قيل أن جدي كان يعشق جدتي عشقا غريبا ، لم يتعوده الرجال في تلك الأنحاء و لا ذلك الزمان ، و هم من يتزوج مثنى و ثلاث و رباع كما يشربون الماء، يبدلون النساء اكثر من نعالهم ،
منذ ان فاجأ اهل قريته و أتى بها عروسا على ظهر حماره من القرية في الجانب الآخر من النهر ، من قرية لم يسمعون بها اطلاقا ً، و هو...
ألقى صنارته فى النهر، بعد تأكده من وجود الطعم بها، جلس يتأمل النهر، فى هدوء تام وسكون، المخلاة جواره فارغة، فى إنتظار الصيد الوفير، من أسماك البورى والبلطى ومايجود به النهر، تحسبه للوهلة الأولى صياد ماهر، دون أن تدرك أنها المرة الأولى، التى أشار عليه بها أحد الأصدقاء، بعد فشله فى زحزحة الهم،...
كان علي البحث عن متبرع بأضراسه. ضرس واحد يكفي لهذه المهمة. لقد قالت ذلك فأومأتُ برأسي: حسناُ يا عزيزتي سأبحث لك عن متبرع بضرسه.
وهكذا ألزمت نفسي بشيء لا خبرة لي به. وكانت البداية عند صاحب كشك المعسل:
- ابنتي تخرجت من طب أسنان وتبحث عن متبرع بخلع ضرسه.
جحظت عينا الرجل وهو يحدق في عينيَّ بصمت...
موفورة الملاحة بوجنتين وشفتين وعينين نجلاوين مسالمتين ، تنضج كلها بالصحة الفياضة ،
فى أتيلية لبيع اللوحات الفنية توقفت طويلاً ، أمام لوحة " الشاردة " التى رفض الفنان بيعها ، لما تحمله من وجع فى شرايين الغياب،
يحمل الإنسان بداخله تناقضات ، قد تبلغ حد الجمع بين الأضداد ، كالغموض والوضوح ، النبالة...
رأسه الفارغة من الشعر، كثيرا مايسخر منها قائلا : أن لديه وفرة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع مشيرا إلى ذقنه كثيفة الشعر، غزارة هنا وقلة هناك
قاصدا رأسه،
كان مدهوشا حين وجد إسمه ضمن المحالين للمعاش، بينه وبين سن الإحالة للمعاش، عشرة أعوام، طالته مطرقة الخصخصة، مدهوشا كيف وقد أحدث تطورا فى الأرشيف...
نازعتني نفسي النوم مبكرا،تلك عادتي التي تلازمني منذ دبت قدمي على هذه الأرض،أحيانا تبرز لي في منامي خيالات وأهوال،أجساد بلا ملامح محددة،رجال بأجنحة،نساء مقطعة الأثداء،أطفال لهم لحى،بقرة تحمل عنزة،إنها صور عجيبة،جهدت أن أفهم منها شيئا.
هذه الليلة على أية حال أسلمت وجههي لله،أغلقت النوافذ،أوصدت...
البنت فوق أرجوحتها يتنازعها الشوق إلى اللهو تارة، و الخوف من استيقاظ كواكب بشكل مفاجئ تارة أخرى. لقد ودت لو يسدي لها النوم جميلا، بأن يرخي شباكه- و لو قليلا- على زوجة أبيها، ريثما تشبع رغبتها في التأرجح. تثبت عينيها على باب من أبواب الدار، و تدفع الحبال بحذر؛ فتعلو الأرجوحة، و تلامس السقف...
قال لي ذات يوم: لم تفلح في شيء إلا في هذه الحكايات؛ تخيط منها ثيابا للدراويش ، ترسم لوحة لعالم يقبع في خيالك؛ حذار ياولدي أن تمس عتبة مولانا السلطان؛ سيفه باتر وسجنه مغارة في جوف الجبل؛ حذار أن تخرج من الباب الذي يتحدث عنه الخرس؛ يومها لم أع ذلك؛ ومتى يأتي ذلك الطائر الذي يخوفني منه؟
وهل سيتكلم...
فتحت الشرفة، لتجديد هواء الغرفة، التى تقطنها فى يومها الأول، بعد أن فازت بمنحة ألمانيه، للدراسة بجامعاتها، كان يوما مرهقا، تسجيل وتقديم أوراق، بين دهشتها لما تراه من قبلات فى أروقة الجامعة، وملابس الفتيات المختصرة، وهى الشرقية المسجونة، خلف قيم وعادات وتقاليد، حافظت وستظل تحافظ عليها، حتى آخر...
كثيرًا ما أحببتُ لعبة الغُميضة، خاصةً عندما كنت أمارسها في بيتنا الكبير، مع إخوتي الذين كانوا يعرفون مخابئ حقيقيةٍ كنت أجهلها تمامًا، وكانت هذه المخابئ تتجدَّد في كلِّ مرةٍ، وتتغيَّر دون أن تنتهي، ودون حتى أن أتمكَّنَ من الإلمام بها.
كنت أقف ووجهي إلى الحائط بعد أن أكون قد أسندته إلى ساعدي...
بعيدا عن هوس التغريد الأزلي، يبوح الليل بأهزوجة التفرد، يتعامى الأنين فينكمش قرميد يستبيح عذرية الغباء والغلاء ودعاة الفضيلة عشاق اللحظة واللحى.
لا مجال هنا للسمو.. التقليد هو السائد المؤبد على عرش الفنارات التليدة، والقناعات المكبلة باساطين التلكوء وتعاويذ الله خاصتهم حيث يؤفكون..
يتحاشون أريكة...
تستيقظ بوهن أزرق مثل جرح متورم. تنظر في المرآة ولا تصدّق ما ترى. تستغرب تحولاً مفاجئاً في تقاسيم محياها.. لم تعهد في وجهها هذا الانحدار .. كرهت دائماً المنحدرين في كل مكان .. وهذا الصباح الماطر يعلوها رغماً عنها .. يزحف نحوها. إنها في الخمسين من عمرها، و حباً في الخريف لم تطمع في ربيع هذا العمر...
هناك فصول مجدبة لا تمطر وايضا امرأة لا تعرف الحب، فقط تعرف كيف تدمي القلوب الطيبة، غير آسفة على ماتسببه من ألم وتعاسة للآخرين،
وقع فى برائن حبها الكاذب، بهرته كلماتها الرقيقة التى تجيدها، بعد ان نسجت شباكها على مهل، لديها القدرة على التأثير فى محدثها ومحاصرته وتهيئته للتسليم بما تريد، حتى...
حين فتحت التلفاز وجدتها مضرجة في دمها؛ انتابتني الشكوك: هل هي؟
تعلن القناة النبأ العاجل!
في الزاوية أعلى الشاشة شريط أسود!
دارت بي الأرض؛ أمس كانت تكشف زيف المحتل، كما الغربان تطارد أفراخ الحمام؛ بل قل قمر أربعة عشر؛ في الحقيقة أجدها فارسة تصول في الميدان لا تمتلك غير لسانها والقلم الرصاص؛...
لم اعد اسمع للمرشد السياحي الذي يلف ويدور في قصر الحمراء ، ويحاول تجاهل الكثير من الفترات التاريخية المشرقة ، يركز فقط على الانكسارات والهزائم ، كأنه مصمم على ضربنا بقبضته الأندلسية ، حتى يتخلص من بقايا اعتزازنا .
حاول زوجي إقناعي أن المرشد لا يملك الثقافة التاريخية الكافية ، ويقفز قفزاً في...