لمستْ أعضاء جسدها شعرت بدخان اللحم المقلي يتصاعد في الجو ، رائحتهُ النفاذة تخترق الأنف تسيطر على المكان تغمرهُ بقوة ! استعجبت ماتزالُ حية و أعضاؤها في مكانها سليمة ! ! فمن أين تلك الرائحة النفاذة للشحوم و . . ؟ ! ربما في الحي تقامُ حفلةُ شواء للحوم البشرية لا غيرها ! هكذا أحستْ أو أن شعورها بذلك...
في منتصف ليلة انطلق الصراخ من بيت أم محمد، هرعنا إلى بيتها، أخبرونا أن أبي محمد قد مات ، وفي ليلة ما اشتدت عليَّ آلام العصب السابع، وأنا أبيت وحدي في الشقة آنذاك،وماذا عساي ان افعل؟وفي الصبيحة امتحان اول مادة في الليسانس؛ ظللت أضرب بيدي في الحائط وقدمي أيضًا، وأضع فوطة في فمي، أجز عليها بأسناني،...
ـ احترس من الطريشه كانت تلكَ وصيةُ أبي وهو يودعني قبلَ سفري لموقعِ عملي بالصحراءِ جنوبَ مصر.
يتكلم الأهالي عنها بخوفٍ ويستعيذون باللهِ منها، يعتبرون تلك الحيةُ الرقطاءُ ضمنَ الشياطين، فهي تكمنُ خلفَ كُلّ حجرٍ، تتحينُ الفرصةَ لتهاجمَ، ولا علاجَ للدغتِها إلا ببترِ العضوِ المصابِ قبلَ أن يسري...
جاءت المرأة ( شيماء )، ذات الوجه الأبيض المدور، والجسد المترف برشاقة مثيرة ، مع زوجها المريض، الى هذه المدينة البعيدة عن ديارها، وصلت حسب العنوان الذي تحمله، الى بيت الشيخة المعالجة بإمراض الحروب، حيث أشيع عن الشيخة في كل الانحاء، انها تعالج مرضاها بمياه معدنية، تنبع من بئر داخل بيتها .
وجدت...
تطالعنا كل يوم عوالم مدهشة فى الطبيعة، مثل ذلك الطائر الذى يتنقل بحرية دون خوف بين فكي التمساح، يلتقط فضلات الطعام من بين أسنانه فينظفها، ويأكل الطائر بقايا الطعام فى تلذذ، دون مخافة الإطباق عليه وإلتهامه، كلاهما يقدم خدمة للآخر،
الطائر رزقه بين أسنان التمساح الحادة والمدببة والقاتلة دون هوادة،...
ربما، الآن، تحتفلين بعيد ميلادك الثاني والعشرين. ربما، ولا أدري إن كان هنا في فلسطين، وهناك في العراق وفي لبنان، كثيرون يحتفلون بمناسبات مثل هذه. أنا أعرف أن هناك من يحتفل بها في البلدان المذكورة، فحين أتابع بعض محطات التلفزة المحلية أقرأ إعلانات وتبريكات بمناسبة مثل هذه. وربما يحتفل بعضنا يوميا...
أعرف أن أمى لا تحب الصور أو اللوحات أو أى تمثال صغير أشتريه واضعه أمامى على المكتب وأنا أذاكر دروسى، وإذا رأته وأنا فى المدرسة أو خارج البيت، تقوم بوضعه فى سلة المهملات وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وعندما أسأل عن تماثيلى الصغيرة ولوحاتى الجميلة، تردد بقسوة وعنف وغضب شديد : أنت عايزة...
ورثت عنه أشياء كثيرة؛ لقبي الذي لازمني، بعض نزقه فما تزال نوادره تروى إلى الآن، الناس هنا لديها الهوس بترهات الأجداد، سحنة وجهي السمراء، جينات مصبوغة بشيطنة غير مبررة؛ يقولون إن جدي كان به مس الجن، يعبر النيل في خطوة واحدة؛ يصعد مأذنة المسجد القبلي في طرفة عين؛ في الحقيقة كان صاحب سر عجيب،...
إختفى من رأسه الشعر الأسود، الذى أصبح كندف الثلج، مما زاده وقارا، دلالة على التجريب والمعرفة، لا يسمح لأحد أن ينبش ماضيه، أو يطرق باب قلبه الموصد، غياب من أحبها، صنع منه الشاعر والفيلسوف،
الأشجار والأزهار تملأ المروج والبساتين، ألوانها تخلب الألباب والنواظر، وحده لا يستطيع الإستمتاع بالأزهار
ولا...
لا يخاف المرأة التى يحبها ويراها لغزا، كما الطقس لا يمكن التنبؤ بتقلباته،
يراها جميلة جمالا باهرا غير قابل للقبض، غرابة الحياة والصدف والتوافقات والمرأة ايضا، كلها تجعلك تفكر الف مرة فى منطق الاشياء، ولأن حياتنا سلسلة متشابكة من ملايين الصدف الصغيرة، التى تقلب حياتنا رأسا على عقب، يتأمل السماء...
وسط الزحام .. أخذت أجري بخطى مرتبكة .. التفت يمينًا وشمالًا بهلع .. بعض المارة أبدوا التذمر لاصطدامي بهم .. سمعت بعضهم يتساءل: ما حل بهذه المرأة .. هل هي مجنونة ؟
توقفت قليلًا لأقطع بأقدام حافية ذلك الشارع المؤدي إلى المدرسة ..
رجال الآمن الذين أحاطوا بالمبنى المتهدم منعوني من الاقتراب ...
ما الذي يجعلنا نرقص على أنغام الموسيقى ؟
أسأل أمي المنهمكة في أعمال المنزل .تصمت .
لا تجيبني .و لا تبدّد حيرة في نفسي .
تبدو دائما شاردة الذهن و كأنها تسكن عالما آخر .تنهي الطبخ و تمرّ إلى الكنس .تتمّ الكنس و تنتقل إلى غسل الثياب و هكذا هي حالها من التعب الصامت .لا تتوقّف إلّا للصلاة .
ثم تعود...
أمام قسم الكتب الأدبية وقف يتأمل كتاب للشاعر محمود درويش الذى يحب أشعاره يقول فى إحداها : قصائدنا بلا لون/ بلا طعم/ بلا صوت/ إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت/ وإن لم يفهم البسطا معانيها/ فأولى أن نذريها/ ونخلد نحن للصمت .
كان لابد له أن يرتاح بعد أن أنهى جولته فى معرض الكتاب وأن يدفئ صقيع...
منذ مُجادلة الأمس بيني وبين زوجتي، وهي في إضرابٍ مفتوح عن الكلام معي.. لا كلمة، لقد أضاعت النطق بغتةً، وهبط سكون معضلٍ في بيتنا. تكهنت أنّ صمتها زائل وثرثرتها عائدة لا ريب، فكيف لامرأةٍ أن تلوذ طويلاً دون أن تنطق؟ تالله ما ألفنا ذاكَ.. إنما خاب تنبُّئيّ، وعقيلتي تمضي ولسانها مصفّدٌ أمامي. حتى...