سرد

إلى كرار فياض تهشم صفاء ذهن " فياض " كزجاجة منسية وهو يعطي ثمن الاستنساخ لصاحب المحل ، نظر الى أول ورقة و هي تحملُ إسم مسرحيته " الأقنعة " ، كان الاسمُ موشحاً بضبابية ملتبسة ، ينسدح خلف اسوار الغلاف الشفاف . أخذ " فياض " مسرحيته و خرج يتأبط قلقه ، القلق الذي ينهش حضوره المعتم ، يفكرُ...
أصر المعلم ج على أهمية الثرثرة اللغوية في حياة الطالب الابتدائي، وقد اقترح أن تكون حصص الدروس حرةً وطليقة في تعليم الطلبة طرق الثرثرة وأساليبها، فهي أنفع لهم من المناهج الدراسية التي يراها مجرد هياكل ميتة خالية من الحياة والحركة والحس والجمال.. وقد واجهته إدارة المدرسة والتربية بإجراءات صارمة...
في القرية المنسية منذ زمن سحيق داخل جيب من جيوب جبة التاريخ القديم. تقبع طاحونة اللبيب في ركن قصي على حواف الذكرى الداخلية لأهل القرية كعلامة الصانع التجارية. مثل رسم باهت بقطعة قماش بالية لم تفلح مساحيق الزمن في غسله من الوجود. ينتصب عمودها لأعلى ينفث الدخان في الهواء مثل محارب قديم يسترجع ذكرى...
الفوضى ليست ما أنا فيه أو بالأحرى ما تراه أنت في ، وليست ما تعتقده بأنه خارج كل هذا الترتيب والتنظيم والتعقيم الذي تمارسه كل يوم.. وليست قطع ملابسي المتناثرة هنا وهناك ، وبحثي الدائم عن شيء مفقود كأنني أفقده لأول مرة أو للأبد ، وهي ليست اتهامي لولعك بالتنظيم سببا لاختفاء أشيائي ، وليست الفوضى...
انتدبني الإتحاد العام الفلسطيني ذات مرّة لخوض حوار فكري مع البعثيين "العراقيين" في حلقة نقاشية، وذلك لثقتهم العالية بمواهبي الفكرية و الكتابية وبدون منافس في ذلك الحين! كرجلٍ ذو نزعة دينية روحانيّة، لم يكن يعنيني حزب البعث في شيء إلا أنه خصمٌ من نوعٍ ما، وربما لأجل هذه النزعة المضمرة قبلت الدور...
مرت الانتخابات في جو مشحون بين جيل و ثقافة قديمتين ، و جيل و عقلية جديدين أرادتا مواكبة التغيير الذي تريده طموحات الأحزاب الوطنية المناضلة من أجل ديمقراطية حقة ، و التي كافح مناصروها و روادها و مناضلوها من أجل لحظات أشرف في الحياة السياسية ... لذلك ، تجد اللحظة الزمنية التي تواكب و ترافق كل...
خلالَ تقديمه هديةَ بلوغي السَّادسة عشر طلبَ مني خالي التَّعري أمامه, ثمَّ ناولَني قصبةً طويلةً حادَّة طالباً مني ضربه بها و التفوه بألفاظِ قذرة و شتائم بشعةِ جداً خلال ضربه بها, في تلك الليلة اغتصبني و أسوأُ ما في الأمر أنَّه قام بتصوير كلِّ ما حدث. توفيت والدتي في يومِ عيدِ ميلادي السَّابع عشر...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها راضي بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي (رتسون بن بنيميم بن شلح صدقة الصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠) ونُشرت في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، في العددين ١٢٣٠-١٢٣١، ١٥ شباط ٢٠١٧، ص. ٦٩-٧١. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل...
1. بعينين مائيتين ودافئتين ، رَنَا الحاج إلى الخارج من النافذة ، وقال : ـ ما الهواء الذي تفضله أن يدخل هتين الرئتين المعطوبتين ؟ أجابه الطبيب ، بعدما أزاح عن عنقه المِجسَّ الأفْعويَّ، قائلا : ـ الهواء النقي ، الهواء الجديد و المتجدد ... المليء بجزيئات الماء ؛ لأن رئتكَ اليمنى قد شارفت على...
المار بشارع النيل بامدرمان سيشاهد لافتة كبيرة مكتوب عليها (دار اتحاد الفنانين)، والتي تقع بحي الملازمين ذلك الحي الزاهر الذي يحتضن تاريخ وحاضر هذه البقعة. وتعتبر تلك الدار في حقيقة الامر المتنفس الوحيد لأهل الغناء والموسيقيين والبيت الذي يجدون فيه الراحة حتى ان بعضهم يتواجد فيه اكثر من تواجده...
حلمت وأنا مستغرق في نومي ــ إذ هناك من يحلم مستغرقا في يقظته ــ أنني في مكان كأنه قاعة درس، به طاولات مصفوفة، ومكتب يبدو بعيدا بآخر القاعة. كنت أجلس على طاولة وكأنني تلميذ يتابع درسا، ولم يكن بالمكان أحد سواي، ليس هناك مدرس يلقي درسا ما، وليس هناك متمدرسون يتابعون. بعد لحظة، واللحظات في الحلم...
فقدت أخي الأصغر لسبب غريب، ولم أتوقع أن يأتي يوم تصدر فيه المحكمة حكماً يقضي بإحالته إلى دار الأحداث.. قتل أخي عجوزاً طاعناً في السن، وهو لما يبلغ مبلغ الرجال بعد.. إنه ينجذب الى ألوان بعض اللوحات وأشكالها، ولم نستطع توكيل من يدافع عنه سوى محام مغمور سيء الهندام يعاني صعوبات مادية مثلنا، وكان...
أمسك الشيطان بقطعة قماش مبللة ، ومسح من ذهنها أن بشائر الباذنجان ظهرت . وهكذا نسيت زوجة بسيونى ، أن تقيد يدي ورجلي زوجها إلى قوائم السرير! من ثم سيتسلل كالهر ، ليضرم اللهب في كل ما تصل إليه يداه ! قال الطبيب انه يكون تحت تأثير آلاف الإبر التي تخزه داخل وخارج جسده . أما العلاقة بين النار...
كانت حرارتهُ المرتفعة هي السبب الوحيد في بقائي بجانبه رغم أنَّني لا أطيل البقاء عادةً مع شخصٍ انتهى مني.. عندما تعافى وفتح عينيه كانَ أولَ ما قاله : ما الذي وضعكِ على هذا الطَّريق! بالعودة لبداية كل شيء فإن الأمر قد بدأ عندما كنت في الثَّالثة و العشرين من عمري, كنت قد أنهيت دراستي الجامعية و...
وأنا أتسكع بين حاويات القمامة بتلك المدينة، ألملم أشلاء جراح السنين، وألتهم ما تبقى من رمق الحياة البائسة، وأعبُّ من كؤوس الحرمان آخر رشفة. وجدتُك فجأة أمامي، بكل جلالة قَدْرِك، كُنتَ مطروحا قريبا من حذائي المثقوب. ها أنت الآن بحضرتي، أنا الذي كنت آمل يوما أن أمثل بين يدي حضرتك. يا لِسُخرية...
أعلى