سرد

كان يغط في النوم عندما هزته زوجته: - يا شيخ عبد الصمد أصحابك بالباب. استيقظ كمن أصابه مس: - خير! ماذا يريدون في هذا الوقت؟ عدل من شرواله وقميصه الفضفاض، وخرج ليرى ما الأمر. شاهد بالباب أكثر من عشرة من أصحابه، وعلى رأسهم الشيخ عبد الودود، ومعهم أدوات الطرب والغناء. سأل عن سر هذا التجمع...
بلغ عدد عناصر دورة الأغرار، التي أنا منها إلى ما يقارب الأربعمائة فرد، وكنّا بعد حصة، درس الرّياضة، الذي ننفذه، ونحن بكامل بذلاتنا العسكريّة،وأبواطنا السّوداء الضّخمة، ولكن.. كان مسموح لنا، والحقّ يقال،أن لا نضع على رؤوسنا الحليقة (السّيدارة)، التي يغطس كامل الرأس بها.. كنّا نهرع لإستلام الفطور،...
حزَّمت سعاد أمتعتها وهي تهيئ نفسها للسفر إلى سجن ريمون، وهذه أوَّل زيارة له منها منذ أن سجن زوجها نبيل الدبَّاغ قبل ستة أشهر، لم تألُ فيها جهداً من محاولة زيارته فيها، إلَّا أنَّ جهودها وجهود أقربائها لم تكن مثمرة إزاء تعنُّت حكومة الاحتلال في إصدار تصريح الزيارة لها، حتى أتى يوم الاثنين الماضي...
إلى هند.. ماتت عصفورتي البارحة.. فارتدت دموعي إلى الداخل، شعرت بطعمها في حنجرتي ومددت يدي أتحسسها.. ريشةً بعد ريشة وذكرىً تلو الأخرى.. انفجرت في صدري غزةٌ جديدة ولم أعرف كيف أحزن.. سلبنا البشر كل ما نملك.. أخذوا منا مشاعرنا وتركوا لنا بعض الكلمات الجوفاء.. بعض الخطابات والقصائد والأغنيات التي...
تتابع البنت الزينة الحارة من شرفتها. الأنوار تشع في كل ركن فيها. فوانيس مدلاة من الشرفات والنوافذ في وسط الحارة، ورايات من الورق والقماش صنعها الأطفال إحتفالا بقدوم المولد النبوي الشريف، وتمثالا معلق أمام بيت توحيدة، صنعه ولدها سيد. حشا بدلة من بدله العسكرية بملابس قديمة وبالقش، وألبسه خوذة...
استيقظ حمّو متأخرا.. قضى النهار بالكامل في البحث عن الماء، وجَلْبه إلى البيت.. الآبار جفت، وكأن جهة ما تُسخّر قوى خفية لسحب الماء من تحت الأرض.. المطر الذي شاهده في مباراة لكرة القدم بمناسبة كأس أمم أروربا، لم يتركه ينام.. في كل مرة يتقلّب في الفراش، ويسأل نفسه: ـ كيف تهطل الأمطار بغزارة في بلد...
حمل إلي التاريخ المدون على ورقة الروزنامة المعلقة على جدار غرفتي طيف ذكرى خلت منذ خمسة عشر عاما، داهمتني وخزة خفيفة في الصدر، مررت يدي على صدري وتمتمت ببضع كلمات شعرت براحة بعدها، مر اليوم حاملا بين طياته رائحة خلاف سينشب بيني وبين زوجي كما اعتدنا في مثل هذا اليوم من كل عام، نحتفل بعيد زواجنا...
محمداوي رجل جزائري مجفف بالوحدة، مشدود للحلم، لم يلتقيها صدفة، ولم يكن على موعد معها، استأنف حديثه: محمداوي قَدِمَ إلى القاهرة بدعوة من مهرجان كبير نال فيهِ المركز الأول في الرواية ليمثل بها بلده، أما صابرين ابنة اليمن، فكانت شاعرة يشار لها بالقلب قبل البنان وبهذا استحقت أن تكون الأولى واستطرد...
لم أكن أراها على باب بيتها إلا لتصرخ فينا كى نكف عن الجلوس على سلمها ، كان بيتها أشبه بالقلعة المنيعة ، لم أدخله أبدا إلا بعدما كبرت و تزوجت، ولم يكن ذلك في عهدها ، ولكن في عهد الساكن الجديد ، تعودت ألا أرى نوافذه مفتحة ، مساحته كبيرة جدا ، واجهته قبالة بيتنا و تمتد مساحته بعرض أربع بيوت...
في الصّفّ الرّابع الابتدائي، شدّد علينا أستاذنا، (المعرّاوي) الخناق، بحجّة أن مستوانا التّعليمي هابط، فأخذ يحاسبنا، ويعاقبنا، ويضربنا، ضرباً مبرحاً، على تقصيرنا، لعدم حفظنا لدروسنا، أو لإهمالنا كتابة وظائفنا، الكثيرة، التي لا ترحم. وخطرت له.. فكرة أن يراقبنا، خارج المدرسة.. فكلّف ثلاثة، من...
.. فعلًا هما الرجلان مع أل التعريف، وليس.. رجلين نكرتين.. بدونها. فقد ملآ مكانهما في كل مكان حلّا فيه، وبدوا كأنهما نجمان نزلا من سمائهما المنيرة العالية ليتخذا من مقعدين مميزين مجلسًا لهما. وكنّا نأتي اليهما نحن الاصدقاء في الثمانينيات، فيرحبان بنا، ويفيض كلٌّ منهما بما لديه من محبة للوطن،...
شق سكون النهار طلق ناري، على آثره ارتدى النهار حلل رمادية مشنوقة، ومؤذنة بالغروب المعتم، حين اختلف الشقيقان على الميراث، وقتل احدهم الآخر، اننا امام الموت ذلك الوحش، سارق احلامنا وافراحنا واحبابنا، يمنحنا العذاب، ودوامات من الحزن والآسى لا تنتهي، خسارة فادحة حين غيب الموت الأب الذى كان بمثابة...
شيخ وخط الشيب رأسه، واشتعل حافظة وذكريات، هضيم تكاد تجاعيد وجهه تقول إنه تجاوز الثمانين. لحية قصيرة يتأنق في شكلها، وكأنها مرسومة على وجهه، يختبئ بعباءته المقصبة ويتكئ على وسادته كلما وهنت قواه. على رف من خزانته تتكدس عشرات الكراسات، هي بمجموعها مختارات الحاج أو مؤلفاته، فإذا تطرقنا إلى موضوع...
وأصل الى سقف السماء أفتح كوة وأسأل الله: هل رأيت ابني؟ أنا أبحث عنه. ولد صغير يبلغ من القهر عتياً، ولكن حلمه صغير؛ فقط لعبة يحضنها عند نومه. له من شيب الخوف الكثير، إلا يدي تخفف عنه الوطأة. آخر مرة رأيته فيها كان يلاحق الاسماك الصغيرة تحت زرقة البحر. كان يعدها ويتردد في الرقم التالي ويفرح عند...
«67...» قصة قصيرة للكاتب عمرو صلاح الغندقلي الخميس، 08 فبراير 2024 - 04:15 م الكاتب عمرو صلاح الغندقلي الكاتب عمرو صلاح الغندقلي صفوت ناصف بلغت من العمر ٦٧ عاما واخترت أن أعيش وحيداً ، لم أعرف أن الحياة طريق ، وأن الطريق يحتاج فى أغلب الأحيان إلى رفيق ، وأن الرفيق فى ذلك الوقت نادر تماماً مثل...
أعلى