شعر

ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻤﻀﻎ ﺍﻟﻌﻠﻜﺔ ﻻ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻟﺘﺸﻨﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻠﺼﻘﻬﺎ ﺑﺒﻨﻄﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﻓﻼ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻨﺎﻕ ﻣﻌﻬﺎ. ﻣﺬ ﻏﺎﺑﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻨﺎﻃﻴﻠﻪ ﻳﻨﺰﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻔﺔ ﻭﻳﻤﻀﻐﻬﺎ ﻟﻴﻐﻴﺮ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻓﻤﻪ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﻟﻴﺸﻨﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺤﺲ ﺭﻳﻖ ﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ: ﻛﻢ ﺍﺷﺘﻘﺖ...
عاد الشِّتاءُ، وبَرَّدَتْ كَفَّاهُ أَطرافَ المدينةِ كُلَّها، إلاّ حَنِينًا ظلَّ يَذْكُو مثلَ تَنُّورٍ يَفُورُ ، ورَقصَةَ الضّوءِ الحزينَةَ فوقَ شالِكِ ... .. .لا تَغِيبِي !.. ... ليلُنا قَرٌّ طويلٌ ،ريحُنا صَرٌّ .. و سَقْفُ الرّوحِ عارٍ كالزُّجاجِ ، فلا تَغِيبِي ... أَقْبِلِي مطَرًا يَرِفُّ...
لا أحتاج غير قلبي الحيّ ونصف ابتسامة و قطعة سكر في فنجان صباحيّ لتطمئن أفكاري و تسكن. ظليّ الذّي تعوّد الوقوف؛ لا يرسم جداراً يسنده والوقت، في الظلمة ، طفل نائم. ساعة البكاء لطالما عطّلت بطارية الساعة في معصمي واعتبرت أنّ الوحدة و البكاء عقارب محنّطة في الوقت الإضافيّ وكذلك كنت أفعل في الحبّ...
لو أنني عجنتُ صلصالَ جسدي وشكَّلْتهُ كما أُحِب سأفضّلُ ان أكونَ سهلاً أخضر يمتدُّ إلى حدائقِ المعاني الدافئة أزرعُ نجمتينِ مضيئتينِ لأقودَ الظلامَ إلى النُّور لو أنّني عجنتُ صلصالَ جسدي كما أشتهي لكنتُ الآن شجرةً وارفةَ الحنين تسجِّلُ أغانيَ العصافيرِ لتغنِّيَها في مواسمِ...
ثلاثون عامًا أو يزيد عن حقوق التجول خارج الوقت وهذا الجسد يعنى بي، يزاول أمراضه بحرص شديد، يتنكر للألم، يزعق في الوسائد الناشفة والمرايا ويعود كل ليلة من الموت يحمل عني اسمي ويتقبل ولائي، يجثو أمام سريري ويصلي للفراغ أمامه الذي جعله يتجدد باستمرار دون أشباه. ها أنا ذا أنفض يديّ من الظلام ليس...
لم أجد على المائدة صحون الحلوى ولا كؤوس التهاني لم أجد فطائر أمي المعسلة لم أجد قهوتها وباقة الدعاء لم أجد فرحة الأطفال في لباسي ولا في كلامي ولا الأيادي البيضاء المخضبة بالحناء تمتد لي بالسلام لم أجدك في البخور لم تأتي لتفتحي ستائر عيني كي يَحُلُّ فرحا في بيتي ضياء عينيك فالعيد يا حبيبتي اليوم...
أن أترك قلبي لامرأةٍ لم تكن لي ! أمرٌ لا يستحق التوقُّف عنده كثيرًا هي تعلم جيدًا ماذا ستفعل به على شراييني الآن أن تعتمدعلى نفسها بينما أدق على صدري الأجوف مُعلِنًا ا ن ت ص ا ر ي لي قلبٌ مليٌ بالنيكوتين _ لا يصلح وجبةً للعشاء _ عندما تتزوج امرأةٌ من رجلٍ ثري.. لا يترك لها بالثلّاجةِ مساحةً...
