الحكاية لا تزال معلقة بالمشجب
مثل قفير في الخلاء ..
المشجب صائغ خردوات
و نخاس ملابس مهملة :
ربطات العنق وفية
لتمرينها اليومي
على الانتحار،
السراويل تركض
بجيوب مثقوبة
دون خط وصول،
القمصان المقفعة
شاحبة
مثل أمسيات صفراء،
الجدار ظهر القصص
المقوس
بندوب الندم،
الغرفة المظلمة
مختبر تصوير
مصاب بعمى...
وهل لاحظتَ شيئًا
كلما زادتْ شوارعُنا تزيدُ حياتُنا
سوءًا وحين أرى السماءَ أحنُّ
مراتٍ وأبدأُ في تقصِّي غيمةٍ
في كلِّ عامٍ أو يزيدُ تعودُ أكبرَ
هل عليَّ البدءُ في تجديدِ رؤيايَ الأخيرةِ
قبل وقتِ النومِ هل ساعاتُ هذا
اليومِ تشبهُ كلَّ ساعاتِ القدامى
هل أنا وحدي أُحِبُّ أمِ العلاقةُ بيننا
تكفي...
اِبْـقَ في بيتك فلا جديد في الخارج
أتُرَاك تريدُ أن تخرج لترى المجنون
يتأمَّل في غيمةٍ- مِرآةٍ
نِصْفَ وَجْههِ الأثير لديه
أو لترمي بحجر
الخذروف الخَرِف
الذي لا يكفّ عن الدّوران
تحت أعمدة المصابيح
أم أنّك تريد أن تلتقط صورة أخيرة
لمروحتك المسكينة التي تفكّكتْ عظامُها
بعْد أن لفظْتَها بلا رأفة...
عندما أذهب إليكِ
استقبليني بحفاوةِ البرقِ للمطر
بابتسامة عينيكِ لتُزيلي عني التعب
لا تؤنبيني على حزني أو بعض طيبتي الباقية في ثنايا الروح
فأنا كما تعرفين ناضجة بفراغي
حينَ يقضمني الليل على مهل
ويأتي ضوء نهار لا شمسَ فيه
يدّق قسوة أفكاري
إنهم الراحلون عنا
ينثرون قمحهم بدفء
بذراعين مزروعتين في...
لا تنظر الى صورك القديمة
فقد يأخذك النظر فيها
الى أماكن كنت قد نسيتها
او قد دفنتها حية
الإلتفاتة اليها شرارة قد تعود وتحولك
ناراً جائعة
لا تنظر الى صورك القديمة
تظاهر بأنها ليست هناك
وبأنك لم تكن أبداً عاشقاً
لا تعد طفلاً في لحظة جوع
ولا تدع موتك يذهب سدى
أعطيتهم ذراعي في المشفى
ورحت أراقب...
لأن أقدارهم
ليست لنا
ولأن زرعهم
لم تلده أرضنا
ولأنك كنت
دوما
ل..أنا
وفي..أنا
ومن.. أنا
وب.. أنا
ولأن كلّ
حرف من
حروف جرّهم
قد جرّنا لبعضنا
ولأن زهرك
قد أحاط
بروضنا
فإنّنا
نزّلنا حبّك
في الكتاب
ولك علينا
حفظنا
الثانية عشر ليلا
منتصف الوجع
300 إشارة خضراء،
إناث ينبضن بالحياة،
و أنا وحيد الآن ..
دون أنثي مجنونة
تهدهدني
تمنحني نشوة عارمة
تلعق من فمي غبار النهار بقبلة مجنونة
و تطعمني نهدها الطازج
وحيد الآن:
و صقيع الجبال يجمد اطرافي
دون أنثي يمنحني حضنا دافئا
و أنفاسها الحارة تلهب وجهي البارد ..
منتصف...
كم باردٌ هذا الهواءُ
وغرفتي لا تحتملْ
هذا المكيِّفُ أَثلجَ الأشياءَ فيها
والوسادةُ كيف تدفَأُ بعدَ أنْ عرَّضْتُها
للبردِ أخشى أنْ أنامَ فتعجزُ
الأحلامُ عن تأمينِ مجراها لعقلي
المستعدِّ لجولةٍ أخرى من التشويشِ
قد يستغرقُ التفكيرُ لحظاتٍ لأبحثَ
عن مكانٍ دافىءٍ في البيتِ لكنْ
لن أضيعَ فرصةَ...
ها أنا
مرةً اُخرى
أخون امرأة الزجاج
أطرق الصمت المجفف في النوافذ
أمسح الكلمات
عن جوف المُغني
لتصعد الصحراء
في وجهِ البحار
ها أنا أقذف على وجهِ النجوم
بقايا لون
شاخ بين العتمةِ المنسوجة في قفص الظلام
وبين امرأةً
تعرت
في انعكاساتِ الفراغ
اشتهت كلماتنا العبق الرطب للتعري
فاحشة الغزل المبين
و بازخ...
إل حلمي سالم
هل تخبرنا
كيف استل الشريان الآثم خنجره
وتخثر فى أوج المعراج
وكيف هوى العاشق من سدرته
وطوى أوراق صحيفته
للإصدار التالى
لست على ثقة
أن تلافيف الرأس تخلت عن فاتنة المترو
وهواء النافذة يبعثر خصلات الشعر
ويدفع مهووسين بعينها
تحت العجلات
كيف انقض الغول
يمزق خارطة...
كان معي على الخط
يقول بصوت مرتبك :
أرجوك
احضر حالا
أنا في حاجة لك
قلت : مسافة الطريق
قال : لا
قلت : نصف المسافة
قال : لا
قلت : مسافة " الواتس آب " إذا
أنا الآن عندك و في خدمتك
قل ما تريد أن تقول
فإنني أراك
و أسمعك !
محمد الناصر شيخاوي/ تونس