تبقت في ذاكرتي حكاية لم تسرد بعد؛ الموتى يزورون القرية في ليالي العتمة، يتسللون من أكفانهم البيضاء، يأتون في ثياب جديدة، إن لهم نصائح لما يقدموها لمن خلفهم، يسري الليل وفي الشتاء حين تشتد الريح، تتوالى الطرقات على الأبواب، تموء القطط، نحن لا نضربها، إنها ترى العالم الآخر، ثمة أسرار لا نحيط بها،...
تسنطرت حياته عتقا مثل الآلة التي يستمع، فبعد أن راوده رجل التأريخ أنها تعود لأجداد عانقوا الأوتار كشريان مشنقة في أمل مستحيل، فكلكامش عزف في ملحمته صور مغامرته، سامر شكل سنطوره المفرغ بنياط عديدة ملئت بمواجع عشق يكابده كل من استمع الى ضرباته... برتم الخيانة
يخرج بسدارته المنقرضة تداولا التي...
الشفرة
دائما ضوء النهار يقهر عتمة الظلمة، ودائما تقهر وضمة الطاقة والنشاط ظلمة نفسه الداخلية التي توشك ان تسجنه داخل غرفته التي اختارها مكانا لمحبسه. في أيام النوبة تتلون الدنيا في عينيه، يصبح كل شيء حوله مبهج ومريح. يتحول الى كائن خرافي ممن كان يتابعهم زمان في مسلسلات التليفزيون كالرجل الأخضر...
نظر إلى صورته في المرآة طويلاً. ورغم احتراق أغلب لمبات النجفة التي تتوسط سقف الحجرة إلا أنه لم يفشل في ملاحظة اتساع مساحة البقعة فاتحة اللون علي ياقة سترته الداكنة. تحسس موضع البقعة بأنامله برفق دون أن يكون لديه أمل حقيقي أن تزول. دخلت للحجرة زوجته بخطوات وئيدة حاملةً رصةً من الملابس وضعتها برفق...
_1_
كانت حينما تريد الكتابة عن حقائق ملموسة، تهاب من نفاق نظرات ممن حولها، تجسد أفكارهم كلمة كلمة ما بين الواقع والخيال على صفحات العمر، منهم من كان واضحا بمصداقية الباطن و الظاهر معا، و منهم من يكون على الحياد رغم إدراكه للخطأ، من يتعامل بالتصحيح و من يكتفي بالذم أو المدح...
"الثقافة لا تمنع أحدا من أن يكون سافلا"*
أنهى الطلبة الامتحان الأول في ظروف عادية رغم ما يطبع الأستاذ من صرامة ودقة في التقويم . فهو يردد دائما في محاضراته بأنه يمنح النقط لمن يستحقها . ويحكون عنه بأنه منح ابن أخته نقطة متدنية جدا أدت إلى تكراره السنة . وبغض النظر عن تشدده في التقويم ، فقد...
لقد فات أوان كل شيء، هكذا همست شامه لنفسها ، وهي تعيد ترتيب حجرة نومها، وتفريغ كل الملابس الصيفية بالدولاب ( البلكار) الضخم المكون من ثلاث ضلف، الأولى والثانية لأغراضها، والثالثة بها أدوات المكياج والتجميل؛ حيث تعمل مندوبة لمنتجات شركة (My way ) الشهيرة، وقد دبت أبواب الشتاء تخترق جسدها بالسقعة،...
لا أستطيع وصف سحابة الكدر والقلق والانزعاج، بل والرهبة التي كانت تجثم على صدري أياما عدة، عندما كنت أجد نفسي مضطرا في يوم مقبل قريب على مراجعة دائرة حكومية، ولو لاستخراج أبسط الوثائق كشهادة ميلاد أو وفاة أو تجديد جواز سفر أو نحو ذلك.
ولست أبالغ إن زعمت أنه لا يغمض لي جفن طيلة الليلة التي تسبق...
الملكة :
هلمّ إليّ أيتها الوصيفات، فساعة زفافي تقترب، وبيني وبين لحظة العناق أيام كأنها دهر.
أطعمنني إكسير الحياة الذي يهب القوة والشباب، وأحطنني برعاية تليق بملكة مثلي.
إن لي غذائي الملكي الخاص على ما عرفتنّ من غبار الطلع، فهيّا لقمنني إياه في هذه الغرف السداسية الخاصة بنا نحن المليكات.. وأي...
يَحصلُ أن تُقامَ جلسةٌ أدبية موضوعها: العشق والحب؛ لكن أن تكونَ هذه الجلسةُ مدتها تسعمئةٍ وعشرة أيام؛ فهذه حالة خرجت بالزمن عن نطاقِ سيطرة الكون.
وهذا ما حصلَ في منتدى السيدة؛ أثناء جلوسنا عند كرسيها، نتلو آيات العشق، ونتباحث في قصائد الحب، ونتجاذب المعاني:
أيُّنا يصل إلى سمعها أولا؟
وأينا...
تسامع الناس بكراماته؛ يسكن جوار النيل عند شجرة النبق العتيقة جوار المقام المبارك، يفترش حصيرا ويلتحف السماء تعلوه قطعة من صوف الغنم، بجواره وعاء الماء، تسرح الشياة والأبقار ومن ثم تأتيه واحدة منها صباح مساء، يتعمم بخرقة خضراء، لاندري من أي بلد جاء، لحيته البيضاء وانحناءة ظهره جعلا منه كائنا من...
ضمَّ لفة الشواء الساخنة إلى صدره كما تضم إمرأةٌ عاقر رضيعاً باعتهُ لها قوادة. كادت عيناه المذعورتان أن تقفزا من وجهه وهو يسترق بهما النظر إلى وجه كل عابرٍ في الطريق. ورغم خشيته أن تثير خطواته المتسارعة انتباه المارة، إلا أنه لم يقوَ على الإبطاء. فرائحة الشواء المتسللة إلى أنفاسه اللاهثة من بين...
عادت سعاد من المدرسة، قالت لامها "لقد صعدت الى السماء اليوم يا امي"، سعاد طفلة في الصف. الرابع الابتدائي بالمدرسة الحكومية القريبة من المنزل، الوجه الخمري الصغير الجميل بدا شاحبا متعرقا، يونيفورم المدرسة عليه آثار الشقاوة والتهدل الواضح، انفلتت ابتسامة من الأم وهي تنصرف الى شواغلها من دون اهتمام...
مر الشيخ أمام " ميدان القناصل "،(1) تابع العمال وهم يقطعون الأشجار، ويبعدونها عن وسط الميدان، وتساءل – بينه وبين نفسه - ماذا سيصنعون في هذا المكان؟!
كان العمال يحفرون، ورجل يضع غطاءً لرأسه يشبه الخوذة، يشرف على عملهم. وعندما وصل الشيخ للجامع، بدا شاردا معظم الوقت يفكر فيما يفعلونه في...
"الشارع قال للحارة
إخييه...
ريحتِك طعمية وفول وبصارة
...
ستَّاتك بلدي ليل ونهار ع العَتَبة
رجالتك نكته وعجبة
ولا يعرفوا ذوق
...
الحارة ردت ردّ...
خلَّى الشارع ينسدّ"
صلاح جاهين
--------
بعد وفاة زوجي المفاجئة في مدينة 6اكتوبر(محافظة الجيزة)،عدت إلى منزل أمي الصغيرفي مدينة بني سويف ، بخطب جلل،...