سموت إلى شعري لأصـغي لنـــبـــضه
فألــفــيــتُهُ ضاجّا و قـــدّمَ لــي عذرا
و قال:إلى الشعرِ اجْمَعِ المالَ يا أخـي
فقلتُ:متى كان الغِنَى جاوَر الشِّعْـرا؟
ـــ
حينما دخلتْ للحديقة تلك الفراشةُ
ما كان هاجسها هو مص الرحيق
و لا النوم في العطر
بل كان هاجسها
أن تدير كؤوسا من القبلات
على وجنات...
1
ذات نهار
كهذا النهار
مشوّشاً بالأبدية
ينقطع حبل أفكاري
يتلاشى ببطء
في ضباب الرأس
من قال ان الجنون
يعمي الملائكة
يقص أجنحتها
ليخترق خيطُ الرغبة
جدارا أملس؟
ولماذا نزرع الرعب
في قلب المريخ المحروم
من الماء؟
لماذا نقصد
ما دمنا عاجزين
عن اجتياز الطريق
المفضي الى
عالم الموتى...
2
تقطير...
المعاني.. هي النحن* .. فينا.. نموت احتراقا.. و لا ننصهر..
نموت لنحيا.. وفي كل شمس.. وفي كل ضوء.. وفي كل ليل.. وفي كل درب.. وفي كل قلب..
نحِن إلينا.. نحِن.. نحِنّ.. و لا من خبر..
طريق بلا هدف.. لانهائية الخطوات..
و سيمياء شوق يجيش.. يجيش.. و لا ينكسر..
المعاني هباء.. و لا شيء غير الهباء...
سلمت يمينكِ يا ربـــــابْ إذ لوّحت خَللَ الضبابْ
سلمت عيونك تُمطر الأشواق في زمن الســـراب
فيَكُفُ رملٌ عن تَوَجُعِهِ وتخرج نبتها أرضٌ يباب
أربابُ قد ضاع الصبــــــا مني وفارقني الشـباب
ومضيتُ في الدرب الطـــــويل أدقُ بابًا إثر باب
كل المنافذ أوصـــــدت دوني وأنكرني الصِحاب
أربابُ قد حار...
و لــي قـلم يـعبر عـن ضـميــري
بــه تـحـدو الـصـراحة لا الـنفاقُ
يـسير على خطى شعراءَ كانوا
و عـنـدهـم الـتـزلـف لا يــطـاقُ
ـــ
ما زال البحر يحدثني
عن سفن ألقت بقلوب لفم الغربة
و انطلقت تقتل
كل مراسي العودة.
ـــ
أعـطاه خـالقه في النـــاس ذاكرة
تـلـقَّنَ الـعـلـــــمَ مـنها كـلُّ غـربالِ
لا شيء...
أنا ياسر عرفات:
وما صلبوه ُ،
ولكنه شُبّه فوقَ ذاكَ الصليبِ لهمْ .
انظروا : يدُهُ لا تزالُ على حائطِ البيتِ تحمي قميصي الذي قُدّ من دُبرٍ بدم ٍكذب ٍ.
انظروا : صوتُهُ لا يزالُ ، على عهدِهِ ، صارخاً في البٓرِيّة : لا إخوتي ، إنه الذئبُ ، يا أبتي .
انظروا : ظلّهُ صاعداً حجراً يتشبّثُ مثلي...
لست كاتبة
ولا أنسج الشعر
أنا أرمي الأشياء خلفي
وأنتم ترون ظلالكم الآن
تنظرون في عينيّ
حيث أغزل خيوط الشمس
تلمسون اللغة
التي أمسكها
بيد من حرير
تظنون بأنني كاتبة
فيما أنا خيّاطة كسولة
تغيب عنها الشمس
وهي ماتزال
تراود السلك
عن إبرة لا خرم فيها
لستُ شاعرة
ولا أغزل القصائد
أنا فقط فلاحةٌ خائبة
تحرث...
أغلقتِ الباب كعادتك
غاضبة
فانهد الجدار
الجدار الذي علقتُ عليه صورتك
الملونة
كيف أسقط في حبك
أمام أحذيتي
قدام السرير
والمرآة
أمام النافذة
وأمام كل النساء الجميلات
ويسقط الجدار
وتنهد الدار
وتبقين وحدك
وحدك
الواقفة....؟
آه
هل عِشْقٌ هذا
أم دين دمار ...؟
هل عشق هذا
أم غنج إعصار...؟
أم أني ريشة...
تبعت حبك
فأدخلني بساتين الأحلام
وزادني شعورا بذاتي
وزادني إلهاما
وعشقا في الحياة
تبعت حبك
فسار بي
على دروب السلام
وأعطاني منحة تفسير
جمال ورونق الأزهار
فشممت الطيب منك ومنها
وتأملت النور المنبعث
من وجنتيك
وعاد بفضل حضورك الليل نهار
فيال معجزات الحب
حين يبسطها
فتغير الإنسان
من حال إلى حال
تبعت...