بعد سماعي لحديث امرأة كانت تجلس إلى جانبي في الطائرة شعرت أن ما كتبته من قصص قبل هذه اللحظة كان كرذاذ من قنينة عطر فاخرة .. تمنحك شعورًا لذيذًا لكن ربما على بعد خطوات منك ثمة جحيم في صمت يحترق.
قالت وكانت حريصة على أن لا تعرفني باسمها:
- بعد الحادثة .. ترممت من الخارج .. لكن داخلي ما زال كل...
إنني لا أعرف لماذا كتبت العنوان أعلاه، إنني لم أكتب أبداً قصة بناء على تصميم مسبق، إن الكلمات تصطاد بعضها، تبدأ بسمكة صغيرة، تبتلعها سمكة أكبر فأكبر، حتى ينتهي الأمر بنص يشبه قصة او مسرحية أو رواية أو قصيدة أو أي شيء، ليس من المهم ذلك التجنيس، ليس لأنني أنتمي للمدرسة التي ترفض التجنيس، ولكن...
حين نظرت إلى شاشة التلفاز وجدت إعلانا يحذر من النوم مبكرا؛ يخاطب المشاهدين: عليكم أن تظلوا متيقظين حتى منتصف الليل؛ توجست خيفة من أن يكون اللصوص سيداهمون بيوت القرية، يسرقون خزين القمح، يحلبون الأبقار؛ معاذ الله أن ينزوا على الأبكار، على أية حال سرى في جسدي الخدر فنمت؛ تلك عادتي التي لم تتغير...
ترتشف المرارة من فنجان قهوتها الثانى،
منفضة السجائر إمتلأت بأعقاب إحترقت وأحرقت إصبعها، تسبح فى سحب الدخان، وجدت نفسها متلبسة باابتسامة كادت أن تضل طريقها إلى شفتيها الأشبه بحبة الفراولة وقت النضج، زوارق الحياة غير مأمونة
العواقب، تعبث بها الرياح فى أزمنة الموج الهادر، أطل وجهه فى ذاكرتها، كان...
في كل مرة ، كانوا يستبدلون فيها غلافي الخارجي الذي لم يمنعني من التجسسِ على الكثير من الرؤوس، كنت أدرك ، ما أن يتوسدني رأس احدهم ،مقدارَ الهمّ الممتلئ به، وكم يحمل من الأحلام..
كنت أستغرب كثيرا من تلك التناقضات في لحظات صراع أفكارهم وأضحك لسذاجة أحلامهم البسيطة..
وكوني مُستخدَمة في فندق تكاد...
إستسلمت لنعاس خفيف وأستيقظت على صوت هاتفها الجوال ، رقم غريب لا تعرفه، لا ترد يعاود الاتصال، تفتح الهاتف، صوت هامس واثق غير مرتجف، يطلب منها أن لا تغلق الهاتف وتسمعه،
- قائلاً : أنت لا تعرفيننى لكنى أعرفك ، أستدعى خيالك كل يوم، أستجديه فى لحظات الضيق، يأتينى حاملاً معه دفئاً لا يقاوم، لا تسألينى...
تجلس إلى جوار ولديها على مائدة الطعام، قبيل المغرب، ترمق المقعد الفارغ، تناولتْ غداءها الذي خلا من الطعم أو الرائحة، نظرتْ إلى صورة زفافها على جدار صالة الاستقبال، ملأ الغم قلبها، هرولت إلى غرفة نومها، على عجل، تشعر بمرارة في حلقها، على الرغم من الفرحة التي غمرت قلبها قبل ساعات، رمقت الجسد الذي...
"إنك لن تظل منشغلاً بالعالم..فأنت جزء لا يُرى منه. والأحداث تصنعها مؤسسات لا تُرى بدورها، ولكن من عظمتها لا من تفاهتها مثلك.
وقال آخر داخل جسدي: المنشغل بالعالم كائن بلا هدف..
وقال العمق الأنثوي في ذكورتي المهددة: العظماء من انشغلوا بالعالم.
وكل تلك الكيانات الاعتبارية داخلي تصارعت لتثبت...
لم تمض بعد تلك السنوات الثلاثمائة؛ التسع الزائدة لن تأتي ربما لأن آلة الزمن مصابة بالعطب أو لعل الفأر الذي عبث بسد مأرب قد استهوته اللعبة فعاد مجددا يمارس هوايته في سرقة الأحلام الوردية.
قيل إنه سافح في أكثر من مدينة؛ خرج من " أبو غريب" يلقي بشواظ من لهب، عراة هزأ بهم هؤلاء الذبن جاءوا من وراء...
جمعني القدر به في قصة حب طويلة خلال سنوات الدراسة في كلية الطب، وخلالها تعرفت على لؤي، كان مثالا للطيبة والوضوح وأصبحنا شبه متماثلين بطريقة التفكير والتعامل.
وفي فترة الإقامة بالمستشفى، عرفني على والده الدكتور عامر أمهر جراحي الكلى في العراق، ولا أحد يضاهيه في عمليات زرع الكلى.
قد وعدني لؤي...
ويعود طيف من خلف الضباب، هرب من صورة علقتها على جدران قلبي، ضاق الإطار بوجهينا معاً.. فقفز منه في عرض الحب تتقاذفه أمواج الرغبات.. كمهاجرٍ غير شرعي لوجهةٍ غير شرعية على قاربٍ لا قائد له وسط تزاحم الأنفاس والأجساد والأفكار والألسنة، متقمصاً دور جملةٍ مفيدة في لغةٍ بلا حروفٍ أو قواعد، يلعب دور...
زارنى أبى فى الحلم، لم أفلح فى إخفاء قدح الحزن من فوق الطاولة، كنت قد تناولت منه رشفتين،
المرارة ما زالت عالقة فى الحلق،
مشتاق لوجه أبى الطيب وكلامه العذب وإبتسامته التى لا تفارقه ومسبحته الكهرمان،
معذرة يا نهراً من طيب العنبر لفوضى المكان،
لابد وأنك مررت بهذه الفوضى فى الخارج أثناء قدومك هنا،...
تأتيها هبة ساخنة من الشعر الأصهب فتلفح وجهها الضاغط على الرأس الحبيب خوفاً وهلعاً فيزيد رعبها وتطلب من ابنها أن يسرع.. فالصغيرة في حاجة ماسة وسريعة إلى طبيب…
ويصلان إلى وجهتهما فيتلقاهما الطبيب ببرود وملل، فالنوم مَلَكَ جسده، ولم يترك لإنسانيته أو واجبه شيئاً، فلم يلاحظ لهفتهما ولا انزعاجهما...
حسمت قراري الليلة، واقتنعت بصنعة المشيخةِ.. فقد مللت مهنتي وما أبدعت فيها. أكثر ما شدّني للأمر هو امتلاكي فنونِ الصنعةِ، مثل لعنة أبليس والتسبيح للرحمن، وإقامة أركان الدين، ثم شتيمة من لم يكن في الفئة التي أعلن انتمائي لزعاماتها.
أعرف أنني أملك تفرّدي، ووساعة الحيلة، التي أسّس لها التجوال...
عَصَفَت رياحُها المجنونة بقلبي .
فقَطَعْتُ الدروب الموحشة . و بعد طول عناء ، وصلت إلى غابة من الكروم و الزيتون و أشجار التفاح. دلّني أحد الجيران .كانت ( ريما ) مستلقية بكل بهائها في دروب الضيعة التي تتنفس مدينة بيروت من عطرها. حيث ترقد بذلك الوجه الحكيم ، و الجسد الذي طغت أنوثته .
تفيّأتُ معها...