سرد

السلم مظلم، لا يسرج لمبة السلم من الجيران سوانا، ذكرتِني كثيرا أن أشتري لمبة للسلم بدلا من التي تلفت، فلأصوب (فلاش ) الهاتف علي ( كالون ) الباب وأفتحه على ضوئه، الشقة على حالها منذ تركتها، الغسيل الذي جمعته من على منشر الغسيل كما هو على كنبة ( الأنتريه ) في الصالة، أوه ...ما هذه الرائحة...
شعاعا خفيفا ظهر فجأة من بين شقوق السقف،حين فتحت جدتى الرزونة العالية. أطلت الشمس ناشرة أشعتها الدافئة فى برد يناير،ونحن نجلس أسفلها نضحك وعمى الكبير يشير نحو النخلة العالية السامقة أمام باب الدار ويضحك وهو يحكى لنا عن طفولته البعيدة،وكيف كان يطلع العالية وتقف جدتى أسفل النخلة تتوسل إليه أن يهبط...
ها هو الشتاء , وما أدراك ما الشتاء, الشتاء قد أقبل , وجاء علينا بقضه وقضيضه , أره واقفاً, يطرق الأبواب, ويدق بطيلسانه الأبيض, وقد جاء معه الليل الطويل الجميل , ولا أخفيكم سراً.. أنا أعشق الشتاء منذ نعومة أظافري, وأحبُ الليل حين يجيء, حتى صرنا أنا والليل والشتاء أصدقاء,............. لكن...
لم أتخيل أني سأغوص في عمق ايام بحرِ المتلاطم، ولم أتصور نفسي ممسكا بطود نجاة مثقوب، ليس لأني لا أجيد التلاعب فيما بين يدي من حيل لكن لأني ومنذ الصغر كنت أعيش التسكع والطرقات الموحشة أبواب رزق، لم أستند يوما الى جدار لأشكو وحدتي وخوفي او اكتب عليه مفردات لعن او شتيمة، لكني بالتأكيد خربشت عليه...
إن مثلي يا علي يجب أن يُحبس فى قمقم مختوم. فاجأها صمت الحلم المتكرر الملعون، الذي يعصر بحياتها، ويحولها فى لحظات كثيرة إلى جبل حزن ناصع البياض، مثقوب بعينين خضراوين اللون، يلمع محجريهما ببريق لعنة ما تؤرق منامها وتجعل الأبرياء قتلة . لماذا أنت أيها الأب لطيف.. لماذا احتضنك حلمي الميت...
فرقعات مكتومة دوت في فضاء الحديقة الساكن شبه المظلم. طارت اذناب من اللهب الى السماء، تفتت الى خرزات ضوء حمراء صفراء زرقاء وارجوانية تزامنت وتزاملت في تشكيلات رسمت على قبة السماء الزرقاء لوحة لشجرة الكريسماس الخضراء المخروطية، وقد نقش شعرها المنفوش بالخرزات الضوئية ذات الألوان الزاهية. كما ظهرت...
– بيض وجبنه، مش قد كده بس على قد الحال! فرد قائلاً: مش شايفة الكاسيت والعصير وضحكتك، طب اقولك اللي أحلي من كل ده … الونس معاك، وإحنا هنعوز إيه غير الونس؟! في مشهد لطيف جداً من فيلم "فوتوكوبي" دار هذا الحوار بين محمود حميدة وشيرين رضا عندما كانت تعتذر عن بساطة المائدة التي أعدتها.. مشهد...
نمت مبكرا؛ وتلك عادة توارثتها عن أبي الذي يغلق باب البيت الكبير ومن أبطأ به السهر بعد صلاة العشاء نالته العصا بما يكره؛ وقد يبيت في العراء يلتحف السماء تتشممه كلاب الشوارع، على أية حال تملكتني هواجس منتصف الليل سيما والشتاء فصل تمرح فيه الجن الحمر وتتراقص بما يعجز بني آدم أن يفعلوه؛ حلمت بأنني...
حملتها و أنا في طريقي إليهم أهلت نفسي لاستقبالهم البارد الذي يلسعني في كل مرة أذهب فيها إليهم، حينها يتراءى لي الرجوع نجاة بنفسي من وقع الوجوم الذي يعلو وجه كل من يفتح لي الباب منهم، كأني زائر غريب لم يدخل بيتهم من قبل ، في كل مرة أرى عليهم هذا التعبير و أراني تلك الغريبة المتطفلة علي تجمعهم...
- إنني رجل حالم يا حبيبتي، رجل حالم ورومانسي. لماذا لا تصدقين ذلك؟ قال لخطيبته التي تصغره في السن بثلاثين عاماً على الأقل، والخواتم الذهبية تملأ أصابع يده التي يمسك بها سجاراً كوبياً يكاد يمضغه بأسنانه الصفراء. الفتاة العشرينية كانت تجلس على الأرض وتسند خدها الأيمن على فخذه. - عشت سنوات عجافٍ في...
لا يعرف متى وأين، فض لها من على قلبه أقفاله، ليست هذه هي محنته، وإنما إحساسه برعشة يده، في كل مرة، يقرر فيها رد الأقفال إلى موضعها، واسترداد قلبه المختطف. ليست أول امرأة، ولن تكون بالتأكيد آخرهن، فهو يبدّلهن كما يبدل رابطة عنقه، كان واثقًا من طبع قلبه المطيع، لا يعصي له أمرًا، لم يزعزع ثقته شكٌ،...
عندما مررت كعادتى من شارع الأباصيري الرئيسي فى منطقة بنى سويف الجديدة المعروف والمزدحم بأهم وأشهر محلات الأناقة ، والأزياء والأحذية على مستوى المدينة، دلفت منه إلى شارع ضيق أجتازه هروبًا من الإزدحام ، وتكدس السيارات للذهاب إلى عملي فى مديرية الكهرباء شاهدت ورقة كرتونية لافتة للنظر على دكان...
حكاية غريبة حدثت في أيام جدي؛ كثيرون تناقلوها، ربما أضاف البعض أحداثا لم توجد؛ أو أن الكذب هنا مبرر؛ فليالي الشتاء والصيف تحتاجان لهوا عجيبا؛ يختفي عم لبيب فترة ثم يظهر؛ تتعدد الأقاويل في تفسير كل هذا؛ يقولون: مجنون أو يؤاخي الجن الأحمر؛ أحد الذين يقرأون الصحف والتي يجدها أهل الحارة مكدسة عند...
تخبرها الأيام بأن ما تبقى من أحلامها يشبه تماماً الزنبقة التي شربت ماء الملح من عين الرجاء ومازالت على قيد الحياة ولكن بلا عطر، وجديلة الشعر التي زركشها الأبيض بخيوط الفجر تبتهل في صمت لأن تعاود نثرها على مجرى النسمات فتبدو وكأنها موج من ليل يتوق لمعانقة وجه القمر فترده أصابعها في خجل ... ومن...
في المدن التي تلفظ بقاياها وربما أوزراها... ستجدني. حيث تزكم الأنوف بروائح أصناف عديدة قد لا تحتملها... لن تفضل أن تجدني. على الطرقات السريعة التي لا تتوقف عن الركض... ربما ستحاول أن تجدني. أقول ربما! فما هي إلا تكهنات تعبث بإنسانيتي التي تتضاءل هويتها يوماً بعد يوم، فالواقع الشاحب يبدو مثل صفعة...
أعلى