(1)
ذوائب الوقت تصطادني
انا التائه في زحام المقهى العتيقة
وجوه العامة أراها مثل لوحات بلا ألوان
تترصدني عيون التائهين مثلي
لكني اختلف عنهم في فقد خطواتي..
كل الخطوات التي قادتني الى المقهى تذوب
لم يبقَ منها ما يشير اليّ..
أهيم في مدن ماركيز التي اشتمّ فيها رائحة عرق الخلاسيّات وتأوهاتهنّ...
الشاعر الذي
كان يؤمن أن يسمع المعشوق
لا أن يراه
فيرق له الخافقان
القلب والكأس
حين مات مقتولا
لم تشيعه
سوى جارية سوداء
يقال
أنها كانت تكثر البكاء
والنواح
.......................
...........ِ...........
بعد 1250 عاما
ارتضى أن يحمل اسمه
أكثر شوارع المدينة شبهة
النسوة. يذكرنه باستحياء
ورجال الدين...
صبح أذّن في قلبي
فتوضأت بخمر الروح.
أدركني وجد الخمرة
ألفيت القِبلة تسكن فيَّ
فتوجهت بكلي إليَّ.
وهج يغشى الظلمة
كيف ذا يا رب يهطل مني عليَّ.
دَخَلَتني مملكة النور
وأنا بين غَبوق وصَبوح.
فتبينت الخيطين الأبيض والأسود
كان الفجر يلوح.
يا سيد أسرار الكون احفظ
سر الصبح بصدري
فالضوء الساكن فيَّ...
حيث الجنود يحملونه على المسامير
ليس من سماء تحميه
وهو ينتزع لحمه ليطعم مسوخ الليل
كتفه الضعيفة ستحس بالالم
هنا حيث الجنود يحملونه على المسامير
الذي لا تكتمل صورته وهو يصعد الدرج
أو حين يكتشف قسوة الآخرين عليه
يدور حول نفسه ويعرف أن الجميع يفكر بقتله
أو نفيه إلى جبال القفقاس
طفل الرحمة هو والخوف...
كان يمكن لهذه المرايا
أن تكون مطراً صافياً
أو صمتاً صافياً
أو دمعاً صافياً على الأقل.
بيد أن الظروف
كانت من حجر
وكان صليل الزمان والمكان
مضرَّجاً بما يشبه الدم
وبما يشبه الجنون
وبما يشبه الآلهة
وبما لا يشبه شيئاً على الإطلاق.
-1-
شكراً
لما لا بدَّ لهُ
أن يمضي.
وشكراً
لما لا بدَّ لهُ
أن يأتي...
بــِحبْر من حنين ونعيمْ
أدَوّنُ الحبَّ الذي وهبتني
في لوحيَ المحفوظ ْ
أحْميه باستعادة الزمان ِ
من حتمية الزمانْ
أحرسُه من غفلة البيْنِ
ومن بُرود الاعتيادْ
أذْكره ما بين كل سهْوٍ
والتفاتة خيال ْ
أرسُمهُ بريشة تبتدع الألوانَ من تلقائها
أُلاطفُ الذكرى حتى تلينَ
وأسَدِّدُ الفرشاة
أحاكي ما تعكسه...
قبل أن أحبك
لم أكن أعرف الوجد
وما يتركه من سكرات
في القلوب
ولا العشق
وكيف يترك أصحابه
بين قتيل ومجنون.
رغم أني قرأت قصائدهم
أولئك الشعراء العشاق
الذين قال أحدهم مفتخرا
(وأي جهاد غيرهن أريد)
كان العشق بمرتبة الجهاد
وقد ظلت قصائدهم شواهد خفاقة على قبورهم
لم تسقطها اﻷيام
عبرتها متحسبا
خائفا أن أقع...
من كثرة ما ضيقوا الخناق عليّ وقت الوأد
كرحالة تعب ارتميتُ على جناح الهوا،
استنشقت عطره معافى من جذوره،
وضعتُ ملقطين على كتفيّ،
علّقتُ جسدي على حبل الغسيل
على امتداد الفلاة..... .
**
ماذا أفعل
إن كنت تعاني من عمى الألوان،
و أنا ...مذ بدء التفاح و ورق التوت
حبلى بقوس قزح.... يا أحمق....
**
أبشرْ...
صحيح
صحيح جداً أن الله
قد خلق الكون في ستة أيام
ولكنه انشغل بك
خمسة ايام و1439 دقيقة
ثم أنجز هذا الكون
بما تبقى لديه من الوقت
لاغرو. في ذلك
فبعدك لم يأت بجديد
ولأننا نحب الفاكهة
فقد جعلها في سلالك
وأوصاك بالتمنع
وأمرنا بالصبر والزهد
وغض البصر
وحين سألناه عن الرطب
قال رطب شهي فمها
تقول الملائكة...