شعر

أصبحتْ خرساءَ كلّ القاطراتْ لم تعُدْ تـُطرِق بابَ السمْعِ أصواتُ الدّوِيِّ المنجَمي إنما أصغي إلى السِّكة تبكي وعلى قضبانها لا تدور العجلاتْ مثلما كانت زمانا تفعلُ منَ أعاق العرباتْ فهي لا تحمل ترْبا داكنا عرّق أيْدينا ولا تجري ... ولا من نوْمها الجاثي على أتعابنا تنتقل ربما ترحل عن فسفاطنا...
إعتنيت به طويلا مثل خادم متفان في معبد بوذا.. أقص أظافره كلما حاول الهروب إلى طبيعته الأولى.. إلى عشيرة الذئاب في المرتفعات.. وبعناية فائقة أحلق شعر إبطيه لئلا أجرح أحاسيس أطفاله القادمين ببطء من تقاطيع عموده الفقري.. أقوم بترويض وعول متناقضاته في الخلوة.. لئلا يجن دفعة واحدة.. ويسقط مثل نيزك في...
الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يكْفي لا يغْسلُ - في قلبي - الوجعا الدَّمُ .. بالدَّمِ لا يُرْجعُ فجْرًا أعْزلَ في بيتِ المقْدسِ قد صُرِعَا كلُّ عيون عروبتنا تنزفُ في بيدرها وحُداءُ البادية الآن.. تراءى - فوق هضابي - فَزِعَا فالمحتلُّ الغاصبُ لا يُرْجعُ أرضي المسلوبة، لا يتركُ بيتي...
أغلقت باب بيتي من ورائي عبر النافذة رأيت ملابسي ترقص فرحة بغيابي السرير يكنس أحلامي ورائحتي مرآة الحمام تسخر من أقنعتي ومن شاربي الذي يشبه هلالا في سماء غائمة سكاكين المطبخ تتآمر مع التوابل على اغتيالي رأيت التلفاز يعلن وفاتي ألغيت عقد الايجار من صاحب الدار سكنت الكلمات و الظلال فصرت عابر سبيل...
وأنا طفلة كنت أعرف أمي من رائحتها كنت أعرف أبي من ظله اليوم أصبحت أعرف أمي من تنهيدتها أحاول أنّ أذكر ابي فأضيف تنهيدتي لتنهيدة والدتي الألم يجمعنا كلنا أصبحنا أمهات يتيمات رحيل الوالد انكسار مظلة تحمي الجميع مهما أتسعت دروب عشيرة الجينات المتخاصمة وأفترقت طرق قبيلة الدم اجتمعت لتحكي عن رائحة...
إليك .. سأكتب رسالتي الأخيرة ، و أنا في كامل وعيي و سذاجة أفكاري .. سأُدوّن تفاصيل ما حدث و ما لم يحدث بيننا.. بتجرّد ! سأتجرّد أيضا من أنانيتي و أعترف بأنك النصف الذي لم يكمِّلني بعد.. سأعترف أنّي ما زلت ناقصة بدونك .. مكتملة بالفقد.. و بأن علاقتنا لم تكن محض صدفة .. لكنّها دعوة جاءت بظهر...
يأتيني الليل وأنا مجرد كرسي شاغر أمام نهر يأكل رجلاً شرده الحنين لا أحد يحركني فالوقت متأخر والجو قارس البرودة و الرجل المحموم بحنينه السادي يشرب قهوته الباردة المرة و يشرده شيء آخر أكثر قسوة ربما: الأمل غير المبرر ربما يأتي احد الغائبين و يمنحه قهوة اكثر دفئاً ياتيني الليل و أنا مجرد تمثال...
لم يحن الوقت لتستريحي في أحضان مورفيوس! الشارع ملتوٍ بشهوة القصف العالم بعيونه المتوحشة الواسعة ينتظر زفير خمسمائة سنة؛ لمعالجة الكماليات بعد موتك أركضي حتي تموت الجازبية الأرضية ويقفز رحمك كالكبريت المشتعل ويرقص الشهيق الإلهي حتى يتحول القصف إلى سيقان طويلة جداً سيقان من هيكل عظمي مقموسة في...
و لا مرة كتبت عن شمس بزغت من خلف جبل و أحالت بنورها واديا لذهب . و لا عن قمر في كبد الليل أظهر بضوئه عاشقة جالسة في حضن عشيقها الغارق في تقببل الشامات التي على جسدها . و لا مرة كتبت عن نهر ينساب من حافة جبل مارا أمام كوخ صغير . و لا عن إمرأة تدق باب الكوخ فتدخل بشعرها المبتل ثم تفرده ليصبح...
أصعب قصائد المنفى هي التي تكتب من قلب الوطن مساء المنافي يا وطني صباحكم ورد أيها الشعراء المطرودون من رحمة القصيدة صباحكم حبر على ورق حرف يتلعثم لترديد تراتيل الشفق غرق القصيدة وشيك ان تلخبطت بحورها فامتطوا للنجاة آخر زورق لا تسرعوا في الهرب لا سبيل للنجاة فقد اختلط غسق الوطن بالشفق احجزوا...
لا تنادني باسمي.. سيزهرُ صوتُك في جلدي مواويلَ تثيرُ في مؤلهٍ _ جائع_ غريزةَ الأشباح فينفخُ فينا مجزرةً أوسعَ من احتضانك لجزعي الضرير يا نبيّ أغانٍ .. أشعل بدمي رفرفةَ أمنياتٍ و هذا الزمان صيّادُ الهديل ! أتقولُ: اعترشي مآذنَ انتظاري لبلابةً !!!! هنا ... كلُّ العيون فؤوسٌ و الأبوابُ جواسيسٌ...
أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ ! يَا مَنْ عَمَّدْتَنِي بِالْمَطَرْ . يَا وَاهِبَ الْمُقَلِ السُّودْ وَأَرَائِكَ الْفَرَحْ وَالْأَبْرَاجَ الْعَالِيَةْ ، لِمَ وَهَبْتَنِي صُدَفِ الْإِفْلَاتِ مِنَ الْمَجَازِرْ؟ وَتَرَكْتَنِي فِي أَوَّلِ الْحَرْبِ ، وَكَتَبْتَ : أَكْمِلِ الزَّحْفَ إِلَى آخِرِ طَلْقَةْ...
بين التفاؤل والتشاؤم عطفتُ أعنّتي على مصر المُصُور مصر التي لو سامها زمنّ بداء نبتت على جلدي البثور عاينتُ حالتها ولم أجد أملاً سوى أن يُبدِلَ اللهُ الأمور... وهناك في الفيحاء حيث تساقط الأطفالُ تحت القصف بلا حولٍ كما تهوي القشور... صديقتي أنا متفائل ولكني رأيت مثلك تلك التي انتحرت نادبةً زواجها...
قلبي يسألني عنك بم سأجيب القلب ؟ وكيف سأهرب من أسر الجمل المعتادةْ؟ منذ رحيلك عني شاخ القلب وشاب الشعر وغاب الصبح الباسم أعلن ليل الحزن سوادهْ ! أجلس وحدي أسأل عن عينيك الصافيتين كنهر النيل وعن كفيك إذا ما أفتح كفيَّ أضمُّ فراغًا وجيوش هموم طرَّادةْ ! أسأل عنك كزهرة فُلٍّ واحدة يعرفها...
أعلى