الرعب والخوف يسيطران على الصبي الصغير ، الذي حدد نظره في نقطة بفضاء الكون شاخصا إليها في المنطقة التي يتوسطها القمر المخسوف في صفحة السماء المبهمة؛ بعد استيلاء الغجرية على نوره بأعمال سحر تتقنها؛ لحاجتها لبهائه وضيائه, ليحل على وجه ابنتها القبيحة فالليلة حفل زفافها, لتنال بجمالها اعجاب...
كنتُ أتجول في شوارع القاهرة المحروسة، حين أخذتني قدمي إلى أحد الطرقات، فوجدت فيها مقعدًا شاغرًا. كان التجوال قد أنهكني، فأحببتُ أن آخذَ قسطًا من الراحة قبل أن أكملَ نزهتي. أفكر في أمرٍ يشغلني منذ عدة أيام، بأن أهب كل أموالي لزوجتي في حياتي، حتى لا تجد من يقاسمها في الميراث بعد وفاتي، فتستطيع أن...
وقف أمام المبنى الشاهق للمحكمة يبصر الناس التي لا تعير هيئته البسيطة وجلبابه الذي كثرت فيه الرتوق حتى كادت تخفي قماشه أي نوع من الإهتمام، لقد كان يبصرهم دون نظر يسكن عينيه الكسيرة التي تتمنى الدمع ولا تجده فباتت كما حجرين صغيرين يسكنان وجهه الذي يحمل أخاديد رسمتها عليه قسوة أحكام الزمن.
لعله...
لم يلحظ أحد فى قاعة الندوات خلال الوقوف حدادا على أرواح الشهداء أن هناك رجل فى أحد الصفوف لم يقف .
إنما سمع الكثيرون صوت الجالس خلفه وهو ينهره ويأمره بالوقوف ، وعندما لم يمتثل للأمر ، وفى الوقت ذاته لم يرد عليه صاح فيه الرجل : (إيه هو انت "مكسح" ، باقول لك "قوم أقف" عيب) . تطوع بعض المجاورين فى...
كان تدفقا جميلا للغبطة التى أشعر بها، عندما سمعت صوت الموسيقى أتيا من بعيد من أحد المراكب السيارة على صفحة نهر النيل، وأم كلثوم تشدو برائعتها(شمس الأصيل) أنا وحبيبى يا نيل نولنا أمانينا، مطرح ما يسرى الهوى، ترسى ما مراسينا.
شعرت بنشوة الوجد، وأنا فى حضرة الموسيقى لا يسعنى إلا أن أندمج كاملة...
أستطيع أن أقول، أنّ الملازم أوّل (هاني العلي)، كان صديقي، رغم أنّي أخدم برتبة (مجند)، وهو قائدي ومسؤول عنّي، فهو نائب قائد (السّرية الثّانية)، عرّفني عليه العرّيف (جبر اليوسف)، عندما انتقلت من (قلم) قيادة الكتيبة، إلى (سرّية الميم دال)، وقام قائد (سرّية الميم دال) بدوره، بفرزي إلى السّرية...
جلست (...) على عتبة الباب الخلفي لحديقة البيت، مكان صغير يضيء بهواجس عزلتها من وقت لآخر. تدخّن سيجارتها بحذرٍ لذيذ، مشوبٍ بالكثير من الهدوء، يرافقها ذلك المساء الرمادي الثقيل، والمكان من حولها صامتٌ ووحيد. كانت تُراقب السماء التي تغيّرت زرقتها، تجول بنظرها بين السحب التي تلبّدت بغيماتٍ بعيدةٍ...
كعصفور صغير كانت كفى تهبط وسط يدها السمينة ونصعد السلم الخشبى؛
ترتكن على ساقيها ، ويهبط جرمها الكبير حتى تجلس القرفصاء ، ثم تمد يدها حيث تبيض الدجاجتان ، وعندما نعود ببيضتين ، تبتسم قائلة : الحمد لله
وتحشو لنا أمى رغيفين ساخنين بالبيض المقلى
وعندما أعود من المدرسة ويدى فى يد أخى الأصغر الذى...
ولد فاطمة كما ينعته والده متوتر هذه الأيام، لا يكف عن توزيع الشتائم يمينا ويسارا بسبب (الحزقة)* التي ضربت جيبه.
قال متبرما من الراوي:
ـ الله يهديك.. ابحث عن غيري.. كلما أردت تمرير موقف أو رأي لا تجد غير العربي. ثم إن أمي اسمها مباركة، وليس فاطمة. وأبي لا ينعتني كما ادعيت، بل يناديني (ولدي...
يا إلهي ... يا إلهي هل يعقل اني تحولت الى مدمن!! و إن فعلت فمن انا سوى نكرة أعمل طوال يومي منذ الصباح حتى مغيب الشمس أُكرى ببضع دنانير ... ثم ارى نفسي تجري بي حيث شارع ابو نؤاس تدق اجراس تعلن ان ساحة فقدان الوعي قد حانت... أراودها بخجل ان لا تفعل لكنها كعاهرة خجول تتمنع وهي الراغبة في مضاجعة...
لم أكن أسأله عن حيه وبيته والشجرة التي تنبت في فناء الدار ولا كنت اسأله عن اللون الرمادي الذي يرتديه دائما ولا عن تعلقه بتلك الدراجة .لم اخبره بالهواء الذي يتخلل شعري إذ اراه حتى ولو كان الشجر ساكنا ولا عن كفي التي تتعرق رغم الصقيع ولا عن طيور الدوري التي تصاحبني إذ اقف على الرصيف أنظر إليه...
خرج من البيت، ما إن أغلق الباب، حتى سمعت زوجه دق الجرس، فتحت له فدخل مجلجلا وصرير صوته يملأ المكان ؛
أنت السبب، دائما تثرثرين، وتكثرين لغطك حتى أنسى المفتاح.
استغربت حليمة من صراخ زوجها بهذا الشكل فجأة، وظلت تنظر بذهول ليسراه تلوح بالمفاتيح، وهو يحاول صب غضبه عليها بشتى وسائل التعبير، لعل لعنة...
شهيته للأكل سدت رغم حاجته للطعام، يكفيه ماتجرعه من آلام، حين أخبره والد العروس التي تقدم لخطبتها : أنهم فى إنتظار عريس جديد، لديه شقة وكافة مستلزمات الزواج، معتذرا أن الزواج قسمة ونصيب،
خرج متعثرا فى خطاه يسابق ظله، غير عابيء بوحشة الطريق، المركبات فى تسابقها وتدافعها أشبه بالنعوش الطائرة،...
ذهبنا في جولة سياحية الى ما يسمى باسطبل الحمير ، في اخر محطة للمترو المنطلق من ساحة اتاتورك الى منطقة قريبة من الجبل لا استطيع لفظ اسمها ، اقنعتني ابنتي وزوجتي بهذه الجولة السياحية ، بعبارة حادة كالسكين " انت مو روائي .. ليش ما تغامر معنا بركوب الحمار " ووجدتها فرصة سانحة أن أرى ابا صابرين...
طلائع فصل الربيع في بداياتها والظهيرة في اخرها، والشمس ساطعة ودافئة. لولا تلك النسائم الباردة التي تخترق هذا اليوم في أغلب الأحيان، لأحسست الآن بالدفء، وكنت قد خلعت عني معطفي الشتوي. لكني اليوم اكتفيت بتركه مفتوحا فقط.
ماذا سيكون نصيبي من الاكل في هذا اليوم؟ تساءلت.
شهيتي لم تتفتح للأكل بعد رغم...