عيد ميلاد أحدهم.. فارغة في الشارع.. علبة الكاتو. ...... أحدهم لازال نائماً.. المقعد بجواري في الحافلة.. فارغ. ...... صاحبة البيت تلطم وجهها أحدهم سرق حبل الغسيل ليلاً..! .... لازال الباب مفتوحاًَ من سنين. خرج أحدهم.. و لم يعد! ....... العصفورة الأم ترتطم بالأشجار أحدهم.. قتل فراخها..! ....... لم...
إلى متى سأخمد حبك بسوء ذكراك أقتل الشهوة بالعادة السرية !! أحشو وسادتي بالواقع كي لا أحلم أحشو قلبي بالحجر كي لا يلين أحشو الايام بالسكر كي لا أذوق مرارتها !! أحقن أوردتي بالزهور كل ليلة كي أستطيع أن أعشق بعدك مجددا أفرغ أكياس الملح بجراحي وأبتسم أضحك على اللبن المسكوب أقيم حفل شواء...
نقط تتخفى على رصيف حار قصائد عدة عادت بلا وزن حروف ترخي ضفائرها للشمس تنتظر التنقيط يفرز الوقت غبار الملحمة صليل يصل بلا صدى يتسرب سائل الصدأ من عاج السيوف كل مساء يرفع أسم الاحتمال وأنت غاف في أرجوحة المستكن ها هو شلال عينيك يخر وامرأتك لم تكمل النسج المئزر يطرد البرد ها هو وقتك ممدد على الرصيف...
نحن المشاة ونحن الحصى الذي يصدر نداء استغاثة نحن الرمال التي تلتصق بارجل النساء الخارجات من النهر لتوهن مبللات الشعر والعانة والمُضاجعات المحتملة كشعب المايا نرى انفسنا في الآخر نرى الآخر نحن هكذا ضعنا بين الوجوه الكثيرة ، المفضوحة النوايا وذات الاقنعة كمرض جلدي نزحف على بشرتنا يختلط الداخل...
الشعر لعنة يمكنني رؤيتها وأنا نائم أضع ضمادات على مشاعري أتفقد أعضائي لأعرف إذا مازالتْ حية أم لا .. أًلُفُّ الموت وسط ورق تضمن شعرا لم يفتن صديقتي.. أو ألفه وسط قماش رديئ حتى لا يمسه أحد وأنتظر الفرصة حتى أرميه في أقرب حاوية للقمامة.. أعرف أنه مارد يحب الحياة بمفرده.. وأعرف أيضا كيف أتعامل معه...
أيام أنْ كانت بريطانيا العظمى خارج جغرافيا الليل سافر أبي إلى ما بعد بعد قريتنا وترك الجبال على حدود أمي وصل إلى عدن المحتلة وزوّر اسمه لينجو من يأسه القديم ولكن أحلامه المزورة كانت أشد عليه من أحزانه الوراثية لم يستطع اسم صالح المنصوري أن يحمي أبي من ألم الذكريات كان اسماً طِبْق الأصل من حزنه...
التباس يحييككَ الآن عتمةٌ تجاذب صدمةَ الماسِ احتراما لخطايا الطين لا اكتمال ينقصك و لا نقصان يكملك لا جَهد و لا جهيد غموض شاسع يهديك للرتابة في فصلها الأخير كي تنعم بالحلم الهادر رتِّب سوادك المسنّن بوجع مسنّن و نعاس مسنّن و تفهم مُقام التيه على صورة الفوز و هو يشق الصدر المكلوم لتهطل كوائن...
أراك بهيئة بحّار لم يرسُ على بَرّ أما آن لك أن تتقاعد جبراً لتعتاد قدماك على لمس أرض الولادة رغم الكثير من خطوطها المتعرجة في شبكة لا تسرّ شهيّة عين ذبابة أما كفاك تقلّب عينيك في كؤوسك المترعات بالهوامش تراقب انسياح طير دارتْ حول رأسك مصفّقة في وقتٍ يطرح نفسه أسلاكاً شائكة فتراجعتْ تلملمُ...
أعلى