قالت أمّي هذا الشهر ستذهب معي لاستلام المونة الشهرية من مستودعات الوكالة تقصد وكالة الغوث بالطبع، وهذه مناسبة ثقيلة على نفسي، لطالما تهربت منها، وكنت أنا الذي اقترح على أمي أن توكّل بها أبا سليمان مقابل مبلغ شهري أو "شهرية كما حسب تعبير أمي، وحيث أن أبا سليمان قد توفي، كان لا بد لي من الذهاب...
كنت: أنا وجَدِّي، دائماً ما يتركنا أهل القرية وراءهم، فكنا آخر من يغادر حقله، ويتوجّه إلى بيته: الناس تقول عن جدي أن "حركتُه تقيلة": ولكنه يضحك منهم ساخراً، ويهمس في أذني قائلاً: إنهم لا يحبون الأرض، بما فيه الكفاية، فكنت أنا أحتفظ برأيي، لأني لو أخبرته به، لمنعني من الذهاب معه إلى الحقل، رغم...
حدجته بنظرة و قد حملق في النهدين البارزين عمدا ، لما أن انحنت النادلة التي لطخت وجهها بعناية ، واضعة المشروب و ورق الحساب على الطاولة المنخفضة جدا لأجل ذاك.
و كان موعدهما بعد أن التقاها في مكتب الضمان الاجتماعي ذات حزن يعلو هامته ، لما أن قطبت ثم نظرت متفحصة وثائق التعويض :
رحمها الله
مفتعلة...
يمسكُ قبضتَها الصغيرة ،صفراءَ كالوردِ من الخارجِ وحمراءَ من الحنَّاء في الداخل ، يمارسُ اللعبَ معها لتضحك ، عندما يَرى بريقَ أسنانِها وهي تلمعُ كالوميض في ليلةِ شتاءٍ يبدأُ بسحبِ أصابعِها العشرِ واحدةً واحدةً ليفرقعَها وهو يحكي لها مع كلِّ إصبعٍ حكايةً قصيرةً فتضحك وتطلب المزيد ، انتهى من...
واصل إبراهيم رصده لهذه الظاهرة الجديدة التي بدأت تنتشر بين طلابه في الأيام والأسابيع الأخيرة، وعدّها ظاهرة مَرَضية تستحق المتابعة والدراسة، فقد صار عدد الغائبين يزداد يوما بعد يوم دون علة ظاهرة، وإنهم ليتذرعون بأعذار واهية مختلقة .
أما من حضر من الطلاب فإن غالبيتهم صارت تدمن فرك عيونها الذابلة،...
يا لها من ثلة سوف تقوم بتحوير طرق المفردات الى قصص وروايات، مذ دق أسفين اللسان بين فكين على حساب لسان موت ساقت الاقدار الحكاؤون في قرطاس اصفر فنا يضم النوايا التي لا يمكن الجهر بها حتى لا تثير البلبلة او الجلبة، فالنزاع بين ألسنة الموت محتدم، فَرَاق لهم مثل أي مجموعة طبية او ثقافية او علمية او...
يمشي وئيد الخطو، يمشي وحيدا في غابة كثيفة الأشجار ملتفة السيقان يمشي والأمطار تتساقط غير عابئة بجوعه الذي يمزق أمعاءه؛ أمعاءه التي تصدر بفعل الفراغ نغمات حزينة، يمشي وفي عينيه حلم طعام، وتحت مخالبه تنام رغبات دم. ذئب وحيد في غابة مرعبة، أشجارها مثل أشباح، في ليل بارد يزيد الظلمة اشتدادا، يبحث...
اليوم الاول : الثالث من نيسان من العام 2002
في مساء ذلك اليوم، هربت الشمس إلى مؤاها قبل ميعادها... السماء تمطر دمعا. الغيوم لبست سوادها القاتم... الأشجار إنحنت حزنا ... كل القلوب إنقبضت وتقلصت من هول من تنتظر..
إلا هُــــــم ... كانوا يكبرون بصوت موحد وكأنه العيد .. يطوفون في الازقة والشوارع...
لماذا تقذف السماء تلك الحمم من اللهب؟
انتابته حالة من الرعب حين شاهد هذه الأرواح تصعد إلى أعلى،آلمه أن الإنسان الذي في داخله قد تحجر،هكذا جاءته الأوامر،تبا لكل قاتل أيا كان جنسه أو دينه!
أخذته رجفة جراء ما فعل،ألأجل ذلك القابع في تلك البناية العتيقة يفعل هذا؟
لقد تعاقد مع إبليس،كفى هذا المعجون...
جثا حتى قارب قامة الطفل الذي مد له برسالة فأخذها وفض مظروفها ليجدها رسالة حب:
سأل الطفلَ:
- من أعطاكها؟
- أختي..
- آه..اختك.. اشكرها أذاً..
- إنها تنظر لنا من أعلى..
رفع راسه وأرسل لها قبلة في الهواء، ثم مضى وهو يضحك..
وفي المساء شعر بالذنب. فعليه أن يرد على الرسالة برسالة أيضاً..إنها فتاة...
كان المكتب مزدحماً بما فيه،صعبة هي البدايات،تلامست أطراف المكاتب واستدارت مع استدارة الجدران، وبقي ذلك الفضاء الصغير الذي يسمح فقط بالدخول من الباب، كان زياد مطرقاً، متّكئاً بمرفقه على سطح المكتب، وساعِدُهُ مرفوع وقلمه بين أصابعه كأنه صورة تجمّدت في لقطة، ولكنه نبس أخيراً موجها خطابه للزّجال...
وكنا بعمر الفراشات
نحلم بالعشب
نأتى المروج عرايا ..
بأسماء امهاتنا ..
وكانت لاحلامنا رائحه
وبيتا من الورد والاقحوان
وأرجوحة زينت بالنهارات
عشبا طريا
وياسمينة كالصباح الجديد
نمرغ ارواحنا فى نداها
ونكتب فوق المياه حكايتنا للمساء
ونرسم بعض النقوش
( وكنا نمسرح جزءا من الارض فى حينا )
ونصنع للعابرين...
بعد أن قضى شهراً داخل أحد المستشفيات الخاصة بأمريكا للعلاج من مرضه الذى هاجمه فجأة، وكانت تكلفة اليوم الواحد ما يقارب الأربعة آلاف جنيه، عاد فى صندوق خشبى إلى أرض الوطن الكلب «تيتو».. ولشدة ارتباط صاحبه «....» به قرر أن يودعه وداعاً يليق به ويدفنه فى مقابر مدينة أكتوبر.
ترفع عينيك من فوق الجريدة...