مختارات الأنطولوجيا

اخترنا معالجة هذه المسألة بدافع الوقوف على خصائص إحدى اللحظات الكبرى في تاريخ الشعرية العربية، لحظة اكتمال الاحتراف التي كان القرن الثالث الهجري إطارها وحبيب بن أوس الطائي المعروف (بأبي تمام ـ ت.نحو 232هـ)، أحد أعلامها إن لم يكن عَلَمْها. ولعل العَوْد إلى الاحتراف في دلالته المعجمية أن ييسر أمره...
ظننتُ في البداية أنها الرغبة في الموسيقي. ثم أدركت أنها رغبة في معني الموسيقي، مع مرور الشعر علي حياتي كقراءة أي ممارسة، أصبحت الموسيقي هي المجال، كلما كانت الموسيقي باطنية غير ظاهرة ، زاد انتباهي أنه شعر. أن نرغب في معني الموسيقي لا أن نسير وفقًا لموسيقي جاهزة. الخيال مسألة أخري، الخيال هو كل...
قد يسحب الصيّادُ من ماء البحيرةِ في الضحى سمكة. فيعيدُها للماءِ محتفظا فقط منها بغبطتهِ أمام الماءِ. /// قد تجتثّ ريحٌ ريشةً من أيّ طيرٍ في سماء، ليجيء طير آخرٌ ويضيفها للعشِّ. /// قد يتعثّر الإيقاعُ بي وأنا أحاول أن أركّب جملةً ليهبَّ معنى آخرٌ منها عليّ مبعثراً لغتي إلى قطعٍ من الغيم...
لا الأشجار غسلها من أجلي ولاحوّل الرمال لجنياتٍ صغيرة ولم يقف مع السحابة كي يسمع مطري يئن ويحتقن ويشهج في النداء فكان الأزرق كجرحٍ بائت، كسماء. كنتُ في حالي مع الصور المعلقة في منزلي اعتمدُ على صدأ المسمار في ظهري أو إيلافي للجدران لا لم يكن حاضراً مع سقوط زعانفي عندما هددني الخريف بمسدسه الخشبي...
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي لسالَ منهُ عناقيدٌ..وتفّاحُ ولو فتحتُم شراييني بمديتكم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ الا تزال بخير دار فاطمة فالنهد مستنفر والكحل صبّاح...
ملك العُمق.. أزور نجوم البحر أزوّجها بنجوم الليل أطيل لدى موضع أسرار الخلق زياراتي * * * سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة في الفصل الرابع عن حُكام الردّة وأما الآن فحانات العالم فاترة ملل يشبه علكة بغي لصقته الأيام بقلبي * * * يا صاحب هذا الفَلك المتعب كنت تسميه سفينة...
إلى جبرا إبراهيم جبرا لم يأتِ أعزلَ .. بل كانت تحفُّ به اللغاتُ والمطرُ الصافي ، له حلُـمُ المعذبين الحيارى تارةً ، ويرى السرابَ محضَ اخضرارٍ والمدىً مدناً من المجازاتِ تترى ، أو من الصخبِ .. هل جاء من جهة النسيان ؟ كان له أمسٌ ، وثم غدٌ يدعوه، محتشداً بالممكنات، وفي أقصاهُ...
حبيبتي لا تسألي إلى أين تمضي بنا خطوات الطريق إلى أين يمضي بنا دربنا طويل عميق ولا تذكري بربك اول خطوا لنا وأول همس رقيق ففي لحظة أذكر أنا التقينا فقلتُ تعاليْ وقلتِ تعالى.. وسرنا وأنبت خطوك في الدرب همسا ولحنا وفجر صوتك في أذني أملا يتغني هكذا .. ولا زال كفك بين يدي جدولا من حرير هكذا .. ولا...
إلى روح الشهيد خليل الزبن وتظنُّ أنك سوف تقنعني بموتكَ؟ لو تكفُّ عن المزاحِ، فإنه يوم طويلْ يومٌ يوزعنا على غَسق الغيابِ، تنام وحدك في الترابِ، وكلما دفنوك تضحكُ، إنّ مثلك لا يموت .. فكم مزاحك من ثقيلْ مَيْتٌ ؟ وتسكن شقّةَ الماضي؟ كأني قلتُ: كانَ..، كأنّ إبراهيم لن يلقاكَ يوم غدٍ، كأنّ الأرض...
في كلّ صباح هنا, على هذا الجسرِ الهواءِ المعلَّقِ الطويلْ , نتلاقى ونَتَبَسّم. نمدُّ يدينا الحكيمتين، الظامئتين، ونَتَصافَح بحرارةِ مشتاقْ , وغصّةِ مسافر , ولهفةِ عائدٍ من الجبهةْ. الأصابعُ تغمرُ الأصابعْ والعينُ تشمُّ صيحةَ العينْ والقلبُ يُلمَح...
(1) كائنات من السنْدِيان تُطيلُ الوقوفَ على التلّ .. قَدْ يصعَدُ العُشْبُ من خبزنا نحوها إِنْ تركنا المكانَ , وَقَدْ يهبط اللازوردُ السماويُّ منها إِلى الظلِّ فوق الحصونْ . مَنْ سيملأ فُخُارنا بعدنا ؟ مَنْ يُغَيِّرُ أَعداءنا عندما يعرفونْ أَننا صاعدون إِلى التلِّ كي نمدَحَ الله .. في كائناتٍ من...
بلد الكفاح ومعقل الأحرار في الصبح الجديد يترنم السمار في أسحاره ببهاء عيد عانقت فيه صبابتي وشهدت بعث نشيدي وصنت روضة شاعر غذيتها من وجودي فسبحت خلف فراشة ألهو وأرتع كالوليد كالحالم النشوان يرفل في وشاح من ردود كالزهرة الجذلى وقد علت القدود بكل جيد كالبسمة البيضاء تقدمها ألحان هدايا عيد آمنت يا...
رحلة الحرية من قلب القيد.... كما أحببت أن أسمي الكتاب... لئن كان لفظ القيد يأخذنا إلى الأسر والتكبيل وضيق النفس والعبودية، فإن (قيد الأوابد) يحملنا إلى عكس هذا الشعور بالضيق والأسر. فالقيد هنا يعمل عملًا عكسيًّا فهو يضم الأوابد والغرائب والشوارد التي خطَّتها يد شاعرنا وأديبنا الكبير الدكتور...
على ضفاف النهر جمّع يوسف النجّار جذوع أشجار متنوعة الثمر، عازمًا أن تكون هي مركبته التي تنقله على طوفها إلى العالم هرباً من طوفان الشرّ من حوله . ولذا فقد أسماه العسس بنوح العصر، رغم اختلافات في التفاصيل، فالرجل أطرش، وأولاده السبعة خرس، وزوجته عمياء، وقد اعتنى يوسف هنا بتجميع ما يحتاجه لرحلته...
وهل يموت التنين طالما له عدة رؤوس تطوّق فخذاي ، ظهـر الفـرس ، فتتلامس خلايـا الإحسـاس دفئـا ، ورقـة، وانعطافا ، فلا الكلام يعوّض ، ولا لغـة العيـون تتوسـط المشـاعر ، فهـو تلامس بالرعشات ، انقيـاد غـير مشـروط بـالدالات .. فحـرارة الالتصـاق تتنافذ عبر مساحات ، ونقاط الالتقاط ، وسريان الدم تحت...
أعلى