وهو جالسٌ يرتشفُ قهوته السادة ويَسحبُ بين الرشفة والرشفة نفساً عميقاً من سيجارتهِ التي كانت له خير رفيقة ..
مرتْ من أمامه .. تختالُ في مشيتها .. نظراتهُ ظلتْ تلاحقها .. أعادته رؤيتها أربعين عاماً إلى الوراء فهمس لنفسه :
مَنْ هذه التي أمامي .. هل هذه العجوز زوجتي ؟!
أين اختفت تلك الفراشة...
نحن من يقتل اطفاله
بجهلنا بتخلفنا بعاداتنا وبأدياننا السخيفة جدا
مات ابوها
فسالت الام اين ابي ؟
عذرا
ريم طفلة في الرابعة مات ابوها
اجابت الام انه فوق مع يسوع ؟
فقالت انا ايضا اريد ان اذهب هناك عند ابي لماذا لم ياخذني معه هو لا ينساني هو يحبني انتي يا أمي منعته أعرفكِ جيدا انا الان اريد ان اذهب...
ها هو منتصف الظهيرة، في قلب الصحراء الأفريقية حول النيل، قبل السافنا الفقيرة، حيث هربت الوحوش من شدة العطش إلى الجنوب. يرفع أكتومو رأسه نحو الشمس ويغطي عينيه بكفه ذات الأصابع النحيلة القاسية. على يده اليسرى حربة رقيقة حادة الطرف، ويشم رهاب الصهد الحارق عبر منخرين واسعين..
كان النهر قد بات ممراً...
ما إن تعلو شواشي عِيدان الذّرة ، فتتراقص شعرات كيزانها الشُّهب ، حتى تغوص القرية في لُججٍ من حَكايا أبناء المنّصر، وطُرف من مغامراتِ ثعالب الليل الذين لا يُعرف لهم ملة.
أيام وتتراجع الشّمس بوجهها الأصفر الحزين ، أمام كتائب الظّلام المخيفة، حينها يغمر المكان سكونٌ قاتل ، فلا تبدو معه بارقة أمل...
- دعونا نرحب بالسيد كامل وهو الروائي المشهور والذي نال جائزة نوبل عن روايته الأخيرة... أمممم..
- صاعقة في الفردوس..
- نعم.. صاعقة في الفردوس.. عذراً فرواياتك كثيرة وإنتاجك غزير يا سيدي..
- أشكرك يا سيدتي..
- السيد كامل كل المشاهدين في كافة دول العالم يتسمرون الآن أمام الشاشات الطيفية ليعرفوا...
تجوب حارتنا حكايات مالها حصر، آلاف جاءوا ثم مضوا دون أن يتركوا بصمة، في بلاد تنام من المغرب وتصحو على سياط الذل، وحدها تفرد مساحة من ذاكرتها، أسرار خفية احتفظت بها؛ يوم ضرب وباء الكوليرا الناس؛ مات كثيرون، كان الطوفان الأصفر مثل رياح الخماسين غطى سماء المحروسة، تدوي صافرات الإنذار في فزع، يتملك...
( 1 )
لم يجرؤ أحد من أهل قريتنا على بناء دار له بالقرب من الخرابة ، التي تتوسط القرية تقريباً وتنطلق منها أصوات في الليل تبث الرعب في القلوب ، الكل يخشى الاقتراب منها ، والأمهات يحذرن صغارهن ، قال شيخ المسجد يسكنها الجان.
.. على فتراتٍ متباعدة تمتلئ ساحة القرية بالناس ، يفدون...
انتفخت أوداجه وطالت لحيته في هذه العشرية التى ضرب أثداءها الجفاف؛ هل تراه يعاني مما يضرب الناس بسوطه؟
يجري الناس هلعا فثمة طاعون يهز العالم من حوله، أما هو فيمد رجليه ويتمطى في جلسة لا يحسن غيره إلا أن يقلده.
أخذ يمد فمه الذي يشبه زلومة الفيل ويغمسها في قدرة المعلمة توحة التي تقف عند ناصية حارة...
وإني شديدُ الثبات أحفظ إتزاني، ما بَال عينيها تُحب خلخلة الصامدين وإخِلال الموازين، عينيها لعِينة!، أأكرهها؟!رُغم جمالها وإستجدائها!..عينيها لون البحر تدعو من يرمُقهما من شواطئ النظر للدخول!..عينيها كسيل يهدد الجذور!..وماذا عن قُبلة التنور!..يوم ودعتها بمساء حنون..عندها توقفت عقارب الساعة وعم...
رغم القهر ورغم الصعوبات
ورغم التهجير.
ولكن يبقى الامل والتفاؤل
في قلوبنا.
رغم القهر ورغم الصعوبات ورغم التهجير.
ولكن يبقى الأمل والتفاؤل في قلوبنا.
ويجب أن نرسم الأبتسامة على شفاهنا.
استرق لحظات من الزمن
واجلس في ركن شرفتي.
التي يسطع فيها ضوء القمر.
واعود بذاكرتي الى الوراء حيث عشر سنوات من...
ما انفكت تكرر الاتصال به طيلة ظهيرة ذلك اليوم دون جدوى، انتابتها الحمى من جديد ونهشت بأظافرها الطويلة ثديها الأيمن دون هوادة، تلوث منديلها بالدماء، سعالها لم ينقطع منذ الصباح، النوبات المتلاحقة تجعلها منهكة وخائرة القوى؛ ذاويه كشمعة منسية لم يتبق منها شيء.
عزفت عن استقبال أحد منذ ليال عديدة،...
استيقظ عدنان يوم الأحد باكرا . غسل وجهه بسرعة ، وسخّن كأس شاي كما نصحته أمه ، وتناول معه كسرة خبز ، وضع داخلها ملعقة من زيت الزيتون . أغلق الباب بالمفتاح ، وخرج إلى سوق الخضر الذي يبعد عن المنزل بحوالي عشرات الأمتار . في الحقيقة هو ليس سوقا . في البداية كان ساحة يلعب فيها الأطفال الكرة . ثم جاء...