سرد

كانت تحت الغطاء الدافئ ممددة على سريرها بدار العجزة وكنت ممسكة بيدها، نظرت إلى وجهها الشاحب وجسمها النحيل ورأيت دمعة ساخنة تنزل من عينيها نحو أسفل خدها ويداها ترتجفان بين يدي. سألتها بكل حسرة : حبيبتي ما يبكيك ؟ هل تخافين الموت ؟ ألهذه الدرجة تخافينها رغم كبر سنك وكثرة نكباتك وفواجعك، ألهذه...
قرعت الحرب طبولها ، واُستدعيَ شباب القرية للالتحاق بالخدمة العسكرية . ذهبَ مع الملتحقين من نظرائه . في يوم مغادرته عثرت والدته على حمامته ميتة في باحة الدار . لم تكن الحمامة تشكو مرضاً او تعاني شيئا كما كان ظاهراً ، الامر الذي جعل الأم تستغرب موتها ، وتبكي أيضاً ، لأن ابنها ربى الحمامة مذ كانت...
الأمطار تتزاحم ، تهافتت الغيوم حتى كادت تلقي بنفسها نوبة واحدة ، كانت الشوارع تلفلف نفسها بركاض الناس ، تتصدى البرك الصغيرة الملطخة بشوائب الأحذية ؛ لوقوع الأطفال الذين كانوا يلعبون منذ وهلة ، كانت نهيرات صغيرة تنهمر إلى بالوعات الشوارع الجانبية ، و يزيدها حثيث مياه الصرف الصحي ، كانت المياه...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها توفيق بن صباح يوشع المفرجي (متسليح بن صفر يهوشع المرحيبي، ١٩٠٢- ١٩٧١، حولوني، ابن وحيد، أربع شقيقات، رئيس عائلة يوشع المفرجي) بالعربية على الأمين صدقة (١٩٤٤- ) الذي نقلها بدوره إلى العبرية، نقّحها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار...
تتكدس الغيوم متراصفة ، خالقة بساطا من الحجب يغيب خلفه إمتداد السماء ، سماء سوق مريدي التي نسيت الصفاء ، حتى في الربيع تفوفها نسائم مخربشة ، تنغرز في الوجوه مثل شوك لا يقبل الهوادة . كان اللون الرمادي مخيما على المكان ، مثل ما كان دائما ، و سيبقى ، هذا الرماد التي تأنف الريح من ذروه . السوق هادئ...
الممرضة الثائرة: والتي طبعت بالمغرب سنة 1952 ، وتدور أحداثها بمنطقة المنيعة ، وتحكي قصة ابنة جنرال فرنسي ، رفضت الظلم الممارس من طرف الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين وانضمت للثوار لتقاوم الظلم معهم .
من وراء الأحجار الطينية الملساء ، كانت عائشة تنظر إلى الساقية تسيل ماءا زلالا .اقتربت من مجراها ...فأخذت تعبث بعصا ، ترسم دوائر تضيق على الطين المبلل. ينعش خرير ماء عين " بوتلمسيردين " نفسها المتضايق ، دلفت بحذر شديد ، تحت أشجار الدفلى المتشابكة الأغصان و الأوراق تجر رجلها المعقوفة إلى الوراء ؛...
عندما انتصف الليل، ارتمى علي على كرسي سيارة الأجرة متعباً… صوت أم كلثوم أضفى عليه هدوءاً أليفاً بعد يوم صاخب. لم يكن معتاداً على الحديث مع السائقين… لكنّ وجود شريط أم كلثوم بصوت منخفض في السيارة جعله يشعر بوجود شيء مشترك بينه وبين السائق: الله.. ماأجمل صوت أم كلثوم… إنه ينقلنا إلى عالم صافٍ ...
" وردية " تصغر زوجها " قدور" كثيرا ، رابضت و إياه في خنادق الحقل و البيت .. خرود ولود .. شمرت عن ساعديها ، و بنت و إياه على أنقاض جُحر التابوت المتهالك منزلا حديثا من ثلاثة طوابق ، و دكانا نذرت نفسها فيه بائعة حاذقة ! حازت نصيبها من الإرث و الكراهية من إخوة أشداء ، و أفلحت في تحقيق حلم زوجها ،...
أيقن أن الرصاصة القادمة ستكون لا محالة من نصيبه، تخترق صدره وتستقر تماما في القلب، يتساقط العشرات من حوله بالرصاص الحي المنهمر عليهم كسيول جارفة، فيما تصنع القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية سحابات من دخان أسود ورائحة خانقة، يعرف قليلا ممن يحيطون به بدرجة أو بأخرى، فيما يظل أغلبهم مجهولين...
كانت فاطمة و يزة ، من بين المدعوات الرسميات لحفل المساء ... و كانتا مع مجموعتهما الغنائية و الراقصة ، من المفضلات في سهرات الرايس ـ المرشح ، و سهرات الضيعة الخاصة ... لا زالتا في ريعان شبابهما و نضارة جمالهما و طراوة جسديهما ... وجدت مجموعتان أخريتان ن نصبت لهما خيمة كبيرة في باب الضيعة ... أقلت...
عثرتُ على وثيقة تاريخية مثغورة. أكلت الأرضةُ حواشيَها ووسطها. تمكّنت من ملء ثغراتها بمعونة صديق متخصّص في التّاريخ. كتبها مؤرّخ مجهول، فقال: وردت على عامل حاضرة شرق المملكة الشّريفة؛ «وجدة» رسالة استفسار من السّلطان بالحضرة العليّة «فاس» العامرة: «الحمد لله والصّلاة والسّلام على مولانا رسول...
ما بين الغفوة والصحوة تراءى لها عمق الهاوية قرب قدميها. فتمالكتها الرغبة في البقاء. انطلقت تبحث في الأزقة عن الجذور لتغرسها في الطين. لتسقيها لتورق وليختفي شعورها الدائم بأنها إمرأة بلا جدوى. طافت على الحدائق، تبحث عن مقعد من (خشب) تسأل العابر عنه بنظرة وابتسامة ذات مغزى (كان ذلك من زمن) ثم يهز...
أنا لم أمت، إنما اختفيت… اختفيت مثل الملح في الماء… لم أمت و لم أنتحر كما روج لذلك بين أعضاء جمعية الضحايا. وبدل أن يصفقوا ويهللوا لموهبتي النادرة والخارقة، ناصبوني العداء والكراهية ولفقوا لي تهمة الكذب. أنا لم أكذب، أعني لم أفتعل الكذب على أحد. فرق كبير بين أن تكون كذابا بالفطرة وكذابا للظروف...
صفير ريح صرصر عاتية وزوابع أودية مقفرة ماحقة ، لا تتراءي سوي شجيرات هاربة نحوه محيط من الرمال المتوهجة أو تلك المغارات الموحشة هناك حيث تقيل الشمس ويبيت ظلام الصحراء القاتم، حيث مساقط الشهب و الأفلاك. كل شىء يحي بالموت والفناء والمحق والخراب ...إلا ذلك الجمل الذي يقتات على الحصى ويشرب من...
أعلى