سرد

فرحَت المرأة الستينية فرحًا شديدًا بالزيارة الأولى لصديقها الشاب الذي يقترب من مغادرة العقد الثالث من عمره، أيما فرح. عام مَضى على صداقتهما الافتراضية عَبر صفحتيهما على تطبيق التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بثها خلاله من لواعج قلبه وعبارات الحب والغزل ما طربت به أذناها. لم تشعر...
لا أحد ينتفض من البرد، لأنه لا برد هناك، والوقت ربيع، الصقيع فقط بداخلها وحدها، دمعها معلق فى محجر العين، لا يفيض ولا يذهب، أتعبتها الحياة وحملتها جراحات عميقة، وهزائم لم يعد بالقلب متسع لأحزان جديدة، كيف تغادر النوارس شطآنها، ويذهب حنين عطشها، لصحراء مجدبة مقفرة ؟ إنها امرأة ميتة، لأنها لا...
هذه الرواية سوف تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه المتناثرة بالتاريخ المنسي بكوكب الأرض بمجرة بالكون، ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل للانسان في كينونته الشاملة وهو يتدحرج بين منحدرات الحياة ومنعرجاتها ومطباتها بأفراحها وأحزانها كبيضة نعام بمنحدر، لينهض في آخر المساركضربان خارج من...
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت... تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء...
1 كان يغلي السمك في بيت اقاربه واتاه الصوت من الهاتف ( اسرع فقد تتمكن من رؤية اخيك قبل وفاته او لا تتمكن , نحن في المشفى). راى الطبيب يفحصه فادلى اليه بمعلومة طبية فرفع هذا اليه وجها محتقنا وقد توترت جبهته وقال ممتعضا (انت فقط هذا ما تعرفه). كان بدشداشته الرمادية ممدودا يحتضر , متخلياعن كل...
تأخرتُ كثيرا، طلبات العملاء اليومية تضاعفت ثلاث مرات هذا اليوم، غداً العيد، الجميع يتصلون لتعجيل الحصول على احتياجاتهم قبله، لا يكون العيد عيدا إلا بحلويات (النهرخوز) وسِلال تمر البرحي الرطب والمعسل ومدگوگة التمر الزاهدي، من صنع معملنا، هدايا بين (المُعيدين) أو لتوزيعها في المجالس والأفراح، لا...
أصحاب الأخدود في زماننا ما قتلوا، بل علمونا أبجديات جديدة لمعاني الحرية، لم ينسوا وهم ذوي النفوس الأبية، الكرام أبناء الكرام، أشراف سليلي الأشراف، يوم أن اقتادوهم مقرنين في الأصفاد، مصحوبون بالسب واللعن، بعربية مثقلة بعجمتهم، أولئك مجهولوا الأصل والنسب سطوا على أرض الناطقين بلسان عربي مبين،...
الليلة الأولى! حين انتصف الليل صعدت إلى سطح منزلنا الحجري، ذلك الكائن وسط الصحراء تحفه هضاب وتحوطه كثبان رملية، ثمة هاتف دعاني إلى ذلك الصعود، تخفيت عن عيون زوجتي فقد اعتادت منذ فترة أن تغلق باب البيت الكبير بالمزلاج، تخشى علي من هؤلاء الذين يطوفون بالليل والناس نيام، مرة تربط قدمي في حجر،...
على الشاطيء ومن باطن الرمال، أطلت حقيبة جلدية، تدعو المارة لإلتقاطها، لاشيء بداخلها سوى حزمة من الأوراق الأنيقة المزدانة بصور الورود الملونة، لم يطلها البلل، لأنها محفوظة فى كيس من البلاستيك ولاصق شيكارتون، البحر هاديء والشمس متساقطة عمودية، أضفت على المياه سبائك ذهبية، لا أدري لماذا إخترت السير...
النهار يتسلل حزينًا إلى مخدعه، و ضؤوه ينزوي خافتًا شاحبًا. وثيابي تصطبغ بإصفراره. آذان المغرب يتعالى من ميكروفونات المآذن، وصوت امرأة مكلومة يصافح أذني، وأنا أسير في شارع الرحمة. يقترب الصوت المتوجع مني، لاهثًا بالدعوات: - ربنا ينتقم منك يابعيد، تعدم عيالك ياظالم. كانت امرأة مسنة، لم أقترب منها،...
يا لحظِّي الوفير، وأنا في رحاب هذا الفضاء الفسيح! فضاءٌ هواؤه أنفاسي، وسماؤه سقفي، وأرضُه فراشي وغذائي. فيه أعيش منعَّماً مشمولاً بالعطف، وسط صفوف من قرع عسلي، أحسن المزارع سقيها والعناية بها. أُمعن النظر حولي، فأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها! "أما أنت يا صاحبي، فلا خوف عليك ولا أنت تحزن!"،...
وصلنا إلى حمام ملاق في الفاتح من شهر أوت سنة 1992. كنّا ثلاثة، أنا والخالة حفصيّة رحمها الله وزوجها عمّي المختار الديمقراطي رحمه الله. أمّا هو فقفل راجعا في السيارة التي أقلّتنا إلى هناك بعد أن جلس بضعة دقائق قضّاها في إملاء الكثير من النصائح والتوصيات، وأمّا أنا فقد كنت متطوّعا لمرافقة الخالة...
ألقمني والدي المهنة البائسة التي كسرت ظهره وظهر حماره.. هذا ما أخبرنيه عنها كانت مهنة والده من قبله، يفخر بها كأنه أورثه مهمة السقايا والرفادة ببطن مكة... فيقول: نشأت بين زريبة لحمار وعلف نتن، أزحف على أرض خشنة يغطي رؤوسنا سقف من بعض قطع بلاستيكية، هواءنا يختلف عن هواء بقية البشر فبيتنا... دعني...
عيناها سحابتان جميلتان، الأنف ممدود فى سخاء أرستقراطي، تمنح الناظر لهما إبتسامة ندية، موشاة بالإمتنان والرقة، مطرزة بالأزهار والجمال، إخترقت الشمس النوافذ والمحلات والمقاهي، مرسلة أشعتها الذهبية للوجوه المكدودة، فى رحلة السعي والرزق، وسائر الكائنات، وحدها الجميلة، سال دمعها مطرا رقيقا، مثل حبات...
يُحكى أنَّ مجموعةٌ من الأصدقاء: فاطمة، وزكريا، وسماح، وعمر، كانوا دائمًا يحلمونَ بالمغامراتِ وكشف الألغازِ وسبرِ أغوارِها، وفي يوم من الأيام، عثروا على خريطةٍ قديمةٍ تشيرُ إلى كنزٍ مدفونٍ في جزيرةٍ بعيدةٍ، هذه الجزيرة تُسمى جزيرةُ أوريون. قرَّرَ الأصدقاءُ الشجعانُ الانطلاقَ في هذه المغامرةِ...
أعلى