امتدادات أدبية

ليس كاتب هذه الأحرف من المتحنثين، لكنه أحد عوام المسلمين الذين لا يستطيعون الترخص للغياب عن صلاة الجمعة. غير أني ما زلت أجد عناء في اختيار مكان لصلاة الجمعة أنى حللت. فنوعية الخطبة وموضوعها من أكثر الأمور التي تثقلني نفسيا كلما فكرت في الذهاب للصلاة يوم الجمعة. وكنت قد وجدت خطيبا نموذجيا في...
الرسوم بألوان أكليريك على قماش، لفنانين تلقائيين من سكان أستراليا الأصليين «الأبورجنيز»، وتشتهر فى عالم الفن الحديث باسم «الرسم بالتنقيط»، وفيها تلعب النِّقاط دوراً حركياً وجمالياً فى اللوحة، موروثاً من لوحات الأسلاف عن طبيعة صحراء غرب أستراليا حمراء الرمال، كانت تُرسَم على الأرض والحجر والشجر،...
فيرجينيا وولف "الكتابة كالجنس، تمارسيها أولا من أجل الحب، ثم تمارسيها من أجل أصدقائك ومن ثم تمارسيها من أجل الفلوس"
مات العقيد في ليلة ممطرة. في منزله الكبير الواسع استرخى بدنه الطويل كالزرافة، كانت بزته العسكرية مليئة بالغبار. وكانت النجوم تستقر على كتفه. أوصى العقيد زوجته أن يدفن بملابسه العسكرية، كانت الجثة تستقبل الزوار والجنود الذين ترأسهم العقيد في حياته والمعجبين به من الجمهور. وكانت وصية العقيد...
أطل الأديب الجزائري المعروف رشيد ميموني قبل أشهر برواية جديدة بعنوان "شرف القبيلة" هي الثالثة له بعد "النهر المحول" 1982 و "طومبيزا" 1983. أثرت في الأوساط الأدبية الفرنسية أولا ثم المغاربية والعربية لاحقا، ضجة تستحقها، لافتة الأنظار إلى تجربة أدبية نابضة حية، تطرح إشكالية علاقة الفرد بالجماعة،...
تعتبر القصة فنا من الفنون الأدبية التي اهتمت عبر الزمن الطويل بنقل الواقع المعيش وتسجيله بطريقة فنية و جمالية . وبهذا المعنى فالقصة تأريخ لمرحلة تاريخية يعيشها القاص وينقلها في عمله القصصي بطريقة فنية متخيلة ، ترقى بالواقع المعيش من مستوى الواقع الملموس المضطرب ، إلى المستوى الفني و الجمالي...
جلست أمام الحاسوب لأكتب قصة، استنفرت الأفكار، جاءت تباعا، تزاحمت في ذهني، هممت أن أكتب، طارت الأفكار وتلاشت، فبقيت يدي يدغدغها الفراغ . نظرت من النافذة، زقاق ضيق يفصل بين دور مصفوفة. فتاة جميلة في شرفة الطابق المقابل لمنزلي، قصيرة القامة، في قميص نومها الشفاف، تمدد يديها وراء ظهرها، يبرز صدرها...
حواء مصر المملوكية، "أرق نساء الدنيا طبعًا وأحلاهن صورة"، سكتت وأُسكتت لقرون طويلة فى الحريم السلطانى داخل أسوار القلعة، تحيا فى عالم يكتنفه الغموض وتلفه الأسرار والحكايات، وكلما سمعت صوتًا غليظًا يفتح باب مقصورتها الخاصة، دارت بها الأرض من الرهبة وراحت فى إغماءه طويلة. وداخل بيوت قاهرة القرون...
الطرف الأوّل: هذا الأنف الضخم، هاتان الوجنتان الناتئتان. هذا الفك العريض. هذا اللون الأسمر الشاحب. الوجه يصلح لرجل وليس لامرأة. حتى في مثل هذه السنّ لا يملك الصبا أن يخفف من جهامة مثل هذا الوجه. كنتُ أتأملها وهي واقفة في الزحام قريباً منّي. لا أدري لماذا توقّف نظري عندها متأملاً وقد بزغت بغتةً...
.. استيقظت وهي تتحسس أشعة الشمس من خلال نوافذ حجرتها ، احتارت من أي نافذة تطل ، اختارت الأقرب منها .. تدلت بعنقها تتطلع إلى هذيان الشارع .. كعادته ينغـل بالخلائق البشرية .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يتصافحون ، يتهامسون ، يستأنفون السير .. فحصت الفضاء بعينيها ، ما أثار انتباهها أكثر ، امرأة تطلب...
معادلة ثلاثية العناصر، قد لا تستقيم منطقياً أو معقولياً، لكنها أكثر استقامة ومثولا في واقع وفي تعبير عن واقع كذلك؛ معادلة لعلها تبقى الأمثل لحديث عن الفقيد الأديب محمد بيدي، أو هي ضرورة ما يفرضه واجب صداقته والتعرف عليه عن بعض قرب. شخص متعدد المواهب والقدرات في المجالات الإبداعية، كتب القصة...
صدرت رواية « matricule 4892 Amphion» للكاتب محمد العرجوني في طبعتها الفرنسية عن مطبعة الرباط – نيت سنة 2008، لتُستقبل حينها بحفاوة في الأوساط الثقافية بالجهة الشرقية، وبالمحافل الإلكترونية، وبعد أربع سنوات ونيف يظهر هذا العمل الروائي المتميز في ترجمة إلى اللغة العربية أنجزها الشاعر و الكاتب عيسى...
كان يقطع الطريق بسيارته، وقد بدأ الغروب يلقي شيئاً من ظلاله المعتمة على الأشجار والتلال الصغيرة وقد شعر بالانقباض وهو يتأمل الطريق الملتوي أمامه يطيع مع الظلال ولا يرى له نهاية..‏ شرد يفكر بحياته، وقد زادته الوحشة اكتئاباً ولا أثر لسيارة عابرة أو لمخلوق يتحرك حوله.. كان يعمل في الجامعة أستاذاً...
طوبى لمن وضع زهرة على قبر او قصر او صدر ، ولمن ولد فى الشهر السابع او الثانى عشر ولحلق يصبح حلقوما ولمن ذبح حصانه الوحيد كرما ، طوبى لمن جثا استغفارا او اشتهاء، ولمن حمل على الظهر صليبا ولمن اشعلت النار تحت ماء الحصى تضليلا لجوع عيالها ، ولخشم يصبح خيشوما ، ولزمن كانت الزوجة فيه تجمع اشلاء...
أمسكت السيجارة بأصابعها الدقيقة، وتوقعت أن أقدم لها عود الثقاب، ولكني تباطأت وتلكأت، فحدجتني بنظرة صارمة قاسية، وكان الليل رائقا، ونور الكهرباء يغازل شعرها، بينما جهاز الراديو يتجاوب بموسيقى (رقصة الأطلس). كان وجهها الفاتن يختفي وراء الأصباغ، وقد بدت شفتاها في حمرة قانية، لولا أسنانها البيضاء...
أعلى