سرد

كنت أجلس بمواجهة جمال لا يقارن بشيء ولا بأي جمال تعرفونه، كانت ممددةً بغنج وبها بعض انتفاخ، وجهها كسته حمرة وكأنه تعرض للفحة لهب فبدت كخد جميلة وقد تلون بحياءٍ فشعَّ حُسنها… الخطوط المُحَدِدَة لملمسها واضحة ولا تفسير لها سوى مزيد الإغراء. وسيرتها في هذا المجال لا تخفى على أحد فلا صنعة لها إلا...
محدثا نفسه فى غضب عارم :تبا لهذه المساحيق التي شككت المرء فى كل شيء حتى نفسه التي بين جنبيه صارت فى قفص الاتهام لا يفتأ يجلدها موبخا بين الفينة والأخرى : ويحك أيتها النفس! كم كنت ساذجة! أتظنين أن للثعالب دينا ؟ !كتاب الحياة مفتوح أمامك على مصراعيه !تصرخ المواقف فى وجهك مرات ومرات :لن يكون الذيل...
لا تنشر هذا على الناس، أخشى أن تظن بنا الظنون، يكفينا ما مررنا به من محن، وما عانيناه من آلام، نحن نتهرب من ذواتنا، نتخفى وراء جدار يحجبنا عن أعين المتطفلين، هذه الكلمات وأنا أستعيد ذكرياتي منقوشة في تلافيف عقلي، يحلو للمرء أن يسرد أحداث عمره بينما هو متكيء على وسادته، هذه واحدة أما الأخرى فأنا...
لم يكن هذا الذي أفزعه من نومه زلزالا،وإن كان يـُشبه زلزالا طويلا ممتدا لا يريد أن يتوقف،على إثره ترتجف محتويات غرفته،سرير نومه،نجفة السقف النـُحاسية القديمة،أرضية الغرفة الخشبية. حين اعتدل على فراشه،وجدهم حوله،ينظرون له بعيون يملؤها الذعر،كانوا في كل ركن من الغرفة،يتوارون منكمشين،بعضهم قفز...
أبو إبراهيم موظف في مديرية تابعة لأحدى الوزارات، وهو رئيس قسم، ليس في القسم تحت أمرته إلا موظفة عجوز، احيلت على التقاعد، وظل فترة وحيداً حتى جاءت فتاة عشرينية، وبيدها كتاب تعيين في قسمه بديلاً عن الموظفة المتقاعدة. القسم مسؤول عن التدقيق في الحسابات، لهذا فعملهم دقيق، وخطير، رحب بها، وقرأ في...
كانت العتمة تخيم على البيت، أضواء خافتة ملونة مبثوثة في أركانه، صور ولوحات كثيرة معلقة على جدرانه، كان ينظر إليها بحب واستمتاع... حين تأملتها، بدا لي جلها عبارة عن بورتريهات لأطفال ونساء ورجال، توقعت أنها لبعض أهله وأصدقائه ومعارفه، غير أنه فاجأني بأنها لأشخاص مجهولين! اشتراها من سوق للأشياء...
لم يكن يعلم أن الظهيرة الهادئة ستخبئ له مفاجأة، عندما جلست أمامه لتتحدث أرجأ كل شيء يود الخوض فيه ، أمسك لسانه ليستمع ، أبقى قلمه الذي أعده لكتابة الحدث في جيبه، تسمرت عيناه كي لاتتبتعد ذاكرته عن حديثها، جاءت الظهيرة كوجه حسناء جاءتها البشرى بخبر سعيد ، قال : ما أسعدني في هذا النهار الفاتن...
حمل الشاب اللطيف عبد اللطيف، شهادة تخرجه من كلية الآداب قسم اللغة، وقد هيأه تفاؤله لاقتحام سوق العمل..قال عمه: - دراسة اللغة لا قيمة لها.. وقالت صديقته: - عليك البدء في كتابة الروايات يا عزيزي.. وقال صاحب كشك بيع السجائر: - دعك من هذا الوهم وتعال لتعمل عندي وتتعلم شغل الاكشاك.. وقال الجالس قربه...
قيم هذا النص إلغاء المتابعة وضع إشارة مرجعية ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻄﺎﻳﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﺣﺎً ، ﺑﻌﻮﺩﺗﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﻟﺒﻠﺪﺗﻲ ﺯﻣﻠﻜﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦٍ ﻋﻨﻮﺓً … ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻵﺛﻤﺔ … ﺗﺒﺪﺩ ﻓﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻴّﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ …. ﺗﺤﻮّﻟﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺟﻤﻴﻠﺔٍ، ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻭﺗﺰﺩﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﻭﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ...
اللوحُ الزجاجي العريض أمامه ، الرخامُ الأنيق تحت قدميه، النخلُ الذي يصطفُّ على مدّ بصره بينما صوتها المضطرب يريد أن يطمئن، قال لها : إنه يحب النخل، وأن أمه كانت تضعه تحت ظل النخلة وتدخله في قطعة قماش مربوطة في ركبتي السرير وتهزه كي ينام، وقبل أن يغمض عينيه يظل ينظر في سعف النخلة وهو ينتظم على...
عاد من عمله الصباحي، مطأطأ الرأس، يجر أذيال الخيبة، ومحاجر عينيه ممتلئة بسحب قاتمة ومثقلة بالمياه، وما إن رأته زوجته فاطمة حتى عَلمت برفض السُلفَة، جلست إلى جواره فوق الكنبة الاسطنبولي وقالت: _ والنبي يا خويا مَتزَعل نفسك، بيقولوا الزَعل عدو الصحة، نظر إليها وإلى باب الشقة الذي لم يعد يتذكر...
تعودَتُ رؤيتهُ أيام العطلِ في نفسِ المكان .. يَجلسُ على الصخرة ذاتها التي تظللها شجرة صفاف كبيرة تحيطُ بها من الأسفلِ أعشاب بدتْ داكنة جداً في مِثلِ هذا الوقت من السنة .. يَعتمرُ نفسَ القبعة السوداء ذاتَ الحواشي الضيقة. لولا الكتاب الذي بين يديهِ والذي كانَ دونَ غلاف .. لظننتُ أن هذا المشهدَ...
عذراً..لأنني لا استطيع كتابة قصة إيجابية ترضي ذوق الجماهير..إنني متعب جداً..ولا اتحمل تزييف حقيقتي.. ومضيت واعتزلت في منزل جدتي..كانت صورتها معلقة في غرفة قديمة الجدران..وكلما رأيتها أرى نفسي داخل القبر..حيث ألتحق بأزمنة الغابرين السحيقة.. لا شيء يستدعي أن أزيف نفسي، فالحياة لا معنى لها كي...
وقفنا صفًا طويلا في نهارٍ حار للحصول على وجبةِ فولٍ من مقصف المدرسة ، الفسحة كانت بعد الحصة الثالثة من اليوم الدراسي، بعضنا كان يلبس على رأسه غطاء من الشمس والآخر يكاد شعْره يحترق، عدد الأطباق المتناثرة في فناء المدرسة لايفي بعدد الطلاب، معظمها لايزال يحتفظ ببقايا الفول من إفطار أمس، كنتُ...
نهض من فراشه بإعياء، يرفع يديه للأعلى، ويتثاءب بعد ليلة طويلة مع عالمه الأزرق ومتصفحه قائلا: أشعر أن شيئا رهيبا سيحدث! سمعه ابنه الذي يدرس بقسم علم النفس، وهو متوجه كعادته إلى الجامعة صباحا. خرج إلى النادي مع أترابه لفترة استراحة، وانزوى في غير عادته إلى ركن يحتمى بالصمت المطبق، سرعان ما ذابت...
أعلى