سرد

سينفونية الغياب : هذه هي حروف سينفونيتي وحركاتها : وقع الأقدام ، خطوة خطوة ، متعثرة ، رشيقة ،خفيفة ، متتالية . نبرات الأصوات : عالية ، منخفضة ، منقبضة، غليظة رقيقة أو ضعيفة ،تخبرنا أن الصوت هو مكمن الروح ، بل ونفخ منها. تفاصيل الحركات : متسارعة ، بطيئة ، منسجمة ، متعثرة ، غائبة ، حاضرة ، راقصة ،...
هل هناك صلة بين الفلسفة والجنون .؟َ.. أو بمعنى آخر .. هل بين الفلسفة وتبني أفكار شاذة وغير منطقية صلة ..؟.. أو بمعنى ثالث .. هل بين الكفر بالثوابت , والتقاليد , والأخلاق والفلسفة علاقة..؟ أنا عن نفسي درست الفلسفة , وتبحرت فيها , وقرأت كل ما جاء فيها , من كفر وإلحاد , وشك ويقين , وشطحات وإيمان...
عبثا أحاول فهم نفسي ، عبثا أحاول الخوض في غمارات محيط ذاتي المتلاطم ، واستكشاف ملامح حقيقتي . الغموض يصدمنني والالتباس البغيض يحولني إلى شخص يهذي بكلام دون سياق أو رابط مفيد .. شخصيات من الماضي السحيق تحاصرني وتشدني إلى زمن متشابك الخيوط. نيرون تتألم الأنغام على أوتار قيثارثه وهو يتطلع إلى ذخان...
رأيت سكينا لامعا يغوص في بطني.. قال بجزع.. - في بطني كقطعة زبد..لم تقاوم هي أبدا هذا المرور الخبيث حتى النصل. صرخت ...دفعته عني ثم سقطت على وجهي وحين توجه نحوي مرة أخرى هرولت فلاحقني .. قال بأنفاس لاهثة: - الروح حلوة... جمع قبضته وأضاف: - وجدت طوبة تحت قبضتي وبآخر ما أملكه من قوة لطمته بها في...
مُنذ أيام وأنا أكتب نصوصًا مشابهة إلى حد ما بالنصوص اليومية، تكون موجهة الى حبيبتي، أتمنى أن أستمر بكتابة تلك النصوص، لأنها مهمة في هذه الفترة، من الناحية النفسية لأن النصوص قريبة إلى الغزل، ومن ناحية أخرى هي عملية لأنني سأكتب بشكل شبه يومي. أكثر شيء مهم في هذه اليوميات الغزلية، أن صح التعبر،...
(1) البنت عايدة بنت رزق لما نبت نهدها وبقى زى الرمانة ، هاجت. عايدة بنت المعلم رزق شنودة بائع العطور فى خان الخليلي الذي أخذ شقة ثلاث غرف وصالة واسعة ومطبخ وحمام في حدائق القبه ومن سنتين وقع عليه رف متهالك ومات. كان رجلاً شحيحًا يموت على التعريفة ويلبس (نضارة كعب كباية مشبرة وإطارها عتيق من...
- 1- يظلُّ طوالَ النَّهارِ مستغرقًا في نومٍ مُمتدٍّ, فقط يستيقظ ليُصلِّيَ الفرضَ، ثم يعود مرَّةً ثانية, نهارُهُ يمر كطيفٍ, ومعَ ميلِ الشَّمسِ إلى الغروبِ، تكون الحاجة قد جهَّزتْ له الطعام, ينزلُ، يتوضَّأ ويُصلِّي العصر, وعندما ينتهي من الطَّعام يخرجُ ليجلسَ على المصطبةِ أمامَ البيت, ثم يلحق به...
كان يعلمُ أنّ َ قضاءَ اللهِ قد نفذَ, ولنْ يمرَّ الليلُ إلاَّ وقد سمِعَ طلقًا ناريًّا يشرخُ الفضاءَ، وتخرجُ رصاصة صفراء لتنغرسَ في صدرهِ, أو تُفجِّر رأسَ ابنه وينتهي أمره, وأنَّه لا قوَّة في الأرضِ تستطيعُ أن تمنعَ ذلكَ؛ لذلكَ أخذَ يبكي وحدَه في الغرفةِ بعدَ أنْ نامتْ زوجتُهُ؛ التي لا تعلم شيئًا...
استوقفتني في منتصف الطريق، وأنا ذاهب إلى عملي، وقالت لي: - هل أنت في المنزل؟! قلت لها: - اذهبي واسألي، وإلا فقد تجدينني في الطريق إلى العمل! قالت لي: - لا أستطيع طرق منزل خال منك، يا بني! سأنتظرك في مقر عملك.. لما وصلت، أخبرني العون المندهش أن امرأة ظلت تنتظرني لأكثر من خمس سنوات، من دون...
بدأت استار الليل تهبط رويدا رويدا، والغرفة مظلمة قليلا في هذا الوقت من الغسق. أخذت أصوات زقزقات العصافير تسكن شيئا فشيئا في عتمة الليل وتختفي من الأفق، وتوارت عن الأنظار واختبأت في مضاجعها لتأخذ قسطا من الراحة في أعشاشها،بينما نشيج الثكالى تقذف من عمق الفؤاد تراتيل من الهموم لتسكن في أعماق...
أوّاه يا أمّاه !! لقد سبقوني .. وعدت إليك خائباً مهزوماً مخذولاً متلعثماً بخطواتي باكياً بصمتٍ ذليل ، خجلاً من دموعي أكبتها خلف أجفاني خشية الشامتين .. ولكنّي أمامك سأفلتها من عقالها بلا خجل . أين صدرك أدفن فيه رأسيَ المشجوج فأكتم في حناياه شهقات نشيجي .. وتلعبين بخصيلات شعري تلفلفينها ...
حملت زوجتي صارت مشاركتي في الأعباء المنزلية ملموسة. زوجتي في الشهر الخامس، حلفت عليها بالطلاق أن لا تشاركني الأعباء المنزلية. زوجتي في الشهر السابع صرت غسالة وبوتغاز ومكنسة وأشياء أخري لا داعي لذكرها لأسباب عائلية محضة. في شهرها الثامن تعثرت زوجتي علي درجات السلم بعد زيارتنا الأخيرة للطبيب. ترتب...
مضي شهر تقريبًا وحضرة محمد أفندي عبد القوي يشعر بتوعك المزاج. آيته همود في الجسم وثقل في الدماغ ووهن ـ يشتد حينًا ويخف أحيانًا ـ في الساقين، وقد سكت عن حالته الطارئة طوال الشهر وهو يعللها بكثرة العمل تارة وبإدمان السهر تارة أخري، وفعلاً طلب إجازة قصيرة وكف عن السهر راجيًا أن تعود صحته إلي حالتها...
كانت غير قادرة على تحمل كلامه أكثر .. - كلا.. لا تحاول معي رجاء . رد بنبرة يشوبها الألم : - لكنني لا أستطيع إكمال حياتي من دونك ! . تدثرت بالصمت .. لم تجد كلماتٍ مناسبة للرد، فلا هي قادرة على الكذب ولا هي شجاعة كفاية لتقول الحقيقة .. استفزه صمتها فسحب نفسا قصيرا من سيجارته، نفث دخانها بقوةٍ وقال...
أهَيئ الدرس ، أُفَكّرُ التفاصيل ، أرسم المراحل ، وفي الطريق إلى الإعدادية أعيد ترتيب كل شيء في ذهني ٠ ها أنا واقف أمام حجرة الدّراسة والتلاميذ يدخلون ، وهم يأبون إلا أن يُصافحوني واحداً واحداً ، وأنا أخجل من أن لا أمد يدي لهم ، وأصافحهم بدوري واحداً واحداً حتّى آخر الأربعين ٠ وما إن يعُمّ الصّمت...
أعلى