سرد

تتراقص رموشها كقطعة من القماش الحرير .. نشرت على حبل الغسيل.. تتمتع الريح بشعرها الاسود.. تطل من عينيها العسليتين انوثة تطلق سهاماً عفوية.. اتسأل عن شفتيها النديتين.. ان كانت تنطق من خلالهما كلمات تسحرني كلما سمعت صوتها عبر كاميرة الحاسوب.. أحلم بها.. ربما عاشت لخمسة الآ ف عام.. او ربما...
كأنه يحتضن آلة كمان مصنوعة من خشب الصنوبر المعتق بطريقة جيدة، وكأنه ينتشي مع القوس المشدود الذي يلامس الأوتار المتوثبة فتصنع لوحة موسيقية تٌرُج الوجدان، وتلقي به في عالم سحري غائم. هذا ما يحدث له دائما حينما تمتد أنامله تحتضن العصى الخشبية للمقشة البدائية المصنوعة من ليف النخل الخشن، ويدخل غرف...
شلل نصفي أصابه جرّاء سقطات قوية، تجاهله لها في حينها بات سبباً قويّاً لمعاودة أوجاعه بشدة أكبر. تتساقط على إثرها الآن أجزاء نصفه السفلي قطعة، قطعة على التتابع بينما نصفه العلوي حافظ على صلابته التامة. قد يكفيه ذلك للعيش زمناً لا بأس به فهو لا زال قويّاً صامداً كشجرة الجنرال شيرمان أو هكذا كان...
مال العالم يدفعني إلى حافة الجنون، تلك الأحلام الغريبة والملعونة تملأ حالات نومي ويقظتي بذكريات تلتصق بي كحشرة القراض تنمو وتكبر داخلي كوحش كاسر، لتدفني في دوامة من الأفكار المضطربة مع هواجس فراق الشباب والحيوية والنضارة بعد ترهل جسدي وانطفاء روحي، وفوبيا البحث عن أفضل برامج الدايت، أمام سمانة...
ليلة ماطرة، كنت مرهقا نفسيا، خلتني سأغرق في شبر من دموع السماء التي شاركتني سوء طالعي... خرجت محتذيا وساوس الشيطان الذي ختل بين جنبات صدري يوسوس لي قائلا: إنها الخطيئة الكبرى لقد باعتك في سوق نخاسة الرجال، ابدلتك برجل عرفته مسبقا إنه يا صديقي كيد النساء... الصدمة التي احاطت بي جمدت جميع حواسِ...
اليوم حلقت لحيتي، وكذلك شاربي، صنفرت جلد الوجه، ارتديت قميصاً قصير الأكمام أصفراً مزركشاً بالورود الحمراء، وشورتاً قصيراً، حذاء اسبورت ملونا بالبرتقالي والأسود، اشتريته خصيصاً لهذا اليوم، طبعاً تسألني كيف صنفرت وجهي، حسنٌ.. ببساطة وضعت حلة بها ماء على النار ثم عندما غلى الماء قربت وجهي من...
كل عام يحدث هذا، تكاد الأشجار تتهاوى حيث تهب عاصفة شديدة؛ الآخرون سبقونا إلى العالم الذي تسكنه الأرواح، يبدو أنهم وجدوا سعادة هناك، تتجمع القطط والكلاب لتكمل تفاصيل لوحة مبهرة، أسكن جوار المقابر، أشعر بحركة داخلها كل ليلة؛ تدب حياة لا أستطيع تصورها؛ لم يأت أحد منها ليخبرني بما هناك؛ ألتمس طريقي...
ظلّ لسَنواتٍ احسبه؛ مغارة " علي بابا" ممتلئة بما يُسيل اللّعاب ، لم تكن كنوزه ذهبا ، بل شيء من مُغرٍياتِ الطُّفولةِ البريئة ، حبات الكرملة وقِطع الطّوفي وأقمَاع الجَلاّب ودقيق السُّكر المطحون ، سألت بإلحاحٍ عجائز دَربنا :" متى بُني هذا المعبد الرّصين؟" لم اظفر بإجابةٍ شافية ، تُعَاجِلني " رسمية...
كانت منجة وموزة من عائلة بطيخ، من مركزكفرشكرالقريب من مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، ولكن يعملان في إدارة معهد أزهري في مركز عاصمة المحافظة،وكانتا منتدبتين من مديرية الشباب والرياضة إلى المعهد الأزهري؛ لقربه من مكان سكنهما. حياتهما موزعة بين حجرتين، وصالة صغيرة بمطبخ، ودورة مياه مرعبة...
في صباح يوماً حزين، التحفت وجوه اهل القرية بالحزن والعبوس، والليل المتآمر يثرب تحت جناحيه خبراً مازال مبهماً للقاصي والداني. القرية يسودها الصمت، مات كبيرهم، كان أعدل رجال القرية، واكثرهم رزانة واعمرهم شيخوخة. لا أحد يعرف سبب موته المفاجئ . كان يتجول يوم أمس بعصاته الخيزران على تلة الترعة، وعند...
دخلت شارع جبل ناعسة المزدحم بالمقاهي، سارت بقامتها الجافة المشدودة. الرجال يجلسون على مقاعدهم؛ أكثرهم يرتدون الملابس البلدية، وتطل طواقيهم - فوق رؤوسهم – تطاردها، تجعلها تتعثر، تكاد تكبو على وجهها. بعض أقاربها وأصدقاء زوجها وأخوتها يرتادون هذه المقاهي، قد يقومون من أماكنهم ليسألوها عما تريد...
بكل تأكيد وسائل التواصل الاجتماعي أو مثلما اعتادوا على تسميتها بالسوشيال ميدا مجرمة، كل أحمق أو مضطرب نفسيا أو مشبع بايدولوجيات منحرفة يمكنه بسهولة الافصاح عن رأيه خلالها بوقاحة. الشوسيال ميديا قادرة على كشف عورات المجتمعات الهشة ثقافيا، كل فرد فيها قادر على ان يكشف عن نفسه بمنتهى السهولة...
كورت أطراف عباءتها قبل أن تهم بصعود الحافلة التي غطى هدير محركها على كل الأصوات .. وهي تخطو بين المقاعد .. فكرت بالجلوس قرب امرأة ترتدي زي المدينة لكن يد والدتها دفعتها للسير نحو المقاعد الخلفية لتجلس قرب نافذة مغبرة مليئة من الخارج ببراز الطيور .. جسد والدتها البدين أجبرها على التزحزح نحو...
كانت تبحث عن أوراق ملونة بألوان الأحمر، و الأزرق ، و الأسود ، والأبيض ، فقد قررت أن ترسم أشكال فنية من هذه الأوراق الملونة المتناثرة على أرضية حجرتها، جلست متكئة على جدار الحائط ، عيناها زائغتان لا يحملان أي دهشة أو حماس لعمل شئ . تعجبت واندهشت عن ماذا تبحث بالضبط لتشكل هذه الأوراق الملونة ؟...
أشعر بأن حلقي قد تشقق من كثرة الصراخ و النحيب و عينيَ التهبتا من كثرة البكاء و ذرف الدمع الغزير ، جلست القرفصاء مستندة بظهري على جدار شرفة مطبخي المطل على منور البناية التي اقطن بها ، اغلقت بابها الزجاجي و تركت من بالبيت و العالم كله خلفي كي أنفث أوجاعي و ما أشعر به من ألآلام نفسية في هذا المنور...
أعلى