كانت حكاية البطل الشعبي «انتيف انتيفان» قد شاعت بين الناس، حين تمكّن بفضل عقله الكبير وسرعة بديهته، من إنقاذ نفسه وأشقّائه من جنيّات أردن التهامهم واحداً تلو الآخر. لكن الحكاية لا تذكر شيئاً عن المكان الذي عاش فيه «انتيف انتيفان»، ولا مسرح الحادثة الغريبة، ولا حتى أسماء أشقّائه أو اسم أمه وأبيه،...
نهض زوجي من نومه في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، أحسست به، على الرغم من انه حاول الا يثير جلبة، لا يدري أنني أتابعه، كان قد أرتدى بيجامته القطنية، ثم خرج الى الصالة ، لم يلحظني، دخل الى المطبخ ، شرب قدحا من الماء، ثم خرج من باب الشقة، لم يغلقه خلفه كعادته، تابعته وهو ينزل السلم الى الطابق...
إنها السماء تمطر كالعادة ولكن في هذه البلاد لا تمطر ماء بل تقذف ثلوجاً، تظنُّ وكأنها اللعنات اختارت تلك البقعة بعناية. عجوزٌ بغيضة تمعنني بنظراتها الشريرة، هنا الهدوء في كل شيء حتى في الكراهية، طفلة تداعب كلبها وأنا أخشى الكلاب والشرطة، بضع أفارقة يتونسون هناك يعتقد الجميع أنهم رجال مخدرات...
جمع عبد السلام أغراضه وخرج. فالحمام عندما يقترب وقت صلاة الجمعة، يكون شبه خال من الناس.. اقتنى تذكرة من الشباك، ودخل إلى الجلسة*. نزع ملابسه، وجمعها في الحقيبة، ثم قدمها رفقة التذكرة للشخص المكلف بمراقبة الحمام، فناوله دلوين.
اجتاز القُبّة الباردة، وتوقف في الثانية المعتدلة. فتح انبوبين، وملأ...
وكما في بستان الكرز لتشيخوف ، وقفت في وسط بيتي لانظر بين الزاويه ، و الزاويه ، الحائط و الحائط ، النافذة و النافذه ، و كل ما تعلق على الحوائط ، و كل ما استقر على الارض من قطع مفروشة او من ادوات زينه ، حان وقت الاختيار من كل هذه الاكوام ، و التراكمات الزمنيه ، من سوف ينتقل معي الى مسكني الجديد ،...
مدّدت يدي إلى مقبض الباب الذي هرأه الصدأ. حال أن أمسكت به، ترك خطوطه البنية على باطن كفي، ورؤوس أصابعي.
دفعت الباب إلى الداخل، انفتح شيئًا فشيئًا؛ فاهتز المكنون من ثقل الصرير. ما أن ولجت الجوف، حتى داهمني السواد على الفور، فلم أر في هذه الأرض، عدا الضوء الخافت المنبعث من مكان ما هناك بعيدًا...
يشعر في أحايين كثيرة بثقل في الصدر، وغمامة على القلب إذا حزبه أمر، فانشغل به انعكس ذلك على محياه، زائغ العينين، شارد اللب، لايكاد ينتبه إلى من حوله، ولا يفقه حديثهم وإن بدا معهم بجسده، ولكنه غائب بحواسه، تقلبه الهموم على نار المسئولية، ويؤرقه طوق الأمانة الذي تحمله برضى منه، مع توخي الحذر من أن...
عدت- مثل ذلك الغريب الذي تناثرت أشلاؤه في بلاد الله، يشعل من القهر ذاته، علمته أمه أن يمسك بمفتاح بيته، يعطره كل آونة بوهج شريانه النازف، عنده ألف سبب للعودة، أجاب نداء الأرض- لكنني لست - كما قلت لكم- مثله.
أعاني من داء العته، تختلط لدي الأسماء بالمسميات، بل أضع للنساء أسماء الرجال، حتى خلتهم...
هذا المساء أكملت أربعًا وعشرين عامًا، مضت سنتان وعدة شهور على فراقنا، من يومها لم أستطع الإبقاء على روحي وجسدي معًا، لأنني معكِ فقط، أتماثل في الحب والهوى!
تخرجتُ من الجامعة، تأخرت في دراستي بسبب الظروف التي تعرفينها، وهي ذاتها التي رفضوني أهلكِ بسببها، كل شيء في حفل التخرج جميل ومرتب، لم...
يا له من ألم، ويالها من خيبات... لم يتعلم من ميتاته السالفة... فيغير طريقه.. ويستبدل مركباته التي تقله الى الموت المتكرر...
مات كثيرا..
لفظت ذكراه الانفاس مع كل سفرة...
حين غادر اول مرة كان يرتدي ربطة العنق الزرقاء مع بدلته باللون الكحلي.. استدبر وجوهنا حتى لايرى دموعنا ولا يصدع رأسه عويلنا...
وأخيرا تلقى الخبر الصادم ... مطلوب منه على عجل المثول أمام لجنة التقصي والتحقق مما انتشر في وسائل الإعلام عن سرقات وانتحالات بالجملة في أطروحته التي نال بها منصبا جامعيا. لم يكن يتوقع يوما أن أمره سينكشف....من اللعين الذي سرب أطروحته، فهي مرقونة ومنسية في الرفوف؟ هو لا يعلم، لكن لا شك أن الأخبار...
فيما مضى، كان للباكالوريا عسلها الخالص، كان لها خوفها اللّذيذ الذي لا يشبههُ أيّ خوف آخر، خوف يماثل ذاك الذي يُصاحب الختان ! ألمٌ عذب يبشّر بالرّجولة ! كانت الباكالوريا تجعلنا نلجُ ساحة الكبار!! وكانت لها غبطة لا نظير لها، ومشاعر فريدة لا تُوصف.
عشية الباكالوريا، يطول اللّيل، بل يصير أطول كما لو...
أنا واحد من الذين يجدون متعاً كثيرة في قراءة مقدمات بعض الكتب المحققة، وأستمتعُ بإتيان المحققين على ما اكتشفوا، وصادفتهم من مفارقات مستعصية، ونوادر وتفاصيل، كبُرت أم صغرت، بل وتكاد المقدمات تلك أن تحملني معهم الى المتون والمضامين قبل تورّقها وتصفحها، وأجدني مصلوباً على خشبات الساهرين، محترقاً...
كلمات متسكعة على سطور غير مستقيمة، تشبه سواد الكحل فى العيون، تساقطت سنوات عمرها مثل أوراق خريف ذابل، ذاكرتها هرمة موبوءة بالصدأ تارة، ومثقوبة بأضغاث أحلام تارة أخرى،
الحزن يتمدد كشجر اللبلاب، تنتحب فى صمت دموعها تستعصى على النزول، تعتصرها الوحدة كل ليلة إنتظارا لغائب لايعود، صرير الأبواب...