ملفات خاصة

دخل محمود جنداري مقر ونادي اتحاد الأدباء في نينوى متأبطا فتى قرويا ، وقدمه لنا نحن أصدقاء جنداري المنتظرين طلته بشغف لا يشبهه شيء، قال جنداري أقدم لكم القاص حسن مطلك، وجلس حسن خجولا ، كأنه قادم من سماوات أخرى، لم ننتبه كثيرا لصمته وانتباهته لنا ، لان جنداري كان قد استحوذ على مشاعرنا وشوقنا له ،...
سأستمع إلى الموسيقى نفسها التي سبقت زيارتي الأولى إليه. حين كنت أحضّر أسئلتي وأحيل كلّ كلمة كتبتها إلى محطة توثّق حياته، حتى أتمكن من وضع إشارة السؤال في نهاية الجملة بثقة. سأحمل أوراقي والحرارة المحشورة في خديّ وأدخل إلى مكتبه. كان موعداً مع أنسي الحاج، في نيسان ٢٠١١ حين وافق أن يكون ضيف المجلة...
ويبقى الأمل .. حادينا لمتابعة الطريق لاهثين خلف لائحة الأحلام المعلنة وغيرها، لعنة الأحلام إنّما خلقت لتبقينا متشبثين بأهدابها، رغم أن أكثرها أضغاثٌ يستحيل تحققها. فلا حياة بلا أمل قائم تهفو إليه عقولنا، على متن قطار يمضي بوتيرة سريعة للحاق بركب الأمل المنشود. وعلى رأي شاعر الرجز: «يا من بدنياه...
ما بين باريس، حيث التقينا عبد الرحمن منيف -أول مرة- في مقهى ومعنا صديق ثالث، إلى “البيت” في ضاحية المزة الجديدة بدمشق، فإلى مكاتب “السفير” في بيروت حيث كنا ننتظره مشوقين إلى حواره الفكري الممتع، تنامت الصداقة وتوطدت مع الأديب الكبير الهارب من “جوازه” السعودي والإغراءات الملكية المذهبة، وامتدت...
يمكن للكلمات أن تعطي الليل لما يبحث عن ليله، في زمن وفي قصيدة. تلك هي حياة (حياتي) في القصيدة، وأنا مقبل علي إصدار أعمالي الشعرية في ديوان. ولي هنا حالة الوقوف أمام شعر كتبته، أعدت كتابته، في مراحل من حياة . كأنما هي ليلة. واحدة. كأنما هي الأزمنة كلها. غموض هذه الحياة يسفر عن شقوق وعن ندوب. حياة...
مثل البرواق الذي ينبت في الأرض البور، وإليه ينسب "دوّار البراوكة" في المغرب، بدأت حياة القاصّ والرّوائي هشام ناجح قائمةً على المفارقات. فهشام ناجح مولود في الواقع منتصف عام 1973 لكنّه مسجّل في الأوراق مطلع عام 1974. مع العلم أنه مكث في بطن أمّه عامًا لا تسعة أشهر، حتى أن أمّه ظنّت أنه مات...
يا لي من روائي، لقد كتبت على ما أظن «قصة»، وأقولُ «على ما أظن» مع علمي الكامل أنني كتبتها بنفسي لكثرة ما يتراءى لي أنها حدثت في مكان ما، ووقتٍ ما. ولعلها حدثت عشية أحد أعياد الميلاد، في مدينة كبيرة وجوٍّ جليدي شديد البرودة يتراءى لي طفلٌ صغير، في السادسة من عمره، وربما أصغر، يصحو في قبوٍ بارد...
تجاذبنا أطراف الحديث زهاء نصف ساعة، ثم غادرنا· أمام مقهى (روكسي)، ودعتهم· سرت بضع خطوات· ثم توقفت · التفت ورائي· أراهم يبتعدون· يلجون تباعا مدخل العمارة· أحسست أنني أودع شكري لآخر مرة· أحسست أنني لن أراه بعد اليوم· لا أدري من أين جاءني هذا الإحساس· ــ يوميا : ـ 2003/10/29: قدرة جسد شكري على...
ــ مساء 2003/8/5 : تراكمت فوق مكتبتي الصحف والمجلات· قرأت معظم ما كُتبَ عن محنة شكري· ثمَّة نبرة أسى توارى خلف الكلمات· ثمة إجماع على وضعيته الصحية الصعبة· المرض يسير بشكري إلى··· شيخنا المتنبي، في لحظة من لحظات تجليه، قال: كفى بك داء أن ترى الموت شافيا· ــ مقارنة : تخلى شكري، في مرضه، عن كثير...
أحبها عن بعد يكنُّ محمد شكري لأمه، السيدة ميمونة، حبا كبيرا· أما أبوه حدو لم أحبه يوما· كان عالة على أمي· لم يكن أبا محبا لأبنائه· مرة سألته: ــ هل كانت علاقتك جيدة بأمك؟ ــ علاقتي بأمي ظلت جيدة حتى وفاتها· كنت أحبها عن بعد· لم يكن ارتباطي بها قويا· كنت أزورها بين فترة وأخرى· أمي كانت سيدة...
محمد شكري ــ ما يحدث في العراق كارثة : في أوج تلقي العراق ضربات الولايات المتحدة، اتصلت بشكري لتحديد ميعاد لباحث جامعي يرغب في إجراء حوار معه· وافق· حدد لنا موعدا في (الريتز)، حين التقيناه، بادرنا قائلا: ــ عذرا، لا يمكنني الحديث عن كتاباتي، في وقت يُضرب فيه الشعب العراقي بالقنابل الأمريكية ـ...
ــ مساء 2002/11/13: قابلته في (الريتز)، ناولته نص المقالة التي كتبها القاص الصديق محمد سدحي عن كتاب "هكذا تكلم محمد شكري"· قرأها بسرعة: ــ صديقك يبالغ كثيرا· إنه يقول: "محمد شكري ما فتئ يؤكد على ألفي درهم بالنسبة للأجهزة المغربية، وألف دولار بالنسبة للأجهزة الأجنبية، كحد أدنى مقابل إجراء أي حوار...
ــ ظهر 2002/5/14: كنت جالسا مع محمد شكري في (الريتز)· كنا نسجل حديثا حول ذكرياته في باريس، بغداد، وهران، وبون· أتى بهاء الدين الطود· صافح كلينا بنفس الحرارة· طلب وجبة سمك· تحدثنا عن مكابدات الكتابة الروائية· سألني شكري إن كنت قد قرأت (البعيدون)· أجبت بالنفي· سحب بهاء من محفظته نسخة· وقعها·...
ـ 2001/8/10: مساء قائظ· رحبة (إلدورادو) خالية إلا منهما· قدم محمد شكري كلينا إلى الآخر: ــ حسن بيريش كاتب مغربي· حسونة المصباحي روائي تونسي يعيش في بون (ينطقها مفخمة)· مددت يدي مصافحا: ــ قرأت لك كثيرا· استوقفتني روايتك "هلوسات ترشيش"· أرى أنها أجمل رواياتك· ابتسم· ضغط على كفي: ــ مرحبا· يسعدني...
ـ ذات غذاء معه: أنت مدعو للغذاء معي في بيتي· يقول لي محمد شكري، ونحن نتأهب لمغادرة (الريتز)، ذات ظهيرة يوليوزية· في الطريق شرع شكري يدندن بنتف أغنية حالمة· إنه ينضح بما فيه من حيوية· نصل إلى بيته· يهمس شكري في أذن فتحية بكلمات قليلة، تكتفي هي بهزات من رأسها· ثم تتجه صوب المطبخ·...
أعلى