قصة قصيرة

أحست بحركات غير طبيعية في هذا المكان الهادئ والجميل, غدت تلك الحركات والخربشات تتكرر ,بإيقاع غريب ورتيب جدا,.... كانت قريبة و وخفية! يقترب الصوت ببطء بشكل يثير الحفيظة !وكأنه بات في أذنيها! أهي في وهم وهلوسة؟ورغم ما تملكه من شجاعة أثارت الأصوات الغريبة ريبتها… كأنها كانت تزداد علوا وقربا...
اشترى بعشرين ريالا «قلى» (القلى: فول نابت) ساخنا من بائع متجول يقف أمام مدرسة للبنات. وبشكل مخروطي لفّ له البائع ما طلب في ورقة قطعها من دفتر إلى جوار مقلاة «القلى»، دفتر مستخدم تم الاستغناء عنه إلى جانبه عدة دفاتر يلتقطها البائع من أماكن رميها بعد أن يستغني عنها الطلبة نهاية العام الدراسي. تعمد...
في الابتدائية كنت طفلة بدينة، أتحرك ببطء، ألهث حين أبذل أتفه مجهود؛ لهذا كنت مسخرة لأطفال حينا.. وكثير منهم لم يكن يروق له اللعب معي -عدا لعبة الغميضة- فقط، لأني أتأخر في البحث عنهم ويظلون وقتها يتغامزون ويقهقهون دون أن أعرف أماكنهم. وأحيانا تناديني أمي قبل أن أبدأ اللعب فتوبّخني لأني أخفيت قطعة...
جموع المتظاهرين الذين يحملون اللافتات حالوا بيني و بين الطرق المؤدية إلى حديقة الحيوان ، حاولت الانحراف بسيارتي أملا في الهروب لأي طريق فرعي و لا جدوى ، ما العمل الآن ؟ تركت الأولاد وحدهم هناك ، يا رب سهلها و هات الفرج من عندك ، قررت النزول من سيارتي و اللحاق بالأولاد و لو...
قليلاً ما تستأثِرُ بكَ طلعَةُ أحدٍ ما..! ويومَها .. كانتْ طلعتُها تُشِعُّ بالنورِ. عندما دخلتْ بصُحبَةِ والِدِها، وعلاماتُ الإرهاقِ تعلو وجهَها المُضيءِ كمشكاة الأبيضِ كاللجينِ الرقيقِ كبتلةِ ياسمين. تلَقَّيتُها بغِبطةٍ ملأتْ عليَّ قلبي، قبلَ أن تتجاوزَ مدخلَ الغرفة. بادرتُ بالنُّهوضِ عن...
أجساد فائضة تآمرت على الليل ، تشرب ضباب الأنفاس ، والزمن يتلوى بين الشفاه الساخنة .. لسان الضوء الخافت يؤجج الرقص الصاخب ، موسيقى تعاند الأذهان وتقلق الجدران .. الرؤوس تتحرك ، البطون تهتز في صمت ، أعين تقرأ الأبدان ، تقارن بين القد والقوام وتتذوق حركات الأجساد على مهل .. قامت تتماوج...
وجدت عم جمعة يجلس كعادته أمام باب الجامع من الناحية المواجهة للسوق ، حيث المحلات قد بدأت فتح أبوابها مبكرا ، بينما البيوت تغط فى نوم عميق ،بعد أن أمتص الليل جهد الرجال . عرفت كل ذلك مبكرا فى السوق ، فتحت عينى على الخفى والمبهم ،ورأيت أن أمارس فعل الستر لأن الله قد أمر به ، ولأن هناك أسرارا لابد...
عندما أفاق في ذلك الصباح الرمادي كاد بؤبؤا عينيه أن يخرجا من محجريهما عندما التفت يمنة ثم يسرة فلم يجد زوجته ولا واحداً من اولاده الثلاث. شعر بفجيعةٍ مباغتة أعقبها احساس بالقهر والحزن والذوبان. قرأت الممرضة تساؤلاته الحيرى فأجابته والدموع تغالب عينيها: إنهم لم يكرروا المجيئ الى هنا منذ أن احضروك...
"غووول".. نغمة صهيل مدوية من فرس امرئ القيس المفر المكر... صرخة رهان عنترية، من فارس بني عبس لجلب مهر النوق البيض.. زهو على الصهوات..على السروج..على الأرائك..وكراسي المدرجات..وتحت سرادقات التخنث.. ..إصابة في القلب..في الصميم..تبيح الهتك لدى المنتشي شبقا، والمتيم احتراقا.. ساحة الوغى تتحرك...
▪ أخيرا استطعت أن أنتصر في معركة الدخول الى الحافلة ، المرأة التي خلفي الصقت صدرها بظهري وتنفست خلف اذني اليمنى تماما ؛ سخرت منها وانا اعلم بمثل هذه المكائد والشراك الانثوية ، الاغراء الذي يطلب منك تقديم تنازلات ، في الواقع درجة الحرارة كانت اثنتين وخمسين درجة مئوية ، لا احد في مثل هذا القيظ...
الرؤى تكاد أن تتلاشى، لا اعرف أين ومتى وكيف وقفت أمام موظفة استقبال اللاجئين بإحدى الدول المجهولة، ربما كانت خارج حدود كوكبنا الأم، المهم وقفت أمام امرأة جميلة، رغم أني لا أتذكر ملامحها لكن يخيل إلي بأنها كانت جميلة، ولا اعرف بأي لغة تكلمت معها، أكيد تكلمنا بلغة غير العربية. – مرحبا. – أهلا بك...
عندما ولجت المصعد في الطابق الواحد والثلاثين من العمارة التي أقطنها من أجل النزول، كانت مصابيح اللوحة تشير إلى الطابق السابع والعشرين والرابع والعشرين معلنة أنها ستتوقف كي يلتحق بنا شخص آخر, انغلق بابا المصعد، وشرعنا في النزول، كان مصعدا سريعا. . في رمشة عين انتقل بنا المصعد من الطابق الواحد...
ولد في بيت مضرج بما يسيل من أنياب الفقر، موشوم بالعاهات، يفتقر لحنو الأخ وحنان الأهل، هو المولود الذكر الوحيد للعائلة مع ثلاث بنات، كان به شوق كبير ان يكون له اخ معه في هذه العائلة الأ ان مشيئة القدر كانت هكذا حرمته من مذاق طعم الأخوة، بدأ تفكيره ينصب على هذه الفكرة وهو في الخامسة من العمر، يصنع...
هنا وقد شاخ يومهم منذ الأمس القريب يترجون الغد ان يأتي عسى ان يمنحهم ويعطيهم شيئأ فقدوه، حياتهم مليئة بفقدان كل شيء انتهى مساؤهم بخلاف فيما بينهم ، خلاف ينسيهم آهات ومرار الدنيا كل هذا على قميص هذا ما رددته أمهم انهت حديثهم وقامت الأم بغسل القميص وهي تحاول ما بوسعها ان ترضي اولادها الثلاثة بعد...
كان جدي رحمه الله يسعده أن يرانا حوله، يحتضن أحفاده الصغار، يزحف إليه (محمود) وتركض نحوه (فاطمة) ويتمسح به (أحمد) وهو بهيبته ووقاره يربت على أيدينا، ويداعب رؤوسنا. عناقيد العريشة تتدلى فوقه كالمصابيح، حبات العنب كبيرة لامعة تشف عما فيها من عصير سائغ رائق… تدعونا أمي بالتقاط حباته الناضجة.. نتلذذ...
أعلى