على غير هدى، راح يدب خفيفا مهدما متعثر الخطوات، وهو فى طريقه الى شقيقته، التى تشكو تعب مزمن فى القلب، مترددا فى طرق الباب، متسائلا فى حيرة، هل يقدر على تخفيف وقع خبر مصرع زوجها،
فى حادث تصادم القطار المروع ؟
تعثرت الكلمات فى شفتيه، وتناثرت مثل قطع ممزقة، لايمكن الامساك بها، تكتنفه الحيرة...
أحبت ولم تكتمل قصة حبها؛ باءت بالفشل؛ فلم تكن قصة لها من الصدق ما يجعلها تجابه كل العراقيل فتجتازها وتمر إلى المرحلة الأهم وهي الزواج، لذا لم تأخذ منها وقتا لتجتاز آلام الفراق، لتنتقل إلى خطوة هي الفاصلة في حياة أية فتاة ألا وهي الزواج.
هنا قررت أن تنصاع لفكر الأم والأسرة وتقبل الزواج الصالوني...
إختلفنا في تسمية تلك الشجرة الضاربة بجذورها في أرض قريتنا الصغيرة القابعة في أعماق دلتا نيل مصر، منا من سماها "ذقن الباشا" و منا من سماها "اللبخة" أو"الشمامة"نسبةً إلى رائحتها الزكية التي كنا نلتمسها من زهرتها الشقراء ذات اللون الأصفر المائل للخُضرة بأهدابها الكثيفة. كانت شجرة ضخمة يتخطى عمرها...
ولدت غزة.. وولدت معها من جديد.. أجل ولدت برغم الموت الذي يغرز أنيابه فيها.. ونقلته معها من الفناء إلى الخلود..
صفعت عالمنا، عرته، جعلته يرى كم هو بائس حين يحتفي بإنسانيته فوق جثث الجوعى ويذرف دموعه على منصات عروض الأزياء، حين (يقتات) من الخوف في أعينٍ فزعى ويتمرغ على التراب في (جلسة تصوير)، حين...
الرباعية قالب شعرى يرجع إلى أصول فارسية، أشهرها رباعيات عمر الخيام، وقد انتقل هذا القالب إلى الشعر العربى الحديث وأصبح فنًّا من فنونه المحببة التى يُقبل عليها كثير من الشعراء الذين يرتبط شعرهم بالغناء أو محبة الحياة، أو حتى التفلسف أو التأمل فى أحوال الكون، لكن تلك الرباعيات دائمًا ما ترجعنا إلى...
كان صوتي هو الاعلى.
لم يكن بمقدوري ان احضر كل سكان المعمور، وأطالبهم بالوقوف على حافة خط واحد، وٱمرهم بالصراخ دفعة واحدة، فينقطع صدى صراخهم، ويظل صدى صوتي هو الوحيد المسموع. لكني استنتجت ذلك بشكل مختلف. اذ لا صوت استطاع ان ينتزعني من تركيزي. ولا شئ تمكن من سحبي خارج ما كنت ارغب في الخوض فيه...
عند مدخل مقهى الشّام، الكائن في ساحة (الجابري)، قرب الفندق (السّياحي)، التقيت صديقي (لقمان) صدفة، فدخلنا المقهى، وطلبنا قهوة (الإكسبريس)، وجلسنا بعد أن طلبنا من النّادل، إحضار الشّطرنج، وبدأنا اللعب، بقصد التّسلية.
كان عليَّ أن أمضي ساعة، ريثما يجهّز لي، بائع القطع الكهربائيٍة، فاتورتي.
على...
العصافير السابحة فى الفضاء
قصة قصيرة :
بقلم محمد محمود غدية / مصر
قرر السفر الى بلاد بعيدة، بعد ان ضاقت به سبل العيش،
اثر تخرجه من كلية التربية الرياضية، وهى واحدة من الكليات التى لاتعطي دروس للطلبه، حمل فى حقيبته معطف الجليد وآلامه، وابتدا الطريق التى عليه ان يقطعها،
يتبعه قدره كظله، وبعد...
تناثرت شائعة وراء أخرى أن رجلا بكفه الأيمن ستة أصابع، تتدلى من رقبته مسبحة، وجهه يتوقد جمرا، يعبر النهر قفزا، تجري وراءه الأسماك والعصافير تفر منه أسراب اليمام، ينام في جحر الديك، حين يأتي زمانه تكون النسوة في البلاد يتعاركن أيتهن تحتاز زوجا، ليست هذه كل صفته بل تبقى بعضا منها، ففي أنفه حبل...
أن تحيا حياة كاملة تحت القصف الدائم.. هذا أمر لا يستهان به.. لذا قرر النزوح من شمال قطاع غزة إلى الوسط.. فخرج هو وأمه وأبيه وأخوته الصغار حاملين كل ما يمكن حمله تاركين خلفهم حياة كاملة بكل ما فيها من ذكريات وأفراح وأحزان وأمال واحلام بمستقبل قريب وبعيد.. أن تحيا حياة كاملة تحت القصف.. ربما كان...
"أيوا الملك والوزير، مِش مصدّق؟"
لا يعنيني أن أُصدّق أو لا أُصدّق، إنما ليس بي طاقة لسماع حكاية معجونة من أزمنة بعيدة، على لسان رجل لا أعرفه، وبالصدفة وحدها يتقدّمني في الطابور.
لا يزال مُلتفتا تجاهي. أطوف بتفاصيل وجهه الأسمر المسحوب، وعلى الفور أربط ملامحه الطيبة بملامح عبدالوارث عَسَر...
فتحت دولابي لأرتدي أي شيء، لأنني سأخرج الآن.
عادة أنتقي الملابس ببساطة وبذوق لحظي ثم أرتديها فورا. لا توجد لدي أشياء جاهزة أو أطقم محددة قمت بترتيب ارتدائها معا..
فالكوفية الخضراء على تيشيرت كحلي مع بنطلون جينز أزرق ثم جاكت بيج، يستوي لدي مع ذات الكوفية الخضراء مع تيشيرت أزرق وبنطلون أسود...
قال عباس بأن أسعار الأغنام هذا العام ارتفعت بشكل مُهول، فعلى من سترضى السماء؟ على الكسابة والسماسرة والعين التي لا تنام، ام على من يذهب كل يوم إلى السوق ويعود خائبا مثله.. رغم أن في جيبه ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم فإنها أصبحت لا تساوي خروفا في حجم جرو صغير.. لابد أن السوق أصابها مسٌّ من البنك...
كانت حكاية البطل الشعبي «انتيف انتيفان» قد شاعت بين الناس، حين تمكّن بفضل عقله الكبير وسرعة بديهته، من إنقاذ نفسه وأشقّائه من جنيّات أردن التهامهم واحداً تلو الآخر. لكن الحكاية لا تذكر شيئاً عن المكان الذي عاش فيه «انتيف انتيفان»، ولا مسرح الحادثة الغريبة، ولا حتى أسماء أشقّائه أو اسم أمه وأبيه،...
نهض زوجي من نومه في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، أحسست به، على الرغم من انه حاول الا يثير جلبة، لا يدري أنني أتابعه، كان قد أرتدى بيجامته القطنية، ثم خرج الى الصالة ، لم يلحظني، دخل الى المطبخ ، شرب قدحا من الماء، ثم خرج من باب الشقة، لم يغلقه خلفه كعادته، تابعته وهو ينزل السلم الى الطابق...