سرد

أخيراً أطلّ صاحب الرداء الأبيض سخياً من السماء ، ها هو يفرضُ حُلّته البهيّة على الأرض ، فتكتسي بها بكل امتثال ، وتغدو أجمل ! قريباً .. لن أرى شيئاً سوى الأبيض النقي .. وسيحلو لي في النهار السير في غير طريق ، وسألهو بكرات الثلج أقذفها في وجوه المارّة ، وسأضحك عليهم كثيراً وأنا أشاهد الوجوه...
كّلما مررت من سور حديقتها المفروش بالياسمين ، ظهر لي وجهها المشرقُ من بين الأغصان ففاجأني وأفزعني .. فغالباً ما كنت أتسلل لأقطف بعضاً من تلك الزهرات البيضاء الجميلة ، حين كان عطرها يغريني ، حيثُ أنني لم أجد في مدينتي كلّها أزهاراً برونقها وجمالها ، فلا أقاوم هذا الجمال فأقطفه ليلقى التكريم...
في منتصف الصفحة، أتوقف عن القراءة. منذ زمن طويل لم أتسلّ باستطلاع الشارع، هواية قديمة. أنظر عبر النافذة، الإنارة خافتة، الليل والهدوء يعمان المكان، سيارة، اثنتان، تمران مرور الأشباح. من وضع هذه الكومة هنا؟ على الرصيف المقابل، قرب أشجار الصنوبر المتصلة بحديقة الجيران أكداس رماها بعضهم، لا شكّ...
مسجى دونما يديه الرفيعتين الممتدتين على جانبيه، صامت بلا حراك؛ عدا زفير خافت بالكاد يلحظ ، يتضاءل له الصدر الضاوي البارزة أدق تفاصيله من تحت الغطاء، عيناه الغائرتان بين محجريه النصف مغمضتين لا قرار لهما تسافران جيئة وذهابا كمكوك في أرجاء سقف الغرفة الموصدة عليه . كان يشكل خياله المشوش جراء...
قبل أيام مات (تكليف). أشهد أنه عاش حياته فقيرا، ومع فقره كان صابرا دون شكوى، ودون رضا أيضا. مع ذلك لم تكن حياته خالية من المتع والمسرات التي يحسن التكتم عليها. عندما يكون قد قضى وقتا ممتعا ألاحظ إنشراح المتعة على ملامح وجهه وطريقة كلامه الأكثر مرحا من المعتاد وربما زين مرحه بلازمة كأن يردد بصوت...
كان يذوى يوما بعد يوم ، يتلاشى متحولا إلى شبح ، كنانلاحظ ذلك بسهولة ، ربما لانه الوحيد بيننا الذى يملك جسدا عفيا متناسقا ، وعضلات مفتولة ، تبرز بدقة تحت تىشيرتاته الضيقة التى يرتديها متعمدا ، كان الذبول يضرب ملامحه أيضا ، ويطفئ هذا البريق اللامع فى نظرات عينيه ، لم نكن نعرف سببا قويا وراء هذ...
-1- فرغَ العاشقُ من تكوينِ اللوحةِ في زمنِ الجدبِ، تصايحَ بالفرحِ الصَّاهلِ، ألقاني منْ نافذةٍ السُّخطِ إلى جناتِ النارِ، ذهلتُ لبعضِ الوقتِ، سألتُ الجالسَ قُدَّامي في ثوبِ الدهشةِ ـ ملَكاً كانَ ـ أتعرِفُ ماذا يصهلُ في أعماقِ النارِ ؟ وماذا يركضُ في أجوافِ الأفراسِ الخارجةِ مساءً من نافذةِ...
على فكرة أنا متناقض جداً , وعندي مرض التخيل , وعندي انفصام في الشخصية وبُوهيمي , مُمل لدرجة القرف , وقح , سافل , منحط , قُل في ما شئت , وانعتني بما شئت .. فأنا في كل العبر, وعندي الجرأة الكافية كي أقولها لكم .. أنا إنسان فطري , أعترف , ولا أخجل من نفسي , كما أني لا أخجل من أحد , لذا قررت أن اكتب...
-1- وقف أبو علاء في ساحة بيته الجديد، شارد الفكر، متجهاً بعينه إلى الأفق البعيد. بيته هذا يشتمل على كوخين، يحوطهما سياج مصنوع من القصب. وتحيطه المياه من كل جانب. المياه هنا تغمر معظم تلك الأراضي، حتى أنه ليس باستطاعة أحد أن يتنقل دون أن يستعين بقارب صغير. القصب والبردي هنا يحتل أرجاء القرية...
إلى كل الغشاشين في مختلف الامتحانات بمن فيهم ممثل الأمة. لا يخاطب ساه. فالكلمات مشحونة بطاقة، و الطاقة لا يجب أن تصرف فيما لا نفع وراءه. و لكي يتأكد من أنه لا يهدرها ، يفاجئ محدثه دوما بسؤال غير متوقع، ويترك له ما يكفي من الوقت كي يرد وهو ينظر إليه حيث لا تستطيع النظارة الطبية السميكة إخفاء...
( أهدي هذه الأقصوصة إلى روح أختي زبيدة القرقني سائلا الله أن يتغمّدها برحمته الواسعة و يسكنها فراديس جنانه ( غيزن في 16/06/2019) لَيْسَ مِنْ عَادَةِ فَتْحِي أَنْ يَقْبَعَ حَزِينًا ،مُبْتَئِسًا عَلَى أَحَدِ صُخُورِ شَاطِئِ سِيدِي مَحْرٍز الْمُسَطَّحَةِ قُرْبَ سَفِينَةٍ مُحَطَّمَةٍ تَنَاثَرَتْ...
أكان قدرها سينحو بشكل مختلف لو أنها كتبت جملتها الاخيرة بمضمون مغاير؟ و هل كان الغلاف الاخضر لدفترها و المكسر لإيقاع اللون الوردي الذي اختاره كل الاطفال تميزا اعتمده الموت إشارة للتعرف عليها؟ ثم من أين لهذا الإبهام المتمرد على التفسيرات كل هذه القدرة على العبث بالصروح الحياتية و الثوابت و معاني...
محامي" ، "زعنفة "، "جنرال" ، "قنينة" "كلب "، "طيار f16"....."أما أنا فأحلم بأن أصبح ممثل أفلام إباحية"، هكذا أفصح جبيلو عند دوره بلكنة كمن يفسو الضراط من فمه، متيحا مجال الحلم لظل آخر انبرى فجأة من تحت قلنسوة جلبابه وكأنه أحد أعضاء ( كو كلوكس كلان) "عصفور أزرق داخل قفص بوكوفسكي الصدري أو جرعة...
انا عندما اخذت انفاسي , قررت الغرق، لم تكن الشمس قد غربت بعد، كانت تحول بيني و بين السماء وسمعت صوت بعيدا يقول لي إيلي ، لا تغرق نحن هنا بجانبك ، و لكني لم اتعرف على مصدر الصوت ، ووجدت يدا تختفي من وسط الماء ، و بعد فترة من الوقت استيقظت على الشاطئ و انا مغطى بالرمال البيضاء و أبنائي دافيد و...
عندما وجد السيناتور أونيسمو سانشيز امرأة التي انتظرها طوال عمره، كان لا يزال أمامه ستة أشهر وأحد عشر يوماً قبل أن توافيه المنية. وكان قد التقاها في روزال دل فيري، وهي قرية متخيّلة، كانت تستخدم كرصيف ميناء سري لسفن المهربين في الليل، أما في وضح النهار، فكانت أشبه بمنفذ لا فائدة منه يفضي إلى...
أعلى