سرد

إنقلبت دولته لحظة أن تدانت وإقتربت منه قائلة : لاتتردد وأكتب الرغبة الأولى طب القاهرة، مثلما فعلت، بجرأة لم يعهدها أخذت أوراقه عنوة، مدهوشا وكأنه فى حلم، مسلوب الإرادة لا يدرى كيف وافقها، تشده عيناها إلى سفر بعيد، أين وكيف لا يدرى؟ وجنتاها ورديتان يمكنهما إنضاج البيض، الإبتسامة لا تفارق...
الماضي لن يذهبَ بعيداً، كلما بَعُدَ نقتربُ منه أونقرّبُُه و نُمسك به لنحتفظَ بذاك الفرح الذي يوقظنا من غفلتنا، إنّه كالكينونة يبقى دوماً"تحتِ سطوةِ اليد" بحسب هايدغر،يُستتَر ويختفي، لكنْ ما ينوبُ عنه هو الإيماءُ أو الرمز أو جزءٌ من الذكرى التي كانت كاملةً،لكنّنا نجتزىء منها ما هو طريٌّ فيها...
يعمل منصور سائق أتوبيس، والده " الضانى" كان صاحب محل دراجات، لا يبيعها، إنما يؤجرها. يستأجرها الأولاد منه ليلعبوا بها فى الحوارى المجاورة لدكانه. جاء أبناء " الضانى" كلهم تخان، لكن منصور كان أكثرهم تخنا، حتى ضاقت المساحة المحددة له كسائق للأتوبيس، فحطم الإطار الألمونيومى ليستطيع الدخول...
قال صديقي علي عوض اشتاقك ليلا عندما تهدأ الحواس ويثار الشجن واحن لك فجرا عندما تزقزق العصافير وتقف المشاعر تعانق سماء عميقة الزرقة والليل شتاء. انتظرك صباحا وانا بكامل الوعي احتض ذلك البهاء. تنزلت عليه البركات علي والنفحات وهو يدعو: اللهم عليك بالمسافات فانها لاتعجزك. بهمس المشتاق يهمس بن عوض...
تتحاشى عينيه ؛تعرف أن الفضول سيقتله؛ كيف تحولتْ من قطة متنمرة إلى قطة وديعة ؛تجلس أمامه كحجر استقر بعد طول سقوط من شاهق ؛ لاك لقيمات في فيه؛ توقف فجأة ؛ أزاح الطعام من أمامه ؛أشعل لفافة تبغه ؛نفث دخانها بكثافة ؛ فكان أشبه بغيوم عجز كلاهما عن رؤية الآخر من خلفها ؛ مدت يدها بتثاقل لترفع الطعام وهي...
ولأن السيد(م) دائما يلتفت حواليه، كل نظرة من العابرين الذين يقابلهم في طريقه إنما هي تلصص عليه، يظن أن الجميع يشيرون إليه ومن ثم يعدون عليه خطواته،يحصون كلماته،ثيابه موضع انتقادهم،كلماته تثير سخرياتهم،لون حذائه الباهت ونعله المنكسر،الجميع لاهم لهم إلا السيد(م) وأحواله، هكذا ظن بنفسه الظنون...
ظلت في نظره شجرة ذات فروع شائكة و ساق زلقة، استعصى عليه تسلقها. و ظل هو في نظرها مجرد قرد شبق؛ فتعمدت إهمال زينتها، كلما غشي الدار التي خصصها لها دون زوجاته الثلاث، و تفننت في صده بحيلها المنفرة، و كلامها الخشن، و عبوسها و تأففها الدائمين في حضرته، و نشوزها الذي أفسد محاولاته اليائسة لوصل...
تناثرت على الأرض حبات البرتقال، ككرات التنس المتقافزة، بعد سقوط صاحبها تحت عجلات سيارة مسرعة، كسرت إشارة المرور وواصلت إندفاعها دون توقف، أحد المارة كان يحمل فى يده جريدة، أخرج من جيب معطفه قلم وسجل رقم السيارة، أوسع الجميع الطريق لسيارة الشرطة والإسعاف، الخمسينى الذى قتلته السيارة فى تدافعها...
تستقيم الساق حاملة نورتها الوحيدة التي تعلو متوجة بمراوحها الصفراء. تهتز قليلاً حين تعبرها ريح جافة من بين ثلمات الخيوط الشمسية. - لم أشاهد البحر الأبيض المتوسط من قبل، لكنني نقلت كل شيء إلى هنا. تقول وتضيف: لم يتبق لي إلا أسماكه. وتداعب زهرة الياسمين الوحيدة المتبقية في هذا الموسم.. - هل تحب...
1 وسط ضوضاء ولعب الأولاد الذى لا يهدأ، توقف عن قراءة الجريدة، طواها ووضعها فى جيب البالطو، بعد أن أغلق باب الشقة خلفه، - إختارته طاولة ركنية مهملة فى مقهى، علها تمسح عنه بعض ضوضاء وفوضى البيت، الذى مايلبث أن يعود اليه، بعد أن يفرغ من قراءة الجريدة . 2 حين كان يشغل منصب وكيل الوزارة، قبل إحالته...
طلع من بين التراىئب كما اشتهي.لعبة الحب والرغبة. واشتهائي للخصور النحيلة والخصل. في اعالي التلال اغرس مهجتي يشدني الصوت للأشياء اللامعة واغرق في المداعبات بتلات الزهور التي لم تتلقح انا لها اموت هناك.مغمض العينين اسير في اتجاه واحد.لا احب تشعب الطرق ولا الجلود الخشنة وانوم مع خدر الحكايات...
وصل أخيرا، نزل جاك عن السيارة قفزا وهرول لا يلوي على شيء نحو المرصد. حاول رئيس ناسا إدراكه -حتى تلاحقت أنفاسه- فلم يتمكن، عينا جاك تتقافزان لتسبقاه، فور وصوله قفز نحو التلسكوب، حدق به، فوجد الثقب يتنفس أبخرة على شكل هيجان من البلازما يلفظها بسرعة تقارب سرعة الضوء من على جوانبه وحوافه، يدور حول...
تعلقت أبصارهن بوجه النحيلة وهو يتفصد عرقا، رجفة خوف تسري في الأجساد ، ظهيرة هذا اليوم تحمل لهيبا لم تحمله ظهيرة يوم قبله، تتلاحق أنفاسها بحثا عن قطرة أكسجين لم يحرقها القيظ . فر أهل البلدة من ملابسهم إلى الترعة، أدرك الشيخ وحفنة من رجال تحيط به في المندرة أن السيدة لن تقوى على المخاض، هؤلاء...
من يشتري الترهات من بائع متجول كثير الحسرات، يحمل في جيبة رجوم لشياطين الانس من المزدلفة المليئة بالحجرات... هيا ضعوا رحلكم حولي فإن لي قصة تشبعكم ضحكا وبها الكثير من المنغصات .. اقسم لكم... أقسم لكم بأرباب دنيا العاهرات وأصنام العزة واللات، ألستم وما تعبدون بين أفخاذ تلك العاهرات نزعتم بطانة...
هذا الصباح عصيب، خوف ضمّني أميته في قلبي كاد أن يزعزع خطواتي، وأن يشي بهشاشتي، غير المتناسبة مع حجم مسؤولياتي... مسؤولياتي؟! أضحك بسخرية وأضبط نفسي ما أمكن فما أن اقتربتُ من باب مكتبي؛ حتى ارتديتُ ثياب الوقار، هرول أمامي لم يكن مجرد مدير مكتبي فقط، بل كاتم أسراري والوحيد الذي يحق له دخول مكتبي...
أعلى