سرد

🇸🇩 كانت نساء القرية التي كنتُ اعيش فيها يتحلقن بشغفٍ امام التلفاز الوحيد القابع على مقربة من دكان "حاج العطا" الذي غالباً يغط في نوم عميق مع شخيرٍ موسيقي بديع يشبه موسيقى الريف الإنجليزي القديم. لا يعبأ كثيراً بالتأريخ وتضاريس الجغرافية؛ خفيف الظل حديثه كهبوب النسمة الباردة في عز الهجير؛ لذلك...
فى مساحة واضحة كتب نعيه فى صفحة وفيات كبرى الصحف، ليقطع الرجعة على من يقولون : لم نقرأ النعي ! - معلنا موعد ومكان العزاء ، لم يهمل آية تفاصيل، بدء من السرادق الكبير المقام أمام منزله، مؤكدا على تقديم الشاي المحلى بالسكر والقهوة للمعازيم، لاذنب للناس، فى تجرع المرارة و الحزن، لأن مكابدة الحزن،...
كنت اراقب نقاط ضعف خصمتي وانا اتفرج على احدى نزالاتها على التلفاز، واحاول اصطياد نقاط ضعفها كي اتمكن من تثبيتها، وهو ما تفعله جميع المصارعات اللواتي يتطلعن نحو البطَولة. كانت خصمتي فيان من نوع مختلف، فهي قوية وسريعة الى ابعد حد بمكن تصوره، رفعت في نزالها الاخير خصمتها الى الأعلى والقت بها على...
أنا عبد الله الفرابي، العربي مسلم الديانة. مسقط رأسي قرية أَمْجادٍ من الأرض العالية المقدسة. تمددت في يومِ يَقَظةِ الضمير فوق تحفة أريكة خشبية مزخرفة بفنون الأرابيسك وَرَثْتُها عن أجدادي. حاصرتني سويعات أيامي في معقل غيبوبة غادرة. وجدتني حبيس مكان وزمان التمعن المرهق في انجازات الآخر...
البعد يورث في القلب جفاء وفي العقل مسارب للنسيان، اتسع الجرح وابتعد الأهل، إنه الزمن يفعل ما يحلو له، تاهت الحكايات في زحمة الحياة المغلفة بالأنين والوجع، جاءت النهاية مبكرا، لقد صارت الأشياء معكوسة، انفلت عقال النساء، شاخت ظهور الرجال، كأن القيامة على بعد خطوة، حاولت مرارا أن أكتب عن الأحلام...
أطفال حلوين أبرياء تكسو وجوههم السعادة واللطافة، في العقد الأول من العمر البهيج، ربما تجد في أوسطهم الأقل عمرًا قليلًا أو من يزيد قليلًا، كلما وجدوا متنفَّسًا من الوقت يضيق بهم ميدان الحارة الواسع باللعب واللهو والجري، فيحتويهم المكان بكلِّ سرور، يتنافسون ويمرحون، تُسمَع لهم أصوات الضجيج،...
دفع الهواء كرة بالونية حمراء باهتة نحو فجوة صغيرة بين صخرتين. توجعت الكرة وقالت: - أخيراً وجدت مكانا للمخاض..حيث لا بد أن تبدأ القصص العظيمة بالولادة لتحجب سؤال العلة الأولى القديم. بدأت الكرة تئن محاولة إخراج الهواء من داخلها، ثم صرخت وانفجرت لتقفز من جوفها كرتان حمراوان صغيرتان، ثم تبتعدان...
ما هذه القدرة على العلو والسمو، وذلك الإستعراض الرائع، لتلك الطيور السابحة فى الفضاء، لوحة من جمال نادر ورائع، حين هبطت الشمس، وهدأت حمأتها، وأعطت لونا أرجوانياً جميلاً، من خلال ندف السحاب، جلس يتأمل صفحة المياه، وهذا النخيل الفارع الطول، بجريده الأخضر، هنا وهناك، يتماوج في وقار، لا تقدر...
بعد أسابيع من قدومي من اليمن واستقراري في هذه الشقة بالقاهرة علمت بأن جارنا ناقد أدبي معروف وله إصدارات عديدة فتشوقت لزيارته والاستفادة منه في تطوير مهاراتي في كتابة القصص . طرقت بابه ففتح لي مستغربا فعرفته بنفسي فدعاني للدخول وبعد شرب الشاي أخبرته بهوايتي في كتابة القصص ورغبتي في تطوير قدراتي...
يربض في مغارة تحفها أشجار كثيفة، يخرج منتصف الليل عند الدقيقة العاشرة؛ يفتح كتابا أصفر بليت حواشيه؛ يمسك بسبع حصوات ويتمتم بكلمات غريبة؛ يلقي بها في النهر؛ يدفع الموج بسمكة لا رأس لها، عند الضفة الأخرى عنزة مشقوقة الأذن اليسرى؛ قطة خضراء أعلى النخلة العجوز؛ تأتيه السمكة التي بلا رأس فيمد يده في...
وجدتني، أخطو في دفقة ضوء الزقاق. ضوء لا يشي بزمنية ما. ضوء هو خليط من نور وظلام. امتزاج غير مسبوق. لا هو بالسحر ولا هو بغسق مساء. لا هو بشروق، ولا هو بغروب. في التباس الضوء والزمن أسير غارقاً بالظلال. لا أقصد سوى امتداد الزقاق. تحنو على قامتي جدرانه القديمة المتآكلة، بشبابيكها الخشبية المعتمة...
يتطلع من شباك القطار، تمنى لو كان نجم يسبح فى الفضاء، بعيدا عن الأرض التى لم يجد فيها من يطفئ سعير قلبه، إعتاد قطع الوقت بالقراءة، التى يحبها أثناء سفره الطويل بالقطار، ثلاثينى يعمل فى شركة إتصالات بالقاهرة، أنيق الملبس حلو الحديث، شغلت المقعد المواجه له، فتاة فى مثل عمره إلا قليلا، وجهها فى...
مرّت الأيّام يقطر في إثرها عمره ، يتألق في عينيهِ بريق الأمل ، يُطالِع شبحهُ حينَ يتراءى فوقَ ماءِ التّرعة ، يغرفُ غرفة بيدهِ يلَطمُ بها وجهه النّاحل عابثا، تمتزج قطراتها بدموعهِ المنسابة ، يُساورهُ شعور الكَمد ، لا يجد دون نيران صدره مَصرِفا ، حين يشخص بصره قبالة ذراري من حولهِ من أبناءِ عمومته...
كانت حسناء حقا ، ذات جسد متناسق طويل، واناقة ملفتة، يشدك حديثها الموزون لتستمع اليها، غنية على وجه ما، تنقلت مثل فراشة من بلد الى بلد، وهي تحمل جنسية اخرى مع جنسيتها. كانت هديل من عائلة رياضية، فوالدها هو بطل مصارعة حرة، وامها لاعبة كاراتيه قديمة ، وشقيقها من افذاذ الكيك بوكس. عرفتها متزنة في...
...لا.أدري كم هي كثافة الشوق..التي تجتاحني في هذا الصباح..وفي كل صباح.. في حنين جارف ..إلى أمي ..أعرف أنها الآن تستقبل الحياة ..بكل عزم ..ودون تهاون..هي إمرأة ..تفيض حبا ..وتزداد روعة في تلك البساطة..والعفوية..مليئة بحب الآخرين ..كأنها لم تكره الناس قط..كانت من شقائها ..الذي لا ينتهي تصنع لنا...
أعلى