سرد

يرى أن الإبتسامة أعظم روشتة لا يكتبها طبيب ولا تكلف شيئا، عملا بالمثل الصينى الذى يقول : إذا لم تستطع الإبتسام فلا تفتح متجرا، الإبتسامة رسول يشيع البهجة والدفء، بسببها إرتقى أعلى المناصب فى المؤسسة التى يعمل بها، شديد التفرد والخصوصية، نقى السريرة، لديه رصيد هائل من المعرفة والتجربة، أصبح...
يكتفي بقطعة جبن قديمة ونصف رغيف مقدد، لا يمد رجليه في الظل، تركته حين ضربه خريف العمر، هكذا الأشجار تموت واقفة، دمعت عيناه وابيضت من الحزن، يغلق عليه باب حجرته الطينية، الفقر معرة، والسؤال مذلة! مضت أيامه التى كانت ربيعا، تخيلوا كان يمتص ضرع البقرة صباحا ومساء، لقد صار وجهه أحمر، أمي كانت تقول...
خلاصة حوار استمر ثلاثة ساعات بيننا, استهلكنا خلاله عددًا يفوق الحصر من فناجين قهوة غامقة "على الريحة", جلسة طالت كثيرًا عن ذي قبل, لكنها مضت سريعًا أيضًا, آمنت بنهايتها أن الزمن يتوقف فعلًا بين الأحبّة,أن النفس تتوق دومًا لمن يوافقها الهوى, المزاج و المُزاح. جادلته وأنا ماهر بهذا, حاججته...
تفقد محرر الصفحة الاجتماعية بريده الإلكتروني كما يفعل كل صباح ليجد إحدى وثلاثين رسالة جديدة قد وصلته من قراء المجلة. لم يجد لديه الرغبة في العمل أو تبادل الأحاديث مع أي شخص موجود في الغرفة رغم الابتسامات التي يراها على وجوه زملائه وهم يتبادلون النوادر بينهم .. ردد مع نفسه: ما أحوجني إلى...
لم أجدْ فرحة تجتاح قلبي، إلا بعد أن مسكت بيدي ورقة عقد القران الأصولية من قاضي الأحوال المدنية، فقد أصبحت زوجته أمام القانون؛ لان القانون هو الذي يحكم هذا العالم الكبير داخل محكمة ضيقة جداَ. واكتملت سعادتي أكثر، بعد أن أنهى الشيخ ما حفظه من تراتيل الزواج الشرعية على سُنة الله ورسوله الكريم. وبعد...
مازلت اذكر كيف كانت امي تنصحني كل يوم وقد تشهد قوتي الجسدية وانا في مقتبل حياتي وتشدد علي بقولها : إياك والغرور، فانه كالثعبان الأعمى، يبدا بصاحبه فيقتله. كوني للضعيف عونا وياك ان تكوني للظالم سندا فيكون خصمك هو الله دون سواه. كنت مثل أية صبية، تجد في أمها الصالحة اعظم انسانة في الكون، فهي...
درجات قليلة أصعدها، بعد انحرافي عن الشارع، وأُصبح في محطة القطار بمدينتي. المكان الذي أحببته دائما، وظلَّ يجتذبني، ويُكسبني الشَّغَف بالوجوه: وجوه عابرة ومُنتظرة وقلقة، حميمة ومُتعَبة ونافرة. أقف أمام صف المقاعد الرخامية ذات المساند، مُستطلعا أفضل مكان لجلوسي. أبقى مُتحفِّزا لقطارٍ يُقبل وآخر...
لأجلي ، اشترى أبي تلفازاً لنا بصورةِ الأسودِ والأبيضِ ، لأتوقَّفَ عن ارتيادِ دورِ السينما ، إذ لمْ أتركْ فيلماً إلَّا وأحضرُه مراتٍ عديدةً . فرحْنا بالتلفازِ كثيراً أنا وأخوتي ، لكنَّني لمْ أحقِّق ماكان يرغبُهُ أبي منِّي ، فلم أقلِعْ عن عادتي في التّردُّد الدائمِ على السينمات . وكثيراً...
قبل ان يحل الغروب، تغيب امنا في جوف بيتنا القصب الرابض عند الطرف الشرقي لنهر قريتنا، وحين تخرج، يكون الغروب قد حل، ودخان المبخرة التي أعدتها قد تعالى عند الباب، تقريباً حيث الفسحة التي نجلس فيها على البسط المتقابلة حول الموقد الذي تعد عليه طعام العشاء.. أبونا، يخيم على وجهه وجوم فيبدو منكسراً،...
ركب سيدنا حمارته المباركة؛ كل ما مسه تحل عليه فيوضات الرحمن؛ إذ هو وليه صاحب السر الخفي، طاف ببلاد الله؛ يقابل الدراويش في موالد آل البيت، يسكنون البر في تناسق عجيب، سيدي عبدالرحيم القنائي، البدوي ومولانا الحسين والطاهرة أم هاشم وسيدنا الدسوقي، عقد من در تنتظم حباته، يطول به السير أياما وليالي...
ونحن صغار ، كنا نقرأ في كتبنا المدرسية ان الوطن هو الروح للجسد ، وبدون الروح لا يكون الجسد ولا الانسان , وكتب لنا المعلم على السبورة كلمة « الوطن » بحجم نافذة الصف ، وتركنا نفكر في التعبير عن الوطن الذي أخبرنا جاداً انه اكبر الكلمات حجماً واجملها لفظاً وانقاها دماً , وكتبنا في دفاترنا المدرسية...
صدمته تجربة الحب الاولى فى حياته، او كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، التى اعطاها الكثير من قلبه وعقله، واورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، إستقبله القراء بحفاوة بالغة، إنه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو أيضا الذى كاد يكسره، لولا ثقته فى الحياة انه مازال...
عيادة الطبيب النفسي مزدحمة بالمرضى، يجلس جوارها شاب أربعينى ، حلو المحيا أنيق الملبس ، تختفي عيناه خلف عدسات زجاجية ، إستشعرت نظراته الجوعى لها ، فى منتصف العقد الثالث ،تحتفظ بقوام جميل ، وجسد رشيق ، ومسحة من جمال هادئ ، ولأنها إعتادت قطع الوقت بالقراءة ، فقد وضعت الرواية و الحقيبة على المنضدة...
شهر المغفرة والرحمة، لقد تكدست المحلات ببضائع هذا الشهر ، تزينت الشوارع بالزينة، وتزينت المأذن بالمصابيح الملونة، وملئت رائحة الشهر الكريم شوارعنا ومنازلنا ونفوسنا. هناك في محل لبيع الذهب والمجوهرات، مجل مجهوهرات كبير، يديره رجل كبير السن يظهر عليه التواضه والخشوع وملازمة الاستغفار لفمه، والتعلق...
صوت المنبه يعلن السادسة صباحا، أستعد لبداية يوم جديد رائع بصحبتها ، نحن رفاق من ثلاثين عاما بالضبط، منذأحضرتنى في ذلك اليوم من أحد الباعة أثناء قيامها بالتسوق. كانت تتطلع بعينيها لكل ما في الفاترينة، تتأمل مشتملاتها قطعة قطعة. كنتُ منزويا وحيدا بين أطباق وأكواب ودوراق وآنية تلفت انتباه...
أعلى