْمُو حِينَ يَبْدُو الكَوْن كُل الكَوْنِ...
أعلى