سرد

🔺 ... كان زمهريرا جافا لمناخ اكتوبر الخنثوي ، وضوضاء المقهى تختلط بضوضاء ميدان التحرير ؛ يضربون الطابة بعنف ؛ الدومينا بعنف أقوى ، يجترون دخان الشيشة بعنف أكبر..والصبي (في الثلاثين) يصيح بصوت أهوج..هنا حيث لا نعرف إن كان كل هذا الصخب حياة فاضحة أم تمردا على موت فاجع...وأم كلثوم تغني بمواويل...
7 الوصول استقبلتني ساحة المرجة في دمشق بضجيج باعتها ،وبحركة ناسها الحيوية وبساطتهم وبياض بشرة نسائها وكلمة تتردد كثيرا على شفاه باعتها (امعوضين عمي) في هذه المدينة كل شئ متوفر وباسعار متواضعه، اثار انتباهي قطعة كبيرة خطت بشكل انيق (فندق القاهرة الكبير) صعدت السلم لتواجهني قطعة اخرى (السعر 6...
الى ضحايا هولوكست ما بعد الثورة. تلعب الشمس بأعصابه كما لو أنها أفاع تتلوى داخل قبو من لحم ودم.. صحراء شاسعة تبطن في أحشائها نفايات البشر على اختلاف أشكالها.. جحيم مهجور صنعه الانسان المتحضر ليدفن في مطاويه ما انعدم من أشيائه الأثيرة.. رائحة متعطنة جدا تثقب حواس الجن والانس خلعت عليها حرارة...
كالصيف الساخن يضيق ذرعا بنفسه التي تضمه ، و لا مهرب له منها ، لم تكن تكف عن ملاحقته كظله أينما حل ، في حياته لم يستطع ان يصبح شيئا ، لا شريرا و لا خبيثا ، و لا طيبا و لا شريفا ، يحاول أن يواسي نفسه بعزاء لا طائل منه ، تزعجه بأسئلة حرجة ، لا قاعدة لها ، كل سؤال استثناء لقاعدة لا وجود...
لم يكن الوقت تجاوز ظهيرة الثلاثاء الأسود ، يرتحل القطار المطاوع متجها إلى المدينة العجوز لم تتحول بعد عن أحزانها و الدخاخين الضالة ، ملابسه فاقدة النظام ، متشنجة كمجذوب منزو ، تتطابق مع تعاسته ، في زيف يقبل يد المدينة من غير اقتناع بما يفعله ، يتخلي عن التفكير في مصيره المنتظر و ماضيه ،...
رأيته يسير فى الشارع دون اكتراث أو خوف .. إنه يبتسم ويصدر قهقهات عالية ولا يعبأ بشىء أيعقل أن يكون هكذا من يفقد ... حياته ... بعد أسبوع..؟؟ هل لى أن أخبره بشىء .. ؟؟ وهل أجرؤ على ذلك ..؟؟ أمر صعب جدا !! وإذا صارحته هل يصدقنى؟؟ وإذا صدقنى هل يصدق الأخرون؟؟ إنها مغامرة !! سأدخل فى جدل لا طائل من...
6- الهروب سبعة ايام مضت على خروجي من مديرية امن البصرة عام 1978 حين سمعت طرقا خفيفا على الباب ، كان الطارق رجل امن ادمن على مراقبتي لسنين. بت اعرفه كزميل عمل يودني ، يسعده ان يتبع خطاي! قالها بشكل ودود: رجاء نريد حضورك غدا في التاسعه صباحا . لم استغرب ذلك. ليل مر بطيئا متثاقلا.. رتبت اوراقي...
الكبار هم العارفون. و ما يقولونه هو الحقيقة. تلك كانت مسلمات ما اعتقدت للحظة أنها يمكن ان تصبح محل مساءلة. و من ثم تبنيت كل ما افضت لي به جدتي. مستنتجا ان الانقسام و التضارب في الافكار و المعتقدات ليست سمة إنسانية صرفة. بل و تشمل حتى الحيوانات و الحشرات أيضا. و ان النمل على سبيل المثال، فيه...
انقضى شهرأذار، وبدأت الطيور تحلق في السماء بنشوة مطلقة، تصفق باجنحتها وتنطلق مرتفعة إلى الفضاء البارد، تسكن تلك الاجنحة وتترك الريح تتحكم في مسار أجسادها الصغيرة. حام اثنان من تلك الطيور حول عمود الكهرباء، ثم أستقرا فوقه، بالضبط عند الزاوية التي تشكل علامة الصليب(+).. راح الذكر يدور حول المكان،...
يحكى أن في غابر الأزمان , خلت إحدى الغابات من الأسد , ولا أحد يعرف لماذا , أو ما السبب, غير أن الأقاويل كثرت , وانتشرت الشائعات انتشار النار في الهشيم قالوا.." مات ".. وقالوا .." لم تعجبه أوضاع الغابة , من قلة الماء , وحيوانات " وقالوا " اختلف مع ابن عرس , لأنه تدخل في غير اختصاصاته , ولم يرجع...
كان قلبه معرضا وخاطره خامدا نافرا. تهيأ له أن كل قطرة تنهمر من السماء تستحيل إلى جدول أو سيل يختلط بمياه المحيط، تحتوي على سر من أسرار أشجانه في هذه المدينة الشمالية الباردة... ان كل ورقة تسقط من شجرة تعرف طرفاً من ارتعاشات قلبه ونبضاته... وأن كل ذرة تصدرها الشمس فتستحيل في غلالات الشعاع، تمتزج...
5 - حميد ألماصخ لم يكن لديّ ألوقت لأعد أيام بطالتي ، للتو خرجت من ألسجن ، تناثرت أيامي بين ألسفر بين ألبصرة وبغداد، أملا في أحتساب سنوات ألسجن سنوات عدم رسوب في دراستي. فخالي ألذي علقت عليه ألآمل في ذلك ،وألذي كان مفتشا عاما في وزارة ألتربيه، خائفاً لمرافقته شاباً من ذوي ألميول ألهدامه ،هكذا...
‏أتشبَّثْ بأناملك، ‏تقول لك عيناي:لا تبتعد ‏وفمي يترقب فمك، ‏ينتظر قُبلة تُرضي جوعه ‏ينتظره بلهفث ولو للحظات قليلة ‏تقول لي:هل تريدين نجمة مثلكِ لا تطلب أشياء عادية كما تطلبها نسائي العابرات. ‏أقول لك:أريد رقصة أخيرة معك، ‏رسالة أخيرة ، قُبلة أخيرة وكوب قهوة نشربه معاً على حين غفلة من الليل...
بدا حزينا يحدق في سقف المطعم الخشبي المتأكل ، مشدوها يفكر في مآزقه ، على شكل حلم يقظة ، على العشاء ألتقاه ، تجبره طاولاته على مشاركة من لا يعرفه ؛ أومأ إليه بالتحية ، رأى نفسه في عينيه الغريبتين ، تخلى عن رابطة عنقه و كثير من محظوراته ، تجاذب معه الحديث في أشياء...
تعودت فى طفولتي أن اقرأ خرائط القمر ،ربما أحدثكم يوماً عن ذلك ، مازال فى جعبتي الكثير مما سوف يدهشكم، فطوبى لأولئك الذين تؤرقهم الحكايات. هذا الرجل سيظل معطياً ظهره للبئر، حاملاً دلوين مليئين، ويمضي في اتجاه الجبل. والله أنت تتخيل أشياء بلا معنى، والخياليون مثلك يزعجون النساء. حتى اللاتي كن...
أعلى