نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
شتاء أو صيفا، وعند الخيط البكرمن نسيج الفجر، كل منهن تحكم نقاب وجهها جيدا، لتهرع متأبطة شوالاتها، وبعزم مقاتل مستميت ينطلقن نحو كل ناحية من نواحي المدينة الكبيرة، للأحتطاب..، يقطعن مسافات تطول أو تقصر بين مزبلة وأخرى، يجمعن علب البيبسي الفارغة بعد ان يدعكنها ليودعنها جوف الشوال، منهمكات بعملهن...
... إيلو، أو، إيلا، أو إيلي، أو إيلين، أو ما تشاء من أسماء التحبب والتدليل. ولكن (اليزا) هو اسمها الصحيح الذي سماها به أبواها وعمداها به في الكنيسة.
جميلة في غاية الجمال. وذكية جداً، ولبقة جداً.
لها عينان براقتان، وفم صغير رقيق الشفتين يلذ لك أن تتابع بعينك تثنيهما وتلويهما حين تتحدث إليك، وأن...
ننشر نماذج من القصة القصيرة لكبار القصاصين الرواد
***
فرغت من قراءة المقال وفي هذه المرة لم ترم المجلة بعنف ويأس شأنها كل يوم إنما وضعتها بلطف قرب وسادتها ثم مدت يدها تضغط على زر المصباح فساد الظلام.
وفي حلكة الغرفة كانت عيناها مفتوحتين يلتمع فيهما بريق غريب. لم تستلم للنوم لأنها كانت تشعر...
منذ أن مضى ابراهيم عبد القادر المازنى انطوى فن من فنون الأدب فى النثر العربى كان يشيع فى حياتنا البهجة ويعلمنا الابتسام. ولست أقول أن هذا الفن غريب تماما فى الأدب العربى، فألوانه الغامقة معروفة لنا فى آثار أدب الفكاهة وأدب النكتة وأدب السخرية وأدب الهجاء وكل أدب هازل أو ناقد يدفع إلى الضحك أو...
يتصاعد التصفيق عند دخولك القاعة المكتظة بالكراسي والبشر ، ببطء تتحرك قدماك وسط الأكف المصفقة ابتسامة هي ربع ابتسامة هذه التي تعلو وجهك الشفاف لم تنزلي ذراعك الأيمن سريعاًُ وأنت تلوحين للجميع البشري .
كالمسمار تقفين أمام الصف الأول تنظرين إلي هؤلاء الذين تجمعوا كي يصفقوا يصفقون ، طويلاً حتي تحني...
في ليلة باردة بعد يوم متقلب المزاج، جلس "عبيدة" إلى سريره المعتاد، يتفرس جريدة قديمة، لم يتمم قراءتها رغم أنه امتلكها مند فترة ليست بالقصيرة. لم يكن تفضيله لهذا الكرسي اعتباطيا أو عفويا، فقد كان هذا السرير مقابلا لنافدة مهترئة، تطل على أرض واسعة، كثيرا ما زرعت لكنها لم تنتج غلة يومــا، ولن...
هناك صيف في كل مكان، داخل الأحذية وبين أسنان المشط، وتحت الإبطين، وفي غمامة الذاكرة، وله رائحة نمل محترق. ليس النمل المجنح فقط، بل حتى النمل الذي يتعشى تحت الجلد. أو ذلك المتخفي داخل الأرواح المتململة. ويحاول الكلب طرده من لسانه الطويل، وهو يعود إلى الخلف، لكي لا يتبع سيده الصغير. والسيد الصغير...
سيدتي الجميلة، أخيراً، تحقق حلمي ودخلتُ غرفتكِ! كم ترقَّبتُ واحترقتُ شوقاً في انتظار هذه اللحظة، حتى حسِبتُها لن تأتي! لكنها أتت، وهأنا أقفُ قربكِ مُخدَّر الحواس، أُمَلي العين برؤياكِ، من أخمص قدميكِ الحافيتين إلى أعلى رأسكِ المتوج بشعر كستنائي طويل.
وأنتِ تجربين فساتينكِ أمام المرآة لانتقاء ثوب...
خارج الدائرة التي كنت احد ألمقربين من أقطابها بل كنت اقرب الى خط قطرها الداخلي، جاهدا التحرك مثل حركة المكوك الذي في بعض الاحيان يتحرك بنسبية، اما بشكل طردي او عكسي، على اية حال.. ها أنا خارجها الان كما غيري بعد إنتهاء الصلاحية، اتبضع بقايا ما تناثر من هواجس نتيجة الحركة الدائمية لليل والنهار...
يقيم ( ج ) في شقة جميلة مؤثثة بأروع ما ابتكر من أثاث ومرتبة ترتيبا جماليا رائعا. تقع في قلب العاصمة( ت) أشتهر بتجارة الأسلحة والتهريب وتبييض الأموال.فرت زوجته العصابية النحيلة مع تاجر مخدرات ماكر كان صديقا لبعلها الذي ما فتىء يعاملها معاملة الرقيق ويمعن في ممارسة طقوس جنسية غريبة حيالها معملا...
أنا لست من هناك.. صرخت كقطرة ماءٍ رفضت أن تتلاشى وسط محيطٍ لا تنتمي إليه.. لا تشبهه.. ولا يحبها بصدق.. فقدت في رحلتي اسمي، عنواني، تاريخ ميلادي ولم يعد لي من عيدٍ أحتفل به..
أفلت حلمي من يدي كطائرةٍ ورقية.. رحلت إلى المجهول وأخذت معها قطعةً من قلبي.. ركضت خلفها حتى خذلتني ساقاي.. وبكيت إلى أن...
الليلة، نزفت السماء بشدّة، لكن، حالها كحال الأيام والليالي المطيرة الفائتة، لا فائدة منها ترجى؛ أشجار الصفصاف الباكي الشاخصة في الحديقة الملكية ستظل عطشى!، تركتُ النافذة، والتفتُ إلى أبي ناقما متذمّرا من هذه العيشة المريرة التعسة:
- أي ذنب اقترفته أيدينا واقترفه أهل البلدة؛ كي نوضع بهذا الموقف...
والليل غارق في سكونه، انتفض من نومه عندما شعر برياح الانتقام تعصف بأنفه، وتروح وتجيء في روحه، وتعبث ببذور الشر في صدره. نهض متحفزا وقرر الانتقام من كل من زرع بذور القلق والهم في قلبه حتى طرحت أشجارا وارفة في صحراء عقله. عندما انتهي من كتابة قائمة الانتقام، شهق متعجبا عندما رأي اسمه الثلاثي "صالح...
أخذوا يجرفون المكان بحثا عن أنفاق أو مخابئ سرية تكيد لهم، قطعوا الأميال تجريفا ذاك المساء كثور هائج حيال الرقعة الحمراء ، كانت آلياتهم ثقيلة على جسدي الممزق لكنني لم أتألم كعادتي ، لم أشتك كما يشتكي البشر، كنت لحظتها مشغولا بالمراقبة والدعاء من عدة جهات انبثق في ذات الحين، فعين على اليمين وأذن...