شعر

كان الجنودُ يريحون أجسادَهم والبنادقُ تحْرُسها من نذيرِ الخطر ولم تكُ تعرفُ أن الذئابَ تراقبهم من بعيدٍ وأن الرصاصاتِ أسرعُ من لفتاتْ النظر وكان الجنودُ مساكينَ لم يعرفوا غير ما كان أهلهم يعرفون يصيدونُ فى النهر أو يحرثونَ يبيتونَ فى الحقلِ خوفَ نفادِ القليلِ من الماء كانوا مساكينَ لم يدركوا...
النص الذي تقرأينه الآن ليس لي و ليس نصا لآخر هذا نص لم يكتبه أحد و كعادة النصوص التي تكتب نفسها بنفسها لا تخبر أحداً من أين جاءت و لا إلى أين تذهب أيتها الواقفة الآن على الضفة الأخرى من كل شئ تراقبين انعكاس الغياب على الماء وجهكِ يملأ المسافة بين المنبع و المصب لكنكِ لا تبالين هكذا تروضين...
في المقهى أفردت لي صرّة الحديث لتملي عليَّ صنوف الأمكنة القلاع التي أوعزت أحجارها بالدسائس الحانات ومريدوها الرائعون .. الراحلون حارات تناسلت أسماءها تباعا وتناست سيماء قاطنيها وصيفات أسرارها وهن يخدشن حياء الكتمان تحدثني وأنا اسدي لها الانصياع تارة أحال إلى يمامة تلتقط النهم من أجراس...
ستكونُ آخرَ مَن أحبُّ و لن أرى إلاكَ من رجلٍ مدى الأزمان و إذا رحلتَ فلن أكونَ سعيدةً لكن سأجملُ فالحبيبُ لثاني.. و أنا القصيدةُ لا مكانَ لها سوى بين السطورِ و في الخيال تراني.. مهما بنيرانِ الغرامِ تآكلتْ سفني سأعرضُ عن هوىً أدماني و أظلُّ أرجو أن يعيش براحةٍ حتى وإن مسّ الشقاءُ جناني.. أنا ما...
نحتاج عذابا عاطفيا لكي نشعر باتساع المدينة وبحيرة الخطاطيف عند المساء وهي تعود إلى شجرة التوت و برقص النادل وهو يعد الفنانجين الحالمة على منصات الخيزران وبرعشة الجسر وهو يستقبل عاشقين متمردين على سلطة الاتيقا . نحتاج عذابا عاطفيا لكي نعود شغوفين إلى المعلقات باحثين عن البيت الذي أبكى امرى...
خيول لا تحسن فن السباق أنهكها بعد الطريق وسوء المهارة في قطعها وجهل بما يفيد المسير وضلال من قادها كل المعاني صارت ضباب وتلك الحكايات تمجها قليل من الزاد وضعف البصر وجهل بما يقيم البدن وخرافات عن إنقطاع السلالة ورغبة في توريث زيف لا يورث لم يفلح المال ولم يسعفها صحف كافرة وزيف الصور من ورث عن...
أيها الربّ الجليل شردت فلو بارقة أو علامة حتى أعودَ إلى القطيع كذبتُ قليلا. وخنت قليلا. واغتبت قليلا. كتبتُ الشّعر وتبت عنه، وعدت إليه، وتحلّق حولي بضعة غاوين. كتبتُ الشّعر وانصرفت عنه أدبّر أيامي بعدما لم تعد تدفئني القصائد. ثمّ عدت إليه صاغرا. لست نادما على ليال بدّدتها في القلق . فأنا لي حياة...
موتي القديم أعيشُكَ كتابةً مقفرةَ البوح ، سرًّا أزليًّا بين كفيّ ، حماقةً أدفنُها في فرصتي الأخيرة . موتيَ القادم أحدّقُ في مُهلتِكَ تتبعُني بصمت .. مرعبٌ حذوُكَ و هوَ يقاسمُني صداعَ الخسارة و مرَّ القدر . أعثرُ عليَّ لغةََ بلا ذاكرة ملقاةً في فلاة .. انطباعٌ يُبعَثُ في سردٍ حزين . أكتشفني...
أريد ان استنشق لون الهدوء ان ابقى خارج الجدران والازقة أن أبتعد عن أسئلة القلق ان أضع كيس اثقالي في زاوية النسيان في الصباح والمساء تخنقني التفاصيل أداري روحي من ريح تطفئني ارزح تحت وطأت سرب من من سهام الجنون بالأمس توسلت المشافي الخاملة ان تعيد الفرح لعصفور جرحت جناحيه بدعاء أمه عاد الى عشه...
الكتب، وحدَها لاتشيخْ، لاتموتْ تَخرجُ في جَنازة المؤلف. تتفحّص وجوهَ المشيّعينْ. ليلةَ الفَقد العظيمْ . تفتحُ أغْلفتَها الحزينةْ تَخلعُ سطورَها تكشّفُ عما وراءَ السطورْ تتحسّسُ أعضاءَها ، وحروفَها التي لمِعتْ بين أصابِعه. الأسرارَ والليالي، وأمواجَ البياضِ الذي هُدِرَ من صفحاتِها. فحيحَ...
غابت الشمس وراء كومة جبال هضبة العشق اضاءتها القمور قمر مارس وافريل وماي نتجاوز هذه الجفوة ونجتاز البحور ارهقتنا السنة النار ولهيب الصارخين فاختفينا بين اغصان الكروم واشتعلنا في شتاء الكادحين
لو تعلم يا أبي أنني لا أتقن العدو في الريح أحلم أن تمسك يدي وأرافقك.... إلى حجرة الدرس أتعلّم بعضا من الحب وبعض الصمت .... لو تعلم يا أبي أن لعبتي حزينة جدا هذا العام .. نسيتَ أن تهديني إياها هي وحيدة واحدة في العام لا تتكرر... تنتظر السفر لو تعلم يا أبي أن الموج من شدة الشوق لم يعد أزرق بكت...
انتظر لوحة تجريدية أعلقها على جدار المجلس الصغير الرسامون في عطلة والأوراق جفت.... الفرَش ذهبت للاستحمام... بركة الماء المنسية في انتظار : "ألبير إنشطاين" كي يجمع الضرب والقسمة وقوانين العمليات الحسابية في ذهن الصباح.... لا أعلم سبب هذه الفوضى لكن الحروف المجاورةَ أيضا في فوضى وموسيقى الروح...
ريق الحرف المُدهش المُغمَّس بنبيذ الشّغف يُبلّل وهَج حنيني الظامئ طيف رحيلك شبح الأفق الغابر في موكب غرقي بَعثرَهُ بصيص النور الوامِضِ من نافذة البوْح تنتظر مواسم وجعٍ لخبايا روحي كي تُزهِر وتُناجي خيبات فراقٍ نثر حُبيْبات سنابلِهِ على حجر صلدٍ في وادٍ مُتناءٍ...
أعلى