ليس لي مكانُ إقامة
فمنذ احترفتُ السياحة
في الأرض
تواثبتُ من جهةٍ لأُخرى
لألمح صورةً للوطن
..
بضعةٌ منّي
بقيت هناك بعد الرحيل
رسمٌ على صدر ثوبٍ
ترتديه كُلّ النساء
وداعةُ ذاك المساء
ونحن عائدون
من جهة الحقل
خاشعةً أرواحنا
ومدثّرةً بسكون الهواء
وفوق رؤوسنا
تسبَحُ الطيرُ صامتة
مائلةً بالهوى
عن مقام...
أظنك تقصدني
حين تتلفت و في يمينك وردة
تصعد إلي جبينك حدائق حبق
ويرتد طرفك سريعا حينما التقي وجهك
أظنك تقصدني
والأجساد تمر من ضيق المفارق
نبض يسير في طرقات صمتك يعيد ترتيب أصواتي في لغتك
ذاك نخيلي يشرب من عميق قلب وردة في يمينك
حين انتقلت الوردة من يمناك إلى شَعري
اعترف الأصفر في جدائلي أن ثمة...
الحرب التي أفرغت حقائبها على الرمل
عادت ونحن نجدف خلفها
كنا جرجرنا البحر من زبده
لنطفئ النار ..
لم تكن الغابة حاضرة
ربما أتخذت ساترا ..؟
لم نراها ..
الدخان دل عليها ...
الحرب ..التي نظن نسيناها
لم نفتقدها ..
عادت من خطوة مجهول
كحلم مباغة
كخوف المتربص
كحديثنا اليومي ..
عادت ..؟
كما عادت الذئاب...
تعبرين شاطئ الحب
ساهمةً في غيوم المدى
التي تجر أثقالها تجاهَكِ
فيما البحر إزاءكِ
ينتفض هائجًا
كما يضطرب جسد مَلِك
على عرشه
حين تقاطعت نظراته
مع وردة في الرواق..
هي ذي النوارس
تخضُّ الهواء الغليظ
في وجه البحر
المغلوب على أمره..
في الركن القصي
أجلس أنا
مع صديق
لا علاقة له بالثقافة
ولا بالكتب...
1
الأسماك الصغيرة الملوَّنةالتي بعينيكِ
هذا الصباحكسولة جداً
لا تُغْريني
ولا تجيدُ كتابة بيتين من الشعر
ولا تبعث على النشاط
ولا تشجعني على الصيد
وأنا أبحث عن الأسماك التي تهاجمني
والأسماك التي تفترسني
والأسماك التي تأكلني
والأسماك التيتبتلعني
كلما اقتربت من البحر
2
في هذا الصباح يا...
رجل تكبله هموم الكون
يسبح في زورق
أمواج حمقاء تسير زورقه
يصطاد أسماك ماكرة
تعرف حدود شباكه
تلاعب أحلامه
توهمه بحياة يتوهمها
يصلب عيدان الصبر
كي لا تغلبه أحلامه فيغرق
إرهابي هذا يتحدى
أسطول يمخر موج البحر
تصادر أحلام الصياد
وتغرق كل مسارات الزورق
------------------------
راع يلاحق أغنام ضلت
وذئب...
نحيا حياة لا تشبه الحياة .
نملك السماء
و نملك أجنحة للطيران
و لأننا لا نعرف كم هي سرعة الرياح
و لا نعرف كيف هي الشمس هناك .
و لا نعرف هل هناك عشب و ماء
و طعام كاف لقلوبنا الأزلية الجوع
فإننا عالقون هنا .
و لأننا نفتقر اليقين
و لأنها قد تكون رحلة داخلية
من عدم يقين مؤقت نحو عدم يقين دائم
و من...
كان يمازح الاشياء
يُنادي الوقت
نحو الشوارع المُظلمة ، ليطعنه في ظهره
لا ليقتله
بل ليؤخر مساحة القُبلة
كان مثل الخوف
يأكل الاشياء ثم يتهم التسوس بالخيانة
كان يخلع عن الشتاء فستانه
لكي يرى
الحبيبات المُختبئات
بين اغطيةُ ثقيلة ، وبين اضلاع حُلمُ مشاغب
يستفز الرغبة
ثم يسخر من ندى
تقطر في شفاه...
الظلام الكثيف
يخيّم بجثته الهائلة على امتداد الجسر ،
تتخاطف خلاله أشباح ٌ
ومشاعل
وهَوام
في أوّل الجسر
في أوّل البرد
الفتية ُيشعلون ما تبقّى من صوَر القدّيسين ،
وصحفِ اليوم الفائت .
في أقصى الجسر
كتل ٌ سود
لم تبرح...
كانت تعبر وادي الأهوال
ببراءة الأطفال
بأضغاث حلم
وبإصرار الثوار
لم تكن وحيدة
كان في ثنايا الروح يحرسها
يرافقها كنبي مجهول
يسابق نبضها ويعد أنفاسها
ويرمي بعصاه السحرية
فتنحني الجبال ساجدة
وتستحيل الصحاري سهولا وغابات
كانت تحمل حلما وفكرة وكتابا
ورجع صدى أحزان عتاة
وكانت عيناه واحة سلام وأمان